خاطرة أدبية

خاطرة أدبية

ما أجمل ذاك الحلم حينما ترسم وطناً بخيالك، أن تلونه بأجمل الألوان ، أن ترفع أسواره كما تشاء، تضعه عاليا في سفح جبل ، كي تمنع عنه الضجيج والضوضاء ، ما أبدع ذاك العشق حين تكتب قصيدة حب في ذاك  الوطن , أن تجعل لها لحناً جميلا ، كي تتغنى به أرق الأصوات ،وأنقاها عذوبة ،و غايةفي الجمال أن تحلم بوطن تحكي له عن قصة حبك الأبدي ، تبوح له عن لوعة الغربة وحنين الشوق ،ولكن و فجأة , ما أصعب أن تستفيق من حلمك على صوت أزيز طائرة تغير عليك ، تحطم أحلامك، تغتصب كل أمل جميل لديك ، تستفيق على مجنزرات تستبيح قلاع الحب لديك ، تستفيق لترى أمكتبكي على أبيك ، وأختك تنوح على أخيك ، أن ترى زوجتك تعد لحظاتها خوفا من أن ترثيك ،كم هو مفجع حقا أن ترى أبنائك ورهبة الخوف تتلبسهم ،أن ترى أشلائهم تتساقط أمام عينيك ، وتلمح ذاك القناص يصوب بندقيته إليك ، وكم هو خيالي أن تقوم من تحت الركام ، أن تحطم بعزيمتك تلك الأصنام، أن تشارك في رسم وطنك من جديد، أن تبني حصونه بيديك ، أن تكون سوريا أجمل درة لديك ،فتقدم أيها السوري العظيم ، والله رب الكون من عالي سمائه سينصرك ويحميك.