بقرة اليتامى

بقرة اليتامى

إبراهيم جوهر - القدس

ما الذي أتى ببقرة اليتامى إلى شرفتي؟! من أتى بها؟!

هادئة نهاية الأسبوع . فجر هادئ وصاف فيه لسعة برد أليفة.

الخميس المحطة الأخيرة في الأسبوع تحمل بهجتها معها وتشير إلى معان غامضة في فرحتها.

أبواب تفتح لتخرج أسرارها ، وأبواب أخرى تقفل على أسرارها، والغموض يتواصل.

نهار حافل بالعمل وشدّ الأعصاب والتوتر . أشعر بأنني أحمل في الداخل ضدي ؛ هذا الذي يعاندني ويستفزني!

في الآونة الأخيرة بتّ أثور لأتفه الأسباب!

أبحث عن سلام روحي، وهدوء يعيدني إلى نقائي النفسي...وأبحث فأصدم بالواقع الماثل اجتماعيا، وسياسيا...

موعدنا مساء في المسرح الوطني لنقاش قصة الكاتب (محمود شقير) في الندوة الأسبوعية التي باتت رمزا وقدوة في دأبها وتواصلها وروح التطوع النقية في هيكلها وتوجهها.

كان النقاش جادا حلل المضمون وحاكم الشخصيات واستذكر المدينة . وكان تأويل وإسقاط للواقع السياسي على المضمون . كل شيء نراه في بعده السياسي؛ تسيّست مفاهيمنا ، فنسينا حياتنا الطبيعية.

من يحلّ الإشكال؟ وكيف لنا بحله؟

وهل ما يكتب بعيد عن الإيحاءات السياسية؟ ألا ينطلق من الواقع المسكون بالسياسة إلى حد الهوس؟

على هامش اللقاء ذكّرني صديقي الدكتور (تيسير عبدالله) بضرورة الابتعاد عن التشاؤم. قلت : ليت التشاؤم يبتعد عني.

كنا وعدنا الشاعر (علي الخليلي) يوم أمس الأول بزيارته هذا المساء . الليلة كنا في حضرة الشاعر الجريح...هل بكى؟! أم نحن من بكينا؟ لماذا نبكي حظنا وحالنا؟ لماذا تتكسر أحلامنا؟

(بقرة اليتامى) زارتني هذا المساء.

(قال اليتامى لمجموعة الأشرار : هذه بقرتنا التي منها نعتاش فلا تذبحوها ولا تصادروها. الأشرار استهزؤوا باليتامى وأخذوا البقرة إلى المسلخ . الأيتام قالوا : يا بقرتنا لا تنذبحي ، والبقرة قاومت الذبح! فعاد الأشرار وأوسعوهم ضربا حتى قالوا: يا بقرتنا انذبحي وما تنسلخي....الخ)

هل أكلت البقرة؟

لا تتركوا الاقحوان وحيدا.

لا تتركوا البقرة وحدها.