وسادة من حجر

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

قتلوا الطيور عندما هاجموها في أعشاشها ولا يزالون يقتلون ، وقدموها قرابينا للآلهة ، رفضوا أن يتركوها تتوسد حجرا ، فلعل الحجر يلين ؛ فيتفجر ماءا يسقي العطشى من أصحاب الوسادات الحجرية .. لا ذنب لهم .. يقارنون أنفسهم بأولئك المولودين حديثا ، والمفطومين عن اللبن حديثا ، والزائرين لحديقة المدينة حديثا ، والراكبين للطائرة وهم في كنف والديهم وبين أذرعهم يتبادلون القبلات ... تكالبت عليهم الأقدار كما المقادير، والتصقت بهم كل التقديرات عنوة ، وكيف لا وهم متوسدون الحجر ، يفترشون الأرض ، ويلتحفون السماء ، تنهشهم ذئاب الليل الضالة تحت ضياء القمر .. ويبحثون عن الخبز من بين مخالب ذاك الدب وأنياب الثعبان ... أليس عجيبا هذا العالم !؟.

أم أن الأعجب منه ذاك المترف يشرب خمرا بكاسات جماجم تلك المخلوقات !؟.
ويلعق الدم النازف من جسم أثخنته جراح كُتبت أم فُرضت لا أعلم ، فأنا لم أسكر يوما بين الساسة كي أعلم ، ولم أرقص لا في الظل ولا تحت الشمس كي أفهم ، ولا أعرف غير لغة الكفر بذاك الصنم القاتل ، والسيف الراقص فوق الأعناق .