شهادة الآخرة

رانيا زيزان

خرج من غرفته وبيده أوراقه، ذهب إلى أمه وقبّل يدها وطلب رضاها والدعاء له كي ينجح في امتحانه النهائي  في الطب... كان حلم والده أن يرى ابنه وهو مرتدٍ زي التخرج وزي الطبيب... ولكن ملك الموت عاجل والده قبل أن يحقق حلمه ... قبّل يدها وخرج من المنزل متجهاً إلى جامعته لتقديم امتحانه ...

دخل القاعة وقرأ الفاتحة على نية تيسير امتحانه، دعا الله أن يوفقه، دخل الدكتور وبيده أوراق الامتحان، بدأ بالتوزيع ... أخذ الورقة وبدأ يقرأ الأسئلة، تمعن جيداً بالأسئلة وبدأ بالسؤال الأول فالتالي ولم يستطع أن يكمل باقي الأسئلة فهناك أصوات غريبة في  خارج القاعة كأنها تفجير، تُرى هل هذا حادث أم شجار بين الطلاب على امتحان أم ماذا ؟

ما هذا الحريق؟

خرج الطلاب مسرعين من قاعة الامتحان وبدؤوا يتراكضون خائفين من هذه التفجيرات التي تحصل داخل الجامعة ... يا إلهي... هذا صديقي علي... ما الذي حصل به يارب... هذا أستاذي الذي درّسني المادة قبل سنة ونصف، إنه مرمي على الأرض ينزف.... لم يصل إلى باب الجامعة الرئيس إلا وقد سقط أرضاً ...

يا إلهي.... لماذا لم أعد أرى شيئاً ؟ ما هذا الذي يرتدونه؟ ماهذا البياض الذي أراه في أنحاء المكان!

أبي إني أرى أبي...

وفجأة سمع صوتاً يشبه صوت أبيه .... سمع والده يقول: ما أجمل هذا الرداء الذي ترتديه يا ولدي.... إنه أجمل من الرداء الذي كنت أتمنى أن أراك فيه ...

هكذا طلاب جامعة حلب أصبح حالهم يذهبون من أجل نيل شهادة الجامعة فينالون شهادة الآخرة وهي أعلى مراتب الشهادة ....