أصابع الشتاء والكوفية

إبراهيم جوهر - القدس

فجرا أصغيت لأصابع الشتاء تعزف لحن المطر.

راقبت وأصغيت للصوت الهادئ يتواصل بثقة يرسل رسائله التي أتابع قراءتها. الصوت يوقظ الذاكرة ويجمّل الواقع.

 فجأة انتبهت للكوفية الباقية على قائم شرفتي منذ أربع سنوات. الكوفية تهتز بفعل نسمات الهواء وقطرات المطر.

(الكوفية التي تحمل شعار "تجمّع قدسنا" الرياضي هدية من صديقي ابن الشهيد "يوسف فتيحة". كوفية، وتجمّع، وقدس، ومطر، وبلبل الصباح ينادي بجذل ، وأنا أحتسي قهوتي واقفا أرقب وأصغي وأتابع، وأقرأ الرسائل، رسائل المطر الصباحي، ورسائل التجمّع المليوني يوم أمس...)

الخير باق في الناس.

النار ما زالت حية متوقدة تحت رماد الغيبة، والأنانية، والخور، والانكسار.

الوحدة مصدر قوة .

سيمفونية المطر، والوحدة، والذاكرة؛ صباح جميل مفعم بالحياة...

توقفت أصابع المطر عن العزف الهادئ. بقيت غيوم السماء المدلهمة والشمس تجاهد للعودة إلى الأرض...أخيرا نجحت.

أنفاس الشتاء باقية

مساء أذهب إلى قاعة (يبوس) لحضور احتفالية إطلاق وكالة أنباء جديدة.(إيلياء) مؤسسة طموحة للشباب نظمت عدة أنشطة شبابية للقدس،و اليوم ستطلق وكالة أنباء لإعلام القدس.

حركة الشباب المقدسي تفتح بوابات الأمل التي يسعى (آخرون) لتشويهها وإفسادها...

النهر الكبير من القطرات الصغيرة المتجمعة،

سيتواصل المطر الليلة،

الشعلة لم تنطفئ.

الخير ما زال...