يا أمي !!

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

رحم الله أمهاتنا لم يرضعننا الحليب المجفف ، ولم يفطمننا على البسكويت المستورد

كنا نجد في أحضانهن إذا مرضنا العناية المركزة التي تمدنا بالدفء ، وتغذونا بالحنان

يوما ن لا أنساهما ماحييت : يوم مات ابن جيراننا وهو  أصغر مني بقليل ، فحزنت عليه ، فنقلتني أمي إلى فراشها ، وجعلتني في حضنها تقبل رأسي كلما فتحت عيني

ويوم أحضر أبي لي تفاحة وأنا مريض ، ودسها بين يدي

أغبط مٓن له أبوان على قيد الحياة ، يتصل بهما ، ويسمع صوتهما ، أو يذهب إليهما بلهفة ورغبة

تمنيت أن تكون أمي موجودة ، لأزورها في جسر الشغور وقد تحررت ، أو أذهب  فأقف على قبرها في حلب أغسل أحجاره بمدامعي :  

أمي نشيدي ، وأمي نبض ُ قافيتي ء         يضمُّها الشوقُ  في قلبي فيستعـرُ  ! 

أقول : غابت ؟ ستأتي مثلما وعدتْ          كم ذا تغيب إذاً ؟ إني لمنتظر ُ

أمي أتيت ُ! أليس اليوم  موعدُنا !؟          أمْ أنّ موعدٓنا ياأمي َ الحشر ُ !؟