مطر وصدف

مطر وصدف

إبراهيم جوهر

فجر المطر الناعم؛ راقبت مصغيا لصوت القطرات وهي تعانق أرضية شرفتي، وأوراق الدالية شبه اليابسة المتبقية في تشبثها بجذع الأم، وسطح الطاولة الخشبية التي رافقت كلماتي ورؤاي.

المطر الناعم المتواصل والصوت الحنون وأنا أقف تحت الجزء الذي يظللني وفنجان القهوة؛ لوحة عامرة بالحياة.

قهوة ومطر وصوت قطرات ، وحديث متواصل بلا انقطاع بين الأرض والغيم.

توقف العناق السماوي للأرض فجأة. انتظرته ليعود، لكنه لم يعد هذا النهار.

الأحد؛ بداية أسبوع. سأذهب إلى جبل الزيتون، عند العاشرة والنصف يجب أن أكون هناك . سأقول للطلبة الموهوبين: اليوم سمعت حوارا ،وراقبت حركة. المطر يحكي للأرض بهدوء...بهدوء لا صخب فيه. إنه يؤثّر ويقنع .

(التأثير والإقناع) عنصران تقوم عليهما الخطبة. كم من خطب تجعجع بلا تأثير يتجاوز الآذان؟!

دار حديث ابتدأه (صديقي المثقف العنيد) بقوله: اكتب عن القيم ، وانحدارها وغيابها. يكفي كتابة عن المطر.

(في غرف المعلمين والمعلمات تدور أحاديث عن الطبخ، والطعام، والمعاش الشهري، والبرنامج اليومي، والمدراء ومدى غبنهم لأحدهم، والمستوى التحصيلي المتدني....أن تتجه بوصلة النقاش إلى ما فيه فائدة ومعنى وتشخيص واقتراح أمر يثير الاهتمام، ويستحق الثناء. دائما كنت أتمنى لو تتاح لي الفرصة لدراسة أحاديث غرف المعلمين في مدارسنا)

يوم 9 أيار موعدي المنتظر. الصدفة وحدها هي التي اختارت (يوم الانتصار على النازية) ليكون موعدا.

هل تفعل الصدف في حياتنا ما لا تفعله الخطط؟!!