خواطر فؤاد البنا 897

عُبّاد الحكام!

ما أغرب أن ترى مسلمين يتخذون من حكامهم أوثاناً تُعبد بجانب الله، فقد اتخذوا حكامهم وقادتهم أرباباً من دون الله، ولم يقتصر بعضهم على طاعتهم في معصية الله، بل ذهبوا للإشادة بأعمالهم المخزية كأنها أعمال الأماجد، ولا تزال ألسنتهم تلهج بذكر خلالهم القبيحة. ولا تجدهم يتبرؤون مما قاموا به من انتهاك لثوابت الإسلام المعلومة بالضرورة ومن تجاوز لتعاليمه السامية.

ولا يتردد هؤلاء عن رفع صورهم والتهافت على مواكبهم رغم تفريطهم بمصالح المسلمين وخيانتهم لمبادئهم، ورغم موالاتهم لأعداء الملة وتماهيهم مع مخططات اجتثاث الأمة من الوجود!

********************************************

دموعُ الهواجس!

للهواجس أعين خرافية شديدة الحساسية، حيث تتوهم مؤامرات وتتوجس خيفة من خيالات، وتخاف من أشباح لا ظل لها من الحقيقة ولا وجود لها في الواقع!

وعندما يستشرف المتوجسون وأصحاب الهواجس المستقبل؛ فإنهم يُكبّرون ما هو صغير ويُعظمون ما هو حقير، ويَشمون روائح المؤامرات المتوهمة من وراء حجب الغيب، بل وتجدهم يعرجون اليوم من شوكة غد!

إننا بحاجة للعناية بقلوبنا والاهتمام بأرواحنا، فنعطيها زادها بطريقة متوازنة وبصورة مستمرة؛ حتى لا تصيبنا الأمراض النفسية، ولنظل أسوياء أقوياء، حتى لا نرى الحَبّة قبّة بل نرى كل شيء كما هو من دون تهويل أو تهوين!

وسوم: العدد 897