على مائدة الشتاء

إبراهيم شكارنه

[email protected]

الجو شديد البرودة والثلج والمطر والعواصف لم تتوقف منذ أيام

ما نوع مدفأتك؟؟؟

حديثي لك أنت .... نعم أنت يرعاك الله

لا شك أنك الآن تجلس أو تجلسين أو تجلسون بين أهلكم وأحبابكم، وسط الدفء تشاهدون التلفاز أو تتوزعون عبر أمداء الفيسبك الواسعة،وتتسامرون وتأكلون حلوى الشتاء وتشوون الكستناء .... شيء من هذا أو كله أو أكثر منه يجري في كل بيت من بيوتنا....

مشهد شتوي جميل يستحق أنن نشكر الله عليه بالليل والنهار.

أنت .... أخي أختي

وأنت تجلس وسط هذه الأجواء ،

هل تعلم أن مئات الآلاف في مخيمات الصمود التي أقيمت لإخوانك السوريين قد غرقت خيامهم ،أو اقتلعت من جذورها ،وهم بلا مأوى ؟؟؟؟

هل تعلم أن ملايين من إخوانك السوريين لا يجدون ما يقيهم وأطفالهم برد الشام الشديد؟؟؟

هل تعلم أن بعض من هربوا من الموت وجدوه يتربص بهم في مخيمات يفترض أنها أقيمت لإيوائهم من الخوف والقتل ..... هل سمعت بمخيم الزعتري؟؟؟؟

هل تعلم أن كل ما ذكرته لا شيء مع حجم الجريمة الكبرى التي ترتكب في سورية كل حين؟؟؟

هل تعلم .... لعلك تعلم ....ونسيت وسط هذا الدفء الجميل وأنس الزوجة والولد والأحباب والأمن والأمان

  هم يفقدون أحبابهم ، ويتجرعون حسرة الفراق ووجع البرد وحرمان الطعام وفقدان الأمن،بل ويرتقبون الموت في كل لحظة ،إذ أطلق القاتل كل جنونه وحقده عليهم.

  تذكرهم بدعاء بعد الصلاة ،وحين نزول المطر ،وفي السجود .... وقرر أن تقوم الليل بركعتين في الثلث الأخير لتدعو لهم بكل خلجات الإخلاص التي قد تصل إليها روحك....

إرم معهم بسهام ليلك ،فهي بتارة قاطعة مانعة حين تلفها بثوب الإخلاص وتبللها بدموع الرجاء وتعطرها بعطر الثقة بالله

قدم لهم ما يمكنك سد بعض حاجاتهم به ولو كان قليلاً .... فهذا حقهم عليك ...والوسائل كثيرة كثيرة .... وأهل الثقة في كل مكان يوصلون الأمانة لأهلها... فلا تستقلن جهدك

فلعل قليلك يحيي نفساً ،أو يشفي جرحاً ،أو يُدخِل على المحرومين بسمة،فيغدو كثيراً كثيراً..... أكثر من ملايين ومليارات مكدسة أو ضاعت في طرق الحرام.

حدث أبناءك وأهل بيتك عن صمودهم ،ومعاناتهم طلباً للحرية.... حدثهم أن الحرية تُنتزع انتزاعاً ..... ولا توهب أو تُستجدى

علمهم أن الموت في طريق الحرية حياة مهما بلغ اتساع الجرح

قل لهم أن المستقبل سيكون أجمل وأحلى وأبهى حين نتخلص من خوفنا ،ونثور على جلادينا ومصاصي دمائنا.

قل لهم أن الشام جنة الله في أرضه ،وقد خص نفسه بها ... وأحل فيها البركة إلى يوم القيامة.... بل ومد بركته إلى ما يحيط بها من فضلها عنده.

هذه فاكهة الشتاء أقدمها إليك،وحديث السمر أبثه بين يديك ....

بهذا تكن أنت الإيجابي الحر النبيل.... وتصنع الحياة وأنت في بيتك

قرر ماذا ستعمل.... وابدأ من الآن.... سيحاول الشيطان طمأنتك أن لا ذنب لك .... استعذ بالله منه وليكن ردك في كل مرة بخطوة جديدة ،حينها لن يقوى عليك.

بعد كل إنجاز ستجد لذت تنساب في قلبك وفي شقوق روحك .... هي علامات قبول عند الله ..... ستغريك أن تفعل المزيد ،

"فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف"

سددك الله