خواطر فؤاد البنا 792

كان المجرمون يقولون: {أخْرِجوا آلَ لوط من قريتكم إنّهم أناسٌ يتطهرون}، أما مجرمو زماننا فيقولون عن صالحي مدينة عدن: (أخرجوهم من دنياكم إنهم أناسٌ يتطهرون)!*

**************************

لا يكفي في دعم جبهة الريال اليمني، أن تقوم دول التحالف العربي بوضع وديعة في البنك المركزي، بل لابد قبل ذلك أن تتعامل مع المغترب اليمني كوديعة لديها توليه احترامها وتقديرها، وأن تَكُفَّ عن التعامل مع اليمن كرهينة تتصرف بمصيرها كما يحلو لها، ويجب أن تطلق العنان للحكومة اليمنية في استثمار نفطها وغازها وموانئها وجزرها ومطاراتها، وسائر إمكانياتها الطبيعية والبشرية، وأن تقف معها بصدق لتذليل كل الصعاب التي تقف أمامها في هذا السبيل!

**************************

يتعرض الريال اليمني لقصف شديد بنِيرانٍ صديقة، فأين المَلاذ؟ ومن المُنقذ؟

**************************

بفضل الحاوي الذي يُسلّط على اليمنيين أفاعي العملات؛ ها هو الدولار يصير هادمَ اللذات ومُفرِّقَ الجماعات!

**************************

من اسْتقَت قلوبُهم من زَمْزَم الخشوع؛ فاضت من مآقيهم دموعُ الخَشية!

بارك الرحمنُ جمعتكم.

**************************

لكي يأتي النصر المنشود؛ نحتاج في المستوى القلبي إلى إيمان ممتلئ باليقين وليس أمانيّ مليئة بثقوب الظنون، ونحتاج إلى يقين قاطع يُغيّر الحياة وليس آمالاً لا ظل لها في الواقع.

**************************

منذ بضع سنوات وشعبنا اليمني يتلقى الضربات في حَلَبة المؤامرة، لكنه لم يسقط أبداً، فهل يَسقط بالضَّربة القاضية ويتهاوى مع الريال، أم أن للعقل قولاً آخر؟!

**************************

كيف يمكن أن يكون إحساسُك الروحي مُتَّقِداً؛ إذا كان سراجُ العقل قد أطفأته رياحُ التقاليد، وجَذوة القلب قد خَبَتْ تحت رَماد الرّان الذي كسبَته يَداك؟!

**************************

عندما يُحقق الناس انتصارات قوية على خصومهم؛ فإن أوشاب الطين تندفع إلى سطح شخصياتهم، فتُذكي آفة الغرور الكامنة فيهم وتطيش بألبابهم، دافعةً إياهم إلى منزلقات الطغيان والبغي؛ ولهذا فقد جعل الإسلام من مواطن النصر محطات لمراجعة الخُطى واستحضار الأخطاء واستئصال الخطايا، ولاستغفار الرحمن واستجلاب العفو الرباني، فقد قال تعالى لأعظم من أنجبته البشرية: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبِّحْ بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}.

**************************

لو أحسن المسلمون توظيف رأس المال الفكري وعمروا به رؤوسَهم؛ لأوصلهم إلى استثمار رؤوس الأموال الطبيعية التي تزخر بها أراضينا، ولنجحوا في تنمية رؤوس الأموال المادية التي تمتلئ بها خزائننا، غير أن عدم توظيف رؤوس الأموال الفكرية بالكفاية المطلوبة أدى إلى انتقام رؤوس الأموال الطبيعية والمادية من أصحابها، حتى أننا مثلاً قد رأينا كيف أحرق النفط ويحرق قلوب المسلمين!

**************************

لكي تكون مفكراً نافعاً للخَلْق ورافعاً لمداميك الحق؛ ينبغي أن تقف على أعمدة عديدة، أهمها كما تبدو لي:*

*- القراءة السَّببية والسُّنَنية لكل ما تراه وتسمع عنه.*

*- النظر الناقد للأفكار والظواهر والحوادث.*

*- امتلاك الرّؤى الإبداعية التي تتجاوز البدهيات والمُسَلّمات.*

*- الخيال المُجنّح فوق ما هو معلوم ضمن حدود الحِسّ والخبرة.*

*- التكامل المعرفي الذي يجعلك تنظر إلى المعرفة ككَون واحد لا كجُزر منعزلة عن بعضها، مما يُمكّنك من أن تضع كل فكرة في مكانها المناسب من خارطة الأفكار.*

*- امتلاك القدرة على التأليف بين الأفكار والمزاوجة بينها حتى تتمكن من توليد أفكار جديدة.*

*- البوصلة المقاصدية التي تجعل الهدف حاضرا في كل آن وتعصم العقل عن الاشتغال بالصغائر والانشغال بالسفاسف.*

*- الرؤية المستقبلية التي تحميك من الغرق في الحاضر أو النكوص نحو الماضي، وتوفر لك طاقة الاستمرار في السير نحو الأمام، وتضمن لك الوصول إلى مرافئ النجاح وامتلاك القدرة على صناعة البدائل.*

*- وأخيراً لابد أن تكون مختلفاً عن الآخرين اختلاف تميز لا تناقض، مع اشتغالك بما يجلب لهم الوحدة والتقدم والسعادة.*

**************************

لقد أحال الأوغادُ الريالَ إلى حَبْل يُخنق به الشعب اليمني؛ لأنه أراد ذات صباح أن يكون ذا كرامة وحرية!

**************************

لم يكن الزبيري رجلاً واحداً بل كان تحت إهابه يَكمن عددٌ من أعظم الرجال: فالأول ثائرٌ وطني، والثاني مصلح اجتماعي، والثالث أديبٌ كبير، والرابع مفكر حكيم، والخامس مربي مسؤول، وهو في كل ذلك إنسانٌ رائقٌ يطير بجناحي التدين الراقي والوطنية الرائعة.

**************************

وسوم: العدد 792