التسامر حتى الفجر الضحوك

التسامر حتى الفجر الضحوك

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

أطلت فى هذا الصباح أنفاس من القرية صوب هذا الماضى التليد والفجر الضحوك لا يكاد يمضى الزمن الجميل حتى تنبت هنا وهناك زهرة وعبق من ذاك الطيف الجميل جميل ألوان قوس قزح ما نزال نتسامر ونتحلق فى حلقات تشبه لحد بعيد حلقات المتصوفة فى الذكر  منها قصيدة شاعرنا المبد محمد المهدى المجذوب

حيث يشدو المبدع الكابلى بهذه الأبيات واصفاً موقف حلقة الذكر فى تلك الليلة العامرة بأهازيج الفرح النبيل فيقول :

وهنا حلقة شيخ يرجحن

يضرب النوبة صرباً فشئن وترن

ثم ترقص هدير أو تجـــــــــــن

وحواليها طبول صارخات فى الغبار

حولها الحلقة ماجت فى مدار

نقزت ملء الليــــــــــــــالى

تحت رأيات طــــــــــــــــوال

كسفين ذى سوار فى عباب كالجبال

حين ينام الليل على وهج الفجر الضحوك ونصحو على أنغام تلك الليلة التى تسامرنا فيها ولازالت تعلق بالذاكرة شىء من أريجها الوضاح فى ليلة صافية ومقمرة ، بين هذا وذاك كنا نتسامر ليلة أمس حتى بذوق فجر الصباح الجميل فى زمان لا نعرف فيه سوى الضحكات الرنانه التى تسكر الألباب طرا وغناء لا نعرف فيه سوى البوح والنقش على جدار العمر المتسارع صوب المغيب !!! كلنا كنا نسكر من ذاك النبع العتيق فى تسامر لا يعرف الملل فى سعادة غمرت كل الجالسين فرحاً تفوح منه رائحه الصبح البهيج ،،، حنها نادي مؤذن الصبح معلناً إنقضاء هذه الليلة التى أنطوت فى عجالة لا تعرف إلا أنها إيام مضت يا حليلها !!!