همسات القمر ( 20 )

همسات القمر ( 20 )

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

*على ضفة نهر ينساب في تؤدة و اختيال .. يطلق المرء البصر.. يستدعي العقلُ الفِكَر .. يضطرم القلب ثورة على سوء الكدر .. تصفو النفس .. يحلو الهمس .. يرتشف الفؤاد هناء الكأس .. 

كم نحتاج بين الفينة و الأخرى أن نحدو خطانا نحو هذا النهر ..

كم نحتاج أن نفرغ شحنات البأس التي تذيقنا المُر

كم نحتاج أن نغربل أنفسنا فلا يبقى فيها إلا ما يشيع في أنفسنا أريجا كعبير الزهر ..

*كم من نوافذ مغلقة تخفي وراءها زهورا تخلب اللب  بسحرها و تبهج النفس بجمالها ..و تنشي الروح بشذى أريجها ..

قليل من الصبر  هو ما يفصلنا عن التمتع بمزاياها الرائعة .. وكثير من يقين بأن كل شيء عند الله بقدر يلهمنا  هذا الصبر ..

يا رب .. يقينا وعد يسرك قادم بعد العسر .. اللهم فلا تجعلنا من القانطين .

*ما أجمل أن نكون كراما مثلما بحر نقي ممتد المدى .. عندما يجود .. يجود بالثمين و لا يتردد .. ليس يعرفنا إن كنا نستحق أو لا نستحق .. فهو يدرك أن العطاء ينبع من الذات لهدف سامٍ و فكرة نقية .. فلا ينتظر المقابل .. ولا يقابل عطاء بعطاء .. ولا ينتظر و لو  قليلا  من ثناء .. ما أجمل أن نقتفي خطاك أيها البحر و نتعلم معنى العطاء .

*عندما تختلط الدمعة الباكية بالبسمة الضاحكة ..ندرك أن الأمل لا زال يرفرف بجناحين من تفاؤل في نفوسنا ..أن الفرح لم ينته أوانه في قلوبنا .. عندها نزداد يقينا بأن : الأفضل قادم .

*تحت جناحيْ ليل دامس  أخرجت حرفي الهامس .. أطلقته قنديلا يشعل الفجر  ويعلن نهارا  مشرقا من جديد .                                                                     

*في الذاكرة تقبع قصتان  ..  قصة نعلنها و نبوح بها .. و قصة نخبئها في  مجاهل أفئدتنا و أوردتنا .. بعض تفاصيلها تهمي ماء عيوننا كدَرا.. وأخرى  بانبلاج ثغرنا و امتداده  تروي جفوننا فرحا ..  و تبقى التفاصيل تتوالى ...

*نجوب آفاق  قلوبنا طلبا لشذى زهرة زرعها أحبابنا و مضوا .. تباعدت أجسادنا و دام أريجهم يضفي نكهة عطرة  تلطف  هجير حياتنا ..

*من نورك السرمدي أصنع منطادا مضيئا يجوب بي دروب الليالي الحالكة .. فلا  أكاد ألمس  سوادا أو قتامة ترديني في مهاوي اليأس .. ليس إلا نورك يشعل في قلبي فتيل الأمل . 

*من كان يظن أن الشتاء  مستبد و جاثم  .. و أن الربيع  أُودع قبر الحياة بلا رجعة .. فهو واهم .. غدا يندحر  ليل الهزائم ..  و  تجوب سمانا بيض الحمائم .. غدا يعلو نشيد الأمل  و يتسلل لواذا كل يائس و متشائم .