مؤامرة...مؤامرة

مؤامرة... مؤامرة

وليد فارس

المبادرة مرفوضة لأنها تحمل في طياتها الكثير من لفحات المؤامرة, وذاك الكلام أيضاً مرفوض لأن في نتيجته مؤامرة, وهذا العمل فيه مؤامرة, واللافتة مؤامرة والأوراق مؤامرة وحتى محاضر الاجتماع مؤامرة, كل مايتحرك وكل ما يجري لا يخرج عن إطار المؤامرة.

يرفض الكثير من الناس أغلب مايقدم لهم بحجة المؤامرة, وحامل هذه المبادرة إما أنه هو نفسه صاحب المؤامرة أو أنه طيب "مضحوك عليه" وفي كلا الحالتين هو إنسان غير جدير بالثقة, نظرية المؤامرة تطبق على كل شيء حتى على المجاملات والهدايا.

بكل تأكيد هناك مؤامرات وهناك طبخات في هذا العالم لكن بكل تأكيد أن مؤامرات العالم لن تحصل كلها مع هذا الرجل فقط ولم يجتمع متأمرو العالم عليه فقط, بكل تأكيد لم توضع مؤامرات العالم ضدك فقط ولم تحاك كلها فقط من أجلك فالإنسان المؤمن بهذه النظرية إذا ما أمن بأنهم وضعها من أجله فهذه مصيبة أخرى تحتاج إلى حديث في صفحات كتاب.

تركيبة العقل "المؤامراتي" غريبة للغاية وفي أحسن الأحوال هي ترفض الفكرة لأنها لم تفهمها وتحس بأن المسألة أكبر من مستوى التفكير وبالتالي كل ماهو معقد فهو مؤامرة وكل ماهو غير مفهوم فهو مؤامرة, وأحياناً تعمتمد على مايعرف "بالفلهوية" يعني أن صاحب هذه العقلية شاطر ولا تمر عليه الفكرة بهذه البساطة فهو ذكي ودليل ذكائه أنه استطاع أن يفهمها وأن يوقف صاحبها عند حده.

السؤال هو كيف يتعامل أصحاب المبادرات مع أصحاب هذه الذهنية؟, هذا جواب صعب, ويكاد صاحب المبادرة لا يجد له حلاً إلا تجاوز هذه الذهنية والابتعاد عن تقديم مبادراته في حضرتهم.

ياسيدي هناك مؤامرة ولكن دعنا نعمل أرجوك وشغل عقلك بدل من إفشال المؤامرة أشغله في مبادرة مفيدة أو نقاش سليم خالي من التخوين, لماذا لايعمل هذا الكائن المؤامراتي إلا في توقيف الأفكار والتصدي لها؟, عليك أن تعلم صدقاً أنك لست بهذه الأهمية التي تظنها لوضع كل هذه "المؤامرات" والطبخات ضدك.