خواطر فؤاد البنا 793

لكي تكون مفكراً نافعاً للخَلْق ورافعاً لمداميك الحق؛ ينبغي أن تقف على أعمدة عديدة، أهمها كما تبدو لي:*

*- القراءة السَّببية والسُّنَنية لكل ما تراه وتسمع عنه.*

*- النظر الناقد للأفكار والظواهر والحوادث.*

*- امتلاك الرّؤى الإبداعية التي تتجاوز البدهيات والمُسَلّمات.*

*- الخيال المُجنّح فوق ما هو معلوم ضمن حدود الحِسّ والخبرة.*

*- التكامل المعرفي الذي يجعلك تنظر إلى المعرفة ككَون واحد لا كجُزر منعزلة عن بعضها، مما يُمكّنك من أن تضع كل فكرة في مكانها المناسب من خارطة الأفكار.*

*- امتلاك القدرة على التأليف بين الأفكار والمزاوجة بينها حتى تتمكن من توليد أفكار جديدة.*

*- البوصلة المقاصدية التي تجعل الهدف حاضرا في كل آن وتعصم العقل عن الاشتغال بالصغائر والانشغال بالسفاسف.*

*- الرؤية المستقبلية التي تحميك من الغرق في الحاضر أو النكوص نحو الماضي، وتوفر لك طاقة الاستمرار في السير نحو الأمام، وتضمن لك الوصول إلى مرافئ النجاح وامتلاك القدرة على صناعة البدائل.*

*- وأخيراً لابد أن تكون مختلفاً عن الآخرين اختلاف تميز لا تناقض، مع اشتغالك بما يجلب لهم الوحدة والتقدم والسعادة.*

**********************************

إن مجتمعاتنا كثيرة العَدَد غزيرة العُدَد، لكنها واهنة القوى وضعيفة التأثير، وما ينقصها في تحقيق الريادة والفاعلية هو اختلال الرُّؤى الفكرية وضعف القُوى النفسية، ولذلك ينبغي التركيز على استثارة الهِمَم واستنهاض العزائم، وعلى شَحْذ الإرادات وإِذْكاء الطاقات، وعلى إشعال الأحلام وإيقاد مشاعل الآمال، بحيث يَنحت الفردُ بَصْمتَه في جدار الواقع مهما كان صلباً، وترتقي المجتمعات إلى المكانات التي تليق بإمكاناتها الضخمة، وتصعد أمة المسلمين إلى ناصية (خير أُمّة أُخرجت للناس)، فهل نفعلها اليوم قبل الغد؟ وهل يبدأ كل واحد منا بنفسه؟

**********************************

قال أحدُ صُنَاع الاستراتيجية الأمريكية قبل بضعة عقود: ينبغي أن نؤسِّس قوات لاحتلال منابع النفط في الخليج العربي، وأن نُصحِّح الخطأ الإلهي الذي أعطى النفط لمن لا يستحقه!*

*ويبدو أنه يُراد لمنطقتنا أن تذهب بقدميها نحوَ موجةٍ جديدة من الاحتلال، كالذي حدث بعد اتفاقية سايكس بيكو قبل نحو قرن من الآن، ولكنه احتلال غير مباشر فقد ثبت للغزاة أنه أقل كلفةً وأكثر ربحاً، حيث أن حفنةً من حُثالاتنا ستوصل خيرات الأمة إلى خزائن بني الأصفر مع الكثير من الامتنان، ثم إن هذا النمط من الغزو لا يستفز كثيراً من أعراب هذا الزمان كما يستفزهم الغزو العسكري المباشر!

**********************************

قال أحدُ صُنَاع الاستراتيجية الأمريكية قبل بضعة عقود: ينبغي أن نؤسِّس قوات لاحتلال منابع النفط في الخليج العربي، وأن نُصحِّح الخطأ الإلهي الذي أعطى النفط لمن لا يستحقه!*

*ويبدو أنه يُراد لمنطقتنا أن تذهب بقدميها نحوَ موجةٍ جديدة من الاحتلال، كالذي حدث بعد اتفاقية سايكس بيكو قبل نحو قرن من الآن، ولكنه احتلال غير مباشر فقد ثبت للغزاة أنه أقل كلفةً وأكثر ربحاً، حيث أن حفنةً من حُثالاتنا ستوصل خيرات الأمة إلى خزائن بني الأصفر مع الكثير من الامتنان، ثم إن هذا النمط من الغزو لا يستفز كثيراً من أعراب هذا الزمان كما يستفزهم الغزو العسكري المباشر!

**********************************

إن جوهر الإنسان الثمين هو عقلُه، ولذلك سُمّي باللب، وجوهرتُه النفيسة هي قلبُه، فالقلب هو اللبّ لقالب الإنسان، فأنّى لمن عطّل عقله وأهمل قلبه أن يكون إنساناً؟!

**********************************

أمامَ غطرسة الذين جاءوا مهرولين لإنجاد وطننا الملهوف من إجرام بعض أبنائه، وأمامَ محاولات بعضهم اغتصاب ما بقي من خيرات هذا الوطن؛ فإن لسان الحال يقول: {لو أنّ لي بكم قُوّةً أو آوي إلى رُكن شديد}!

**********************************

ما أسخف الأعراب حينما يستظلون تحت راية غير إسلامية، فإنهم حينئذ يرتكبون الموبقات وهم يظنون أنهم ملائكة مطهرون، ومن علامات هذا السخف أن كل بلد يسعى لأن يكون عملاقاً عبر تقزيم أشقائه!

وسوم: العدد 793