الخاطرة ١٩١ : الرمز الروحي للثقوب السوداء الكونية

خواطر من الكون المجاور

في المقالات الماضية ذكرنا أن الكعبة هي رمز روحي يعبر عما حصل في الثقب الأسود البدائي الذي إنفجر قبل حوالي ١٤ مليار سنة والمعروف عند علماء الكون بظاهرة الإنفجار العظيم ، والتي تعتبر لعلماء الكون علامة ولادة الكون وبداية ظهور المادة والزمن . فالثقب الأسود البدائي بعبارة أبسط هو تلك البيضة التي فقست وأعطت محتويات الكون بأكمله .

وكما ذكرنا في المقالة الماضية أن الثقب الأسود قد تكوَّن نتيجة تلك الخطيئة التي ارتكبها الإنسان في الجنة ، فكما تذكر الكتب المقدسة ان الشيطان خدع الإنسان وأظهر له أنه بأكل ثمرة الشجرة سيكتسب الإنسان الخلود ، كما تذكر الآية القرآنية " فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120) سورة طه" . فكما هو مذكور في الآية أن خدعة الشيطان كانت في إقناع الإنسان بأنه سيحقق نوعين من الصفات ( الخلود . ومُلك لا يفنى) . ولكن في الحقيقة حدث عكس ذلك تماما ، والثقب الأسود يرمز إلى عكس هاتين الصفتين وهما الفناء المطلق والموت الأبدي.

علماء الكون لا يعلمون شيئا عما حدث قبل انفجار الثقب الأسود البدائي، والذي كان حجمه قبل إنفجاره أصغر من ثقب الإبرة ، ولا يعلمون أيضا من أين أتى وكيف تكون ، فمعارفهم تخص المادة فقط، ولكن قبل الإنفجار لم يكن هناك أي مادة حتى يستطيع العلماء دراستها لمعرفة ما حدث ، فمع ارتكاب الخطيئة حدث إنهيار مستمر في تكوين الإنسان نحو الفناء المطلق والموت الأبدي ، ولكن كما تذكر الآية أن الله تاب على آدم "فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) البقرة" فمع هذه التوبة توقفت عملية استمرار التحطم في الثقب الأسود وبدأت بدلا منها عملية البناء من جديد .

حتى نفهم بشكل أوضح ما حدث في عملية التحطم والبناء من جديد في الثقب الأسود البدائي لا بد في البداية من شرح بعض العمليات المادية التي تحدث حولنا ولا نعطيها أي أهمية في فهم العالم الروحي الذي يحط بنا .

من يريد أن يعلم تفاصيل مادية الثقوب السوداء يمكنه العودة إلى المقالات العلمية الموجودة في الإنترنت ، ولكن هنا سنذكر بشكل مختصر بعض الأمور عنها لتساعدنا على فهم المعنى الروحي لهذه الثقوب السوداء وعلاقتها في تكويننا الروحي .

اول من تنبأ بوجود الثقوب السوداء في الكون كان العالم جون ميتشل عام ١٧٨٣ حيث وصفه بالنجم الأسود لأنه بعكس النجوم لا يصدر أي ضوء ، هذا الوصف هو في الحقيقة تعبير يوضح المعنى الروحي للثقب الأسود . في بداية القرن الماضي ومع ظهور النظرية النسبية لأينشتاين بدأ يتطور المفهوم المادي للثقوب السوداء ليأخذ معناه الحالي المعروف عند علماء الكون والفلك ، والذي يقول بأن الثقب اﻷسود هو عبارة عن تجمع مادي هائل جدا في حيز صغير جداً. فمثلا لو فرضنا أن الشمس التي هي أكبر من الكرة الأرضية الأرضية ب١،٣ مليون مرة،إذا استطعنا بطريقة ما إلى ضغط حجمها ليصل إلى حجم صغير جدا يعادل حجم كرة قطرها عدة أمتار فقط فإنها ستتحول إلى ثقب أسود حيث عندها ستكتسب قوة جاذبية خارقة حتى الضوء لن يستطيع الهروب منها ، هذا التعريف الذي يستخدمه علماء الكون في وصف الثقوب السوداء ، رغم انه كوصف مادي صحيح بعض الشيء ولكنه خاطئ في إعطاء الحقيقة الكاملة للثقب اﻷسود . فوجود الثقوب السوداء في الكون ليس صدفة ولكن حكمة إلهية تساعدنا على فهم ليس الكون فقط ولكن فهم حقيقة تكويننا الروحي ، وللأسف الكثير من العلماء المسلمين الذين يحاولون ربط المعلومات العلمية عن الكون مع الآيات القرآنية ، يأخذون المعنى المادي للثقوب السوداء المعروف ويذكرونه في مؤلفاتهم كما هو بدون أي إضافة او تغيير فيبقى معنى الثقوب سوداء كما هو لا يساهم نهائيا في فهم روحانية الكون ومكانة هذه الثقوب في قصة الخلق مذكورة في الكتب المقدسة.

لتوضيح حقيقة الثقوب السوداء وعلاقتها بالثقب الأسود البدائي الذي كان عبارة عن بيضة أعطت عند فقسها جميع مكونات الكون ، سأحاول في البداية شرح بعض التغييرات التي تحصل في نوعية ترابط جزيئات الماء أثناء تحوله من حالة إلى حالة أخرى بسبب تغير درجة الحرارة حيث استمرار هذه التغيرات يصل بنا في اﻷخير إلى حقيقة مفهوم الثقب اﻷسود :

الماء كجزيء مركب يتألف من ذرتين هيدروجين وذرة واحدة أوكسجين والماء كما هو معروف عنه يعتبر من أهم المركبات في الكون وبدونه لا يمكن تواجد الحياة ولهذا السبب فهو يؤلف 70-80% من تركيب جسم الكائنات الحية، لنحاول دراسة علاقة الترابط بين جزيئاته وبين ذراته وبين جسيمات ذراته وتغيرها في مختلف اﻷوساط.(الصورة) :

1- الحالة الصلبة :الماء في وسط بارد جدا تحت درجة الصفر يكون في حالة صلبة (جليد) حيث جزيئات الماء فيه تكون مترابطة ببعضها البعض بروابط جذب ثابتة تجعل جزيئات الماء تفقد الحركة فتأخذ شكل مادة صلبة .

2- الحالة السائلة :عند إرتفاع درجة الحرارة إلى أعلى من الصفر درجة مئوية، تضعف هذه الروابط فتجعل جزيئات الماء تنزلق فوق بعضها البعض(ذوبان) وتأخذ حركة أفقية ويتحول الماء من الحالة الصلبة إلى السائلة.

3- الحالة الغازية : ومع إستمرار إرتفاع درجة الحرارة تضعف الروابط أكثر وعندما تصل إلى درجة الغليان 100 درجة مئوية تختفي الروابط نهائيا ويحدث بينها نوع من النفور وتكتسب جزيئات الماء حركة شاقولية فنرى الماء الساخن يتصاعد إلى اﻷعلى على شكل غاز (بخار).

4- حالة البلازما : عندما تصل درجة الحرارة أعلى من ( 3000) درجة مئوية تستمر عملية تفكك الروابط ويحدث ما يسمى عملية التأين حيث تتحطم الروابط في داخل الذرة بين الالكترون والنواة وتصبح الالكترونات حرة هذه الحالة تسمى البلازما وهي الحالة الرابعة في شكل المادة ويمكن ملاحظة هذه الحالة في الهالة الضوئية المحيطة بالشمس.

5- اﻹتحاد النووي : إذا زاد إرتفاع درجة الحرارة ووصل إلى درجة 15مليون درجة مئوية مثلا كما هو في مركز الشمس ،عندها نجد ظهور قانون جديد يمنع إستمرار تحطيم الروابط فنرى حدوث ما يسمى الإندماج النووي حيث يتم إندماج أنوية نظائر الهيدروجين لتعطي عنصر جديد أكثر تعقيدا من الهيدروجين وهو الهليوم ونتيجة هذا اﻹتحاد النووي وتحول الهيدروجين إلى هيليوم ينتج طاقة هائلة تخرج على شكل أشعة ضوئية وهي التي نراها تخرج من الشمس والنجوم وتأتي إلينا لتمد الكائنات الحية بالطاقة لتستطيع اﻹستمرار في نشاطها الحيوي ، في مجموعتنا الشمسية تتوقف عملية تفكك الروابط عند هذا المستوى.

6 - التفكك الكلي : عندما يزيد إرتفاع درجة الحرارة إلى أكثر بكثير من درجة حرارة مركز الشمس مثلا كما هو الحال عند إنفجار النجوم العملاقة التي لها أضعاف حجم شمسنا حيث تصل درجة الحرارة في مركزها إلى مليارات درجة مئوية، عندها تستمر عملية تحطيم الروابط إلى أن تشمل جميع الروابط الموجودة داخل النواة وما تحت جسيماتها و يتحول النجم العملاق فجأة إلى نجم من نوع آخر معاكس تماما للنجوم التي تبعث الضوء وهو النجم الأسود أو كما يسمى في علم الفضاء الثقب اﻷسود ، في مركز هذا النجم اﻷسود توجد نقطة سوداء لها قوة جاذبة هائلة جدا تجذب كل شيء قريبا منها وبمجرد إقترابه تقوم بإبتلاعه وتفتيته بحيث تجعل المادة فيه تختفي من الوجود ، في مركز هذا النجم اﻷسود يحدث الفناء المطلق أو الموت اﻷبدي، حيث لا وجود ﻷي شكل من أشكال المادة هناك، فقط يوجد في مركز هذا النجم شيء يدعى الزمن السلبي.

الزمن السلبي روحيا يمثل بداية الموت الأبدي، أي هي المنطقة في الكون التي تعبر عن أقوى جزء من القوى العالمية الممثلة لروح السوء (التدمير). أشار الله عز وجل إلى هذه الفكرة في الأساطير اليونانية فنجد أن إله الزمن (كرونوس ) كان يبتلع أولاده. ولذلك نجد أيضا كوكب زحل الذي يحمل إسم هذا اﻹله ( كرونوس، إله الزمن ) تحيط به حلقات عديدة تتألف من الغبار والصخور المفتتة (الصورة) فشكل كوكب زحل يعطينا صورة مبسطة رمزية عما يحصل في الثقب اﻷسود ، فهذا الغبار والصخور المتفتتة تعتبر رمز لما يحدث لكل شيء يدخل مجال قوة جذب الثقب الأسود حيث هناك تبدأ عملية التحطيم وكلما تم جذبه للداخل أكثر تزداد عملية التحطيم اكثر فأكثر لتصل إلى تحطيم الجسيمات النووية ، ثم بعد ذلك نصل إلى مرحلة إختفاء الإرتفاع (البعد الثالث) من الحجم فيتحول شكل الشيء من ثلاثي الأبعاد إلى ثنائي الأبعاد ويأخذ شكل مسطح ، ثم بعد ذلك يختفي العرض ( البعد الثاني ) فيتحول شكل الشيء من مسطح إلى شكل خط فقط ، وبعد ذلك يختفي الطول ويتحول شكل الشيء من شكل خط إلى نقطة ومن ثم تختفي هذه النقطة نهائيا من الوجود. لذلك كانت الحكمة الإلهية أن تجعل كوكب زحل الذي يمثل رمز للثقوب السوداء بأن يكون بالنسبة لحجمه أخف كواكب المجموعة الشمسية كرمز يعبر عن قلة كثافة المواد التي تحويه، فحسب دراسات علماء الفلك في وصف كوكب زحل أنه إذا وضعناه في الماء فإنه يطفو بسبب قلة كثافته ، فتكوين هذا الكوكب ليس صدفة ولكن ليكون رمز للحجر الأسود في الكعبة والذي تم وصفه أيضا بانه يطفو على سطح الماء .

تكوين كوكب زحل والأسطورة اليونانية وكذلك تسميته بإسم كرونوس ( إله الزمن ) ، كل هذه الأشياء ليست صدفة ولكن هي من عند الله، لتفسر لنا حقيقة ما يحدث داخل الثقب اﻷسود وعلاقتها بالحجر الأسود والكعبة.

النجوم بشكل عام هي مصنع تخليق العناصر المادية التي يتكون منها جسمنا وكل شيء حولنا في هذا الكون، فهناك نجوم صغيرة كشمسنا مثلا تقوم بتصنيع العناصر الخفيفة عن طريق تحويل الهيدروجين إلى الهليوم و الهليوم إلى بيريليوم والليثيوم ومنه إلى الكربون، وهناك نجوم أكبر تقوم بتصنيع العناصر الأثقل فيتحول الكربون إلى نيتروجين ومنه إلى اﻷكسجين ....وفي نجوم أكبر يتم تصنيع السيليكون والفسفور والنيكل والحديد......وعند إنفجار هذه النجوم العملاقة عن طريق ظاهرة سوبر نوفا، تتكون العناصر اﻷثقل كالزئبق والفضة والذهب ونتيجة هذا التخليق وتحول عنصر إلى عنصر آخر أكثر تعقيدا تنتج طاقة هائلة تخرج على شكل أشعة ضوئية تنير كوكبنا وجميع أنحاء هذا الكون، فمنبع النور رمزيا يأتي من النجوم والتي تعتبر المصانع التي يتم فيها بناء المادة وتطويرها من نوع إلى نوع آخر أكثر تعقيدا.

أما الثقب اﻷسود فهو أيضا نجم ولكنه نجم أسود لأنه يقوم بعملية معاكسة لنجم مضيء فهو مصنع تدمير كل شيء لذلك هو أسود ليس فقط ﻷن الضوء لا يفلت من جاذبيته كما يظن علماء الفيزياء الكونية ولكن أيضا ﻷن جسيمات الضوء ( الفوتونات ) في داخله هي أيضا تتفكك إلى موادها اﻷولية ثم تفنى بشكل كامل لذلك الثقب اﻷسود يعتبر رمز الموت الفناء المطلق والموت الأبدي تماما بعكس اكذوبة الشيطان التي وصفها عن الشجرة الملعونة (شجرة الخلد وملك لا يبلى) .

الله عز وجل أشار إلى المعنى الروحي لهذا الثقب اﻷسود وعن الفرق بينه وبين المعنى الروحي للنجم المضيء في قرآنه الكريم في سورة النجم، فترتيب هذه السورة هو ٥٣ ،فشكل هذا العدد باﻷرقام التي يستخدمها القرآن هو خمسة(٥) وله شكل دائرة كشكل الثقب والرقم ثلاثة (٣) له شكل فم حسب فلسفة اﻷرقام (الصورة ). أي فم في مركز الثقب الدائري ومن المعروف أن من فتحة الفم تدخل المواد المركبة ليتم تحطيمها عن طريق اﻷسنان، هكذا تماما ما يحدث في الثقب اﻷسود ،ولكن هناك يحدث فيه تحطيم مستمر وكامل حتى يصل إلى الفناء المطلق.

اﻵن إذا إعتبرنا أن سورة الفاتحة هي رمز ولادة الكون روحيا أي فترة قبل حدوث الإنفجار العظيم والسورة الثانية البقرة هي رمز ولادة الكون ماديا أي بعد الإنفجار العظيم ، وجمعنا أرقام ترتيب السور من السورة الثانية وحتى رقم 53 ترتيب سورة النجم أي :

مجموع أرقام التراتيب 1430 هو القيمة الرقمية لعبارة (الثقب اﻷسود) في نظام الرقمي للغة اليونانية (ΜΑΥΡΗ ΤΡΥΠΑ) ، التي هي لغة اﻹنجيل :

بهذه الطريقة الحكمة اﻹلهية في تصميم القرآن الكريم تطلب منا اﻹستعانة باﻷساطير اليونانية (إسطورة إله الزمن كرونوس) لفهم طبيعة الثقب اﻷسود وعلاقته بالنجم.

من يقرأ سورة النجم يجد أنها تذكر معلومات عن المخطط اﻹلهي وعن طبيعة هدف روح الخير العالمية والتي تتلخص بالعبارة (وأن عليه النشأة اﻷخرى) أي إعادة تكوين اﻹنسان من جديد ليكفر عن خطيئته وليصبح صالح للعودة والعيش ثانية في الجنة، أما في سورة الطارق ( النجم الثاقب ) فتعطينا معنى الدور الروحي للنجم كنجم ، فعن طريق اﻹندماج النووي يمنع إستمرار تفكك الروابط فتحصل إندماجات نووية تخلق عناصر جديدة ، وكذلك تعطينا معنى النجم كإنسان عندما يأخذ دور النجم في المجتمع (النجم الثاقب. لكل نفس عليها حافظ) أي دوره في منع تحطيم الروابط بين اﻷشياء واﻷحداث وبالتالي منع تطور الروح نحو الوراء ( اﻹنحطاط )، وفي الوقت نفسه تعطي هذه السورة رمز معاكس لكلمة ثقب المستخدمة في إسم النجم اﻷسود (الثقب اﻷسود)، فهو ثاقب يدخل في الثقب اﻷسود ويبطل مفعوله في تحطيم الروابط، فالمقصود هنا بالطارق النجم الثاقب هو الإنسان الذي يبطل مفعول فكر اﻷعور الدجال الذي يعتبر أقوى مدمر لكل الروابط اﻹنسانية .

جميع المعلومات العلمية عن الكون وعما يحيط بنا التي أتت من دراسات وأبحاث علماء العلوم المادية هي معلومات مساعدة في فهم الكون ومحتوياته وعلاقتها بالتكوين الإنساني ، وذكرها كما هي من قبل العلماء الذين يبحثون في تفسير آيات الكتب المقدسة ، سيحول الكتب المقدسة إلى كتب مادية فقيرة روحيا ، لذلك يجب على أولئك الذين يبحثون في تفسير معاني آيات الكتب المقدسة ألا يستخدموا هذه المعلومات العلمية المادية في شرح معاني الآيات ، فبهذه الحالة سيتحول هدف هذه البحوث إلى العلم للعلم والدين للدين وعندها سيحدث الإنحطاط الروحي للمجتمعات الإنسانية، ولكن يجب على هؤلاء العلماء أن يستخدموا هذه الآيات في شرح تلك المعلومات المادية ليظهر معناها الروحي و بالتالي علاقة هذه الأشياء المادية في تكوين الإنسان وتطوره ، ففي هذه الحالة سينمو الإدراك الروحي للإنسان لما يحدث حوله . الكتب المقدسة دورها مساعدة الإنسان في تصحيح تكوينه ليصبح ملائما للعيش في الجنة ، وكل بحث لا يكون هدفه الإنسان نفسه عندها سيكون هذا البحث بحث عقيم لا فائدة منه مستقبليا سوى تشويش فكر الإنسان وإبعاده عن حل مشاكله الروحية والمادية. وللأسف هذا ما يحدث في عصرنا الحاضر حيث جميع النشاطات الفكرية عند إنسان عصر الحديث أصبحت تعتمد على مبدأ قانون الثقب الأسود (العلم للعلم والفن للفن ، والدين للدين) ، أما الإنسان فبشكل فعلي للأسف القليل من العلماء من يهتم بسعادته ومستقبله .

وسوم: العدد 791