الخاطرة 31.. رمـوز الــروح

خواطر من الكون المجاور

الخاطرة 31.. رمـوز الــروح

ز. سانا

الروح هي لغز يعجز عقل اﻹنسان من إدراك ماهيتها ، فهي سبب الوجود بأكمله سواء كان هذا الوجود وجود مادي (شيء) أو وجود معنوي (حدث )، لذلك نستطيع أن نقول أن الروح مرتبطة إرتباطا كاملا بالذات اﻹلهية وهذا ما يجعلها لغزا لا حل له، وكل ما نستطيع أن نعلمه عنها فقط هو محاولة فهم خصائصها وصفاتها وذلك عن طريق دراسة طرق تعبيرها عن نفسها ، فكل شيء وكل حدث له شكل يحمل رموزا خاصة به يكمن فيه نوع من التعبير الروحي، ومن خلال دراسة هذه الرموز يمكننا فهم حقيقة تلك الروح التي تكمن في داخل الشيء أو الحدث، أو بشكل أصح يمكننا فهم جزء من تلك الروح العالمية الموجودة في ذاك الشيء أو ذاك الحدث ، ومن خلال دراسة التعابير الروحية في مختلف اﻷشياء واﻷحداث القريبة والبعيدة من حولنا يمكن أخذ صورة عامة عن تلك الروح العالمية الي تسيطر على كل شيء يحدث داخل هذا الكون منذ ولادته وحتى اﻵن.

مفهوم الروح في عصرنا الحاضر - للأسف وبسبب سيطرة المذهب المادي في المنهج العلمي الحديث - تحول إلى مفهوم عشوائي و جعل منه معارف مزيفة لا تقبل بها اﻷوساط اﻷكاديمية المعترف بها علميا ، فكثير من علماء العصر الحديث لا يؤمنون بوجود الروح أصلا ويعتبرونها شيء نتج من المادة عبر تطورها الطويل ، فالروح حسب رأيهم موجودة فقط في الكائنات الحية والكائنات الحية هي نتيجة من نتائج تطور المادة. هذا اﻹعتقاد أدى إلى عدم اﻹهتمام نهائيا لطرق تعبيرها الروحي والتي تظهر على شكل رموز، فاﻷشياء واﻷحداث اليوم تدرس كشكل مادي صم أما رموزها التي تحملها لتعبر فيها الروح عن نفسها فينظر إليها كأشياء حدثت عن طريق الصدفة، لذلك لا تأخذ أي معنى معين . لتوضيح هذه الفكرة بشكل أفضل سنذكر مثالين، مثال مادي ومثال فكري:

- المثال المادي : طائر الطاووس وجميع أنواع فصيلته التي ينتمي إليها تتمتع بذيل طويل ملون ، وهو يعتبر أداة هامة للذكر لجذب اﻹناث في موسم التزاوج. وكما ذكرنا في مقالات سابقة ، هذا النوع من اﻹنجذاب بين الذكر واﻹنثى يحدث بواسطة الكائن السفلي في هذه الطيور ، أي أن العلاقة بين الأنثى والذكر هي رمز لعلاقة الشهوة الجنسية ، حيث نجد الذكر بعد عملية التزاواج يهجر الأنثى ويذهب إلى أنثى أخرى ليتزاوج معها ويترك الأنثى لوحدها لتقوم ببناء العش وحضانة البيض ورعاية الفراخ ، لذلك كانت نتيجة هذا النوع من العلاقة بين الذكر والأنثى في محور تطور هذه الطيور نتيجة سلبية وهي ضعف مقدرة هذه الطيور على الطيران.فهنا صفة ضعف المقدرة على الطيران هي رمز ، وإذا حسبنا عدد الريشات التي يتكون منها ذيل هذه الطيور سنجد أن عددها 18 ريشة في جميع أنواع هذه الفصيلة والتي تدعى علميا (pavoninidae)، والعدد 18 هنا هو أيضا رمز يعبر عن تلك الروح التي تكمن في هذه الطيور.

- المثال الفكري : هناك نوع من الطيور جعلها اﻹنسان رمزا للعفة واﻹخلاص في الحياة الزوجية وهي طيور حمام اليمامة ، حيث نجد أن الذكر يرتبط بأنثى واحدة وتبقى العلاقة بينهما إلى مدى الحياة، حيث يساعدان بعضهما البعض في صنع العش وحضانة البيض وكذلك في تربية الفراخ حتى تكبر ، لذلك نجد أن مقدرة هذه الطيور على الطيران جيدة وكذلك هناك نوع من حمام اليمامة والمعروف بإسم حمام الستيتية (القمرية) يردد صوت يسمع وكأنه يصرخ (ذكا أختو ) وهذه تسمع وكأنها عبارة لها معنى ( ثمانية عشر ) في اللغة اليونانية ، لذلك أطلق اليونانيون على هذا النوع من الحمام إسم (ذيكاأختورا ) ومعناها ( الثماني عشرية ) ومنها أخذت هذه الحمامة إسمها العلمي s.dekaocto ، فهنا الرقم 18 والذي كان في المثال السابق رقم مادي يعبر عن عدد ريش الذيل (تعبير من الكائن السفلي) في الطاووس نجده قد ظهر كشيء فكري من صوت حمام الستيتية ( تعبير من الكائن العلوي ).

للأسف المنطق المادي في المنهج العلمي للعصر الحديث، لا يستطيع رؤية مثل هذا النوع من ترابط اﻷشياء مع بعضها البعض لذلك تبقى هذه اﻷمور بعيدة عن مجالات النشاطات الفكرية والبحث العلمي ، فتبدو للبسطاء الذين رأوا هذه اﻷشياء كنوع من الصدفة ، ولكن الحقيقة هي غير ذلك فهناك كون آخر بجانبنا ( الكون المجاور ) تحدث به أشياء كثيرة تؤثر في كل خطوة من خطوات تطور هذا الكون ولكن دون أن نعطيها أي أهمية ، فجميع علماء العصر الحديث بجميع فروع علومهم يشاهدون ذيل الطاووس ومنهم من يدرسه دراسة مفصلة ،ولكن لا أحد منهم يعطي أهمية لعدد ريشاته الذي يعادل الرقم (18 ). وجميعهم أيضا يعلمون شيئا عن حياة حمامة الستيتية ولكن لا أحد يعلم أن معنى العبارة التي ترددها هي الرقم 18، حتى العلماء اليونانيين الذين يعلمون أن هذه الحمامة تردد عبارة ( ثمانية عشر ) لا أحد منهم يحاول أن يربط بين عدد ريش الطاووس وهذه العبارة ، والسؤال هنا هل من المعقول أن يكون ظهور الرقم 18 في ذيل الطاووس ( تعبير الكائن السفلي ) وكذلك في صوت ( الكائن العلوي ) في حمام الستيتية هو صدفة ؟. اﻵية القرآنية تذكر (ألم تر أن الله يسبح له من في السموات واﻷرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ) هذه اﻵية موجودة في سورة النور التي تبدأ باﻵيتين ( سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون، الزانية والزاني.....،) أي أنها تقصد العلاقة بين اﻷنثى والذكر. وهي في هذه السورة تذكر الطيور وليس كائنات حيوانية أخرى ﻷني الطيور هي أقرب الكائنات الحية التي يمكن لها أن ترمز للروح ﻷنها إكتسبت أجنحة لها المقدرة على الطيران والتحرر من الجاذبية اﻷرضية كرمز للصعود نحو السماء. فاﻵية من سورة النور والتي تذكر (... والطير صافات.....) هنا تقصد تلك العلاقة بين الطاووس وحمامة الستيتية ، وهذا يعني أن كل شيء مرتبط ببعضه البعض ولا يوجد أي مكان للصدفة هنا ، فظهور الطاووس (شيء ملموس ) ككائن حي في التطور ، ،وكذلك ظهور حمامة الستيتية (شيء ملموس ) ،وكذلك ظهور اللغة اليونانية ( شيء فكري) في التطور الحضاري ، و كذلك القرآن الكريم (شيء فكري ) أيضا في التطور الديني لم يكن صدفة ولكن ضمن خطة واعية لها معنى . كل شيء ملموس أو فكري له علاقة باﻵخر ولا يمكن الفصل بينهم،

(الرمز 18 هو من أهم رموز تصميم الكون وما فيه لذلك سنتكلم عنه بالتفصيل في خاطرة مقبلة إن شاءالله )

من هذه اﻷمثلة يتضح لنا أن تطور الكون أصله تطور روحي وليس مادي ولكي نفهم حقيقة ما حدث وما يحدث وإلى أي إتجاه تسير خطوات التطور يجب علينا فهم التطور الروحي للأشياء واﻷحداث من خلال دراسة الرموز التي تركتها الروح في كل شيء وكل حدث، وهذه الرموز يمكن رؤيتها بأشكال مختلفة أو عن طريق اﻷرقام. ومن الشيء المؤسف حقا أن جميع علوم اليوم تستخدم اﻷرقام (العمليات الحسابية ) في أبحاثها ولكن نجد أن معظم العلماء لا يعطون أي أهمية لفلسفة اﻷرقام ، فهناك علماء لا يقبلون اﻹستماع إلى آراء الفيلسوف اليوناني فيثاغوراس نهائيا وقد تصل ردة فعلهم إلى ترك قاعة المناقشة ، والسبب هو أن مبدأ فلسفة بيثاغوراس تعتمد على فكرة أن ( اﻷرقام تحكم الكون بأكمله ) أو كما يقول تلميذه أفلاطون ( الله يهندس في خلقه ) أي أن الله يستخدم علاقات رقمية في خلق اﻷشياء ومن فهم هذه العلاقات الرقمية يمكن فهم المعنى الروحي ( المضمون ) لهذه اﻷشياء وبالتالي فهم الحكمة اﻹلهية في خلق اﻷشياء.

كثير من المفكرين العرب أيضا يرفضون مبدأ فلسفة فيثاغوراس عن اﻷرقام وما يدعوا للدهشة أن كثير من علماء الديانات لهم نفس الرأي ، رغم أن السفر الرابع من الكتب المقدسة للعهد القديم يحمل عنوان (عدد ) وكذلك سفر رؤيا يوحنا اللهوتي في اﻷية 18 من اﻹصحاح 13 تذكر "هنا الحكمة ، من له فهم فليحسب عدد الوحش ( المسيح الدجال ) فإنه عدد إنسان وعدده هو 666 ". وكذلك في القرآن الكريم في سورة الكهف والتي تحمل ترتيب الرقم 18 تذكر ( أم حسبتم أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ) وكذلك في سورة المطففين نقرأ في اﻵيتين 9 - 20 ( كتاب مرقوم ) ...وهذه هي الحكمة اﻹلهية في تصميم الكتب المقدسة فهي مكتوبة بأحرف وأرقام وليس أحرف فقط لذلك لفهم المعنى الحقيقي لآيات هذه الكتب يجب دراسة كلمات وارقام هذه اﻵيات، أما تفسير اﻵيات إعتمادا على كلماتها فقط يعني أن تفسيرها ناقص وخاصة في عصرنا الحاضر حيث التطور التكنولوجي جعل من اﻷرقام أساسا لكل شيء في جميع العلوم. ويجب أن يعلم جميع علماء الديانات أن سبب تحول الكتب المقدسة إلى كتب عاجزة عن حل مشاكل العصر التي تسير من السيء إلى اﻷسوأ بإستمرار هو بسبب عدم محاولة تفسير الكتب المقدسة بطريقة جديدة أو بالطريقة الكاملة و الصحيحة لتلائم مستوى التقدم العلمي الذي وصلت إليه هذه العلوم. وهذه الطريقة الجديدة تعتمد على حل رموز وأرقام الكتب المقدسة.

هناك كثير من المفكرين عبر التاريخ وضعوا رموزا معينة لتعبر عن معاني روحية وكثيرا منها تستخدم اليوم كشعارات ولكن للأسف معظم هذه الرموز لا تعتمد على قاعدة علمية صحيحة لذلك كثيرا من اﻷحيان نجد أن إستخدام الرمز يأتي بعكس معناه الحقيقي ، وأفضل مثال على ذلك هو رمز النصر المعروف الذي يتشكل بأصبعين السبابة والوسطى لتعطي شكل /\ ، فهذا الشكل معناه الحقيقي هو (خسارة ) وليس النصر ، لذلك ليس من الصدفة أن جميع اﻷطراف المتصارعة اليوم يرفعون يدهم بهذه اﻹشارة أمام عدسات الصحفيين كتعبير عن نصرهم ولكن في الحقيقة نجد جميع اﻷمور تسيير من السيء إلى اﻷسوأ ﻷن الجميع اليوم يخسر ولا يوجد أحد منتصر إلا روح السوء العالمية التي شعارها له الشكل ( /\ ) ، وأيضا في رواية كود دافنشي للكاتب دان براون التي بيعت منها عشرات الملايين من النسخ وترجمت إلى معظم لغات العالم ، نجد أن الكاتب يستخدم الشكل /\ كرمز للمرأة، ولكنه في الحقيقة هو رمز لحواء الخاطئة التي كانت سببا في طرد اﻹنسان من الجنة ، لذلك نجد أن القرآن الكريم يبدأ بسورة الفاتحة والتي عدد أياتها الرقم سبعة أي له الشكل /\ ، وأحد المعاني المقصودة بعنوان السورة اﻷولى من القرآن الكريم ( الفاتحة ) هي حواء التي أخطأت و فتحت طريق الخروج من الجنة، ولكن بظهور الديانات والحضارات إستطاعت حواء ( المرأة بشكل عام ) تصحيح خطئها ، لذلك الحكمة اﻹلهية في تصميم اﻹسلام فرضت على المسلمين عند قراءة سورة الفاتحة إضافة الآية (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) التي تقرأ ولا تكتب وباضافة هذه اﻵية يصبح عدد آيات هذه السورة ثمانية الذي له الشكل (Λ ) وهو رمز حواء التائبة التي صححت خطأها لذلك له شكل معاكس لشكل رقم سبعة ( /\ ) . حيث شكل الرقم سبعة له زاوية تتجه نحو اﻷسفل وله معنى السقوط واﻹنحطاط كما تقول اﻻية ( إهبطوا بعضكم لبعض عدو.....) ، أما شكل الرقم ثمانية فله زاوية تتجه نحو اﻷعلى ومعناها التطهر والسمو والعودة إلى الجنة.

إذا بحثنا في رواية كود دافنشي التي يحاول فيها الكاتب وإعتمادا على تفسير الرموز لتوضيح أشياء عن حقيقة حياة عيسى عليه الصلاة والسلام ، نجد أن جميع تفسيراته لتلك الرموز كانت خاطئة وليس لها أي قاعدة علمية ، وهذا يعني أن جميع حسابات الكاتب وتفسيراته ( سواء كان بقصدا أو دون قصد ) كان هدفها الحقيقي هو تشويه الحقيقة فنجد أن قصة حياة عيسى التي بدأت بأمه الملقبة بمريم العذراء كرمز للطهارة قد تحولت في رواية كود دافنشي إلى قصة عشوائية لا معنى.

قصة برج بابل يمكن أن توضح لنا معنى الفرق بين رمز شكل الرقم سبعة ( /\ ) ورمز شكل الرقم ثمانية ( Λ ) . فالبرج بشكل عام له الشكل Λ لذلك نجد أن كلمة بابل لها معنيان : اﻷول (بابل) كمقطع واحد وله معنى البلبلة أي التشتت والتبعثر والمقصود منه هنا هو شكل الرقم سبعة، أما المعنى الثاني فهو عندما تتكون الكلمة من مقطعين أي ( باب - إل ) عندها تعني (باب الله ) والمقصود بها شكل الرقم ثمانية ، فكلا الشكلين لهما شكل البرج ولكن أحدهما ( Λ ) وله معنى الرقي والسمو الروحي ، أما اﻵخر ( /\ ) فله معنى الهبوط واﻹنحطاط .وليس من الصدفة أن قصة برج بابل في سفر التكوين تأتي مباشرة بعد قصة طوفان نوح ،فسفينة نوح رست على جبل وهو رمز الخلاص أي بداية جديدة للإنسانية لذلك كان الجبل يحمل رمزا يعبر عن شكل الرقم ثمانية. فشكل الجبل هو نفسه شكل رقم ثمانية ، وأما برج بابل من البلبلة فيعني عودة اﻹنسانية إلى الفسق والضياع. لذلك نجد بعد قصة برج بابل في سفر التكوين تأتي مباشرة قصة حياة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وإسم إبراهيم في العبرية يعني ( أبو الشعوب ) وهو رمز يعني بداية محطة جديدة للإنسانية.

أيضا في القرآن الكريم نجد بعد سورة الفاتحة تأتي سورة البقرة. ورغم محاولة الكثير من العلماء تفسير أيات هذه السورة ولكن لم يحاول أحدهم الربط بين سورة الفاتحة وسورة البقرة بسبب عدم إنتباههم إلى العلاقة الرقمية والرمزية بين السورتين ، فسورة الفاتحة هي رمز التوبة لذلك كانت آياتها ثمانية Λ ، أما سورة البقرة ( كما سنرى في شرحنا ) فهي رمز العودة إلى الخطيئة. وفهم هذه الرموز بهذه الطريقة يساعدنا على فهم تطور اﻹنسانية بشكل عام ، فاﻹنسان منذ بداية التاريخ حاول إستخدام الرموز ليعبر عن اﻷشياء ومضمونها فحروف الكتابة نفسها بدأت كرموز تعبر عن اﻷشياء ثم تطورت لتأخذ مع مرور الزمن لفظا معين كما يحدث اﻵن حيث الحرف له لفظ فقط بدون معنى ، فحرف اﻷلف مثلا والذي يعتبر أول حرف في الحروف اﻷبجدية في معظم لغات العالم كان له معنى ( ثور ) وكان له شكل رأس ثور ( الصورة ) والذي يشبه مثلث قمته تتجه نحو اﻷسفل وهو رمز لرأس الشيطان ، لذلك نرى أن اﻹنسان ظهر على سطح اﻷرض ﻷول مرة في قارة أفريقيا والتي لها رأس إنسان له قرن رمز للشيطان ( الصورة ) ، وهذا ليس بصدفة ولكنه تعبير روحي له معنى يشرح لنا قصة ذلك الخطأ الذي إرتكبه اﻹنسان (حواء وآدم ) والذي أدى إلى طردهما من الجنة ، فخروج اﻹنسان من الجنة وظهوره في أفريقيا له ذلك المعنى الذي يرمز له رأس الثور وهو مثلث قمته تتجه نحو اﻷسفل كما هو في شكل الرقم سبعة ( /\ ) إي الخروج من الجنة والهبوط أو انحدار الروح نحو اﻷسفل بسبب إنتصار الشيطان على اﻹنسان ،ولكن بعد ذلك ونتيجة تطور اﻹنسانية نجد حرف اﻷلف يتطور فيحدث تغيير في جهة زاوية الحرف وبدلا من إتجاهها نحو اﻷسفل يصبح بشكل أفقي ثم يستمر التطور وفي النهاية يصبح شكله كما هو في اﻷحرف اللاتينية A والتي لها شكل يشبه رأس ثور بالمقلوب أي أخذ شكل الرقم ثمانية Λ ومعناه إنتصار اﻹنسان.

كل شيء وكل حدث في هذا الكون يحمل رموزا وعلاقات رقمية تعبر لنا عن معاني روحية تساعد على فهم تطور الروح منذ خروج اﻹنسان من الجنة وولادة الكون وحتى اﻵن. وما يجب أن نعلمه أن منطق المنهج العلمي الحديث يبحث فقط في مادية اﻷشياء والمادة هي ثوب الروح ، لذلك فأن ندرس الثوب كثوب دون أن نعطي أي أهمية لتلك الروح ألتي صنعت هذا الثوب لتعبر فيه عن نفسها ،فذلك يعني أن مصير علومنا بعد سنوات قليلة إذا لم يحدث تغيير في منهج البحث سيكون الإنحطاط ومن ثم فنائها ، فالجسد عندما تغادره الروح يتفكك ويزول من الوجود. هكذا هي سنة الحياة في هذا الكون سواء شئنا أم أبينا.

في المقالات المقبلة إن شاء الله سنذكر أمثلة عديدة عن لغة الرموز واﻷرقام.