ما أجمل بوحك أيتها المترنمة!!

ما أجمل بوحك أيتها المترنمة!!

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

ما أجمل بوحك أيتها المترنمة عشقا غاسلا أوجاع ذاكرتي، لم أكن لأعتذر لولا ذلك البعد الذي أشقى الروح وجعلها تحيا في سعير زلزلني وأشعل فيّ بريق الوجد لعينيك الفاتنتين في صورة تجليت فيها كسحر غامر آفاق المنى المجنون لأن تكوني معي في أوقات العيد التي لن تحلو بغير حروفك التي تقول لي كل عام وأنت أحلى حب وأجمل حبيب أيها البعيد القريب!!

ما أجمل بوحك وأن تنسابين بين شفتيّ شعرا مسكونا بالفرح القادم، تذوبين في مساماتي، وتتصلين بذاتي كينونة جامعةً أزهار البساتين وملحنة أغاني الهيام، عازفة على أوتار الحنين أجمل الكلمات!!

ما أندى ورودك المتفتحة في خديك اللذين يقطران عسلا مصفى، أحس بطعمهما ألذ من ماء الكوثر، أروى من دفقة الروح المسافرة عبر المسافات التي تفصل جسدين ملتهبين، لتتحد الروح في الروح، وتنقلب الصحراء القاحلة بساتين حب بظلال الياسمين وباقات من الورد والرياحين، كلها تحدث عن عطورك التي أذابتني اشتياقا أيتها العذراء الطاهرة المستسلمة بكل شوق لتكوني بين راحتيّ أبهى ملاك يناجيني حتى يبزغ الفجر بآمال المنى المتفتح في مسارب الهوى المجنون، فلم أعد أعترف بحدود المكان ولم أعد أعترف بالمنطق المبجل الذي قيدني زمنا بقيود جرجر الهدى على مشابك الجحيم!!

كل الشعر يا فاتنتي لن يوفي حق الجمال المشع في جبينك اللؤلؤي المتألق، وكأنه البدر وقد أحاطت به النجوم المتناثرة في أنحاء بستانك المتمتع بأثمار الحدائق الزاهية، ثمرا أينع وحان لشهريار أن يقطفه، لعله يروى ويشبع بعد أن قنع بك حبيبة كاملة متكاملة لا شيء يشبهك غير شدة شوقي المترنح وأنت عني في بعد، حرمنا اللقاء والنظرة سوى من نظرة عاتبة مسكونة في تلك الصور التي ترجوني وأرجوها بقرب للوصال العذب!!

ما أجلّ بوحك وما أجمل بوحي وأنت تسكنين جسد القصيدة كأروع بيت شعر، وكأشجى نغم في قافية تسيل حنانا مستذكرة ذلك المساء الذي فاض فأغرقنا وأذابنا حبيبين في أيقونة واحدة، لقد فقدت اللغة حينها سيطرتها على المعنى والفكرة، فهومت في أفاق الممنوع والمرغوب والمرتقب.

ستظلين يا شهرزاد حرفا مشعا وإلهاما علويا لكل ما تناغم من أفكار شهريارك الذي لم يعد إلى سابق عهده، ستظلين صورة ملائكية تحيين ليس في الأوراق فقط بل في حنايا النفس التي تشتاق حضورك وتجليك كل لحظة، ستظلين رفيقة دربي رغما عن البعد ورغما عن عاتي الأفكار والهواجس التي فرقت قلبين وروحين متناغمين، سعدنا في لحظة الزمن الجميل، وسنواصل تلك الساعات مع قليل من الصبر سنلتقي ونتابع تولهنا المجنون!! 

لا تنسي يا شهرزاد أن شهريار ما زال منتظرا، ولن يتعب من الانتظار ولن يملّ، ففي كل يوم يرى اليقين في أحلامه مجموعا بضمة حانية من ساعديك، سيظل يحدث الأطيار والأشجار والأفكار بأنك أنت من تستحقين الكلام والفعل والزهر والمنى، وحدك يا شهرزاد من تستحقين سحق الروح، إن كان ذلك يرضيك، فلك كل ذلك، أقدمها قربان رضاك، ولن أقول بأنني قدمت شيئا مهما بجانب أن تكوني معي وبقربي!!

لغتي المجنونة المضطربة الطروب لن تحلو نغمتها بغير سطرك الناعس المحموم المتفجر حبا ليقول لي كل مساء وصباح عبر الألواح الإلكترونية أحبك يا شهريار، أناديك، فتستجيبين تتلاقى العينان ويتناغم القلبان، فأقول مسترقا، بعد أن أهمس باسمك (...) أحبك، أراك تبتسمين، أسمع قلبك يقول: وأنا أحبك يا شهريار، فأنا جنونك المعقول، وأنت عقلي المجنون، تلاشت بين الحقيقة والخيال كل حدود الوهم، ولم أعد أقنع بأنك هناك حيث المسافات البعيدة، أعرف أنك في ذاتي تسكنين، وأعرف أنني في ذاتك مقيم، وأنا أعلم ذلك وأنت كذلك تعلمين، وكأن جبران ومي قد أهديانا روحيهما لنكمل عنهما باقي القصة الممتدة عبر آيات من الترانيم السابحة في الأعالي!!

عليك من الروح سلام الروح يا سيدة البوح والروح!!