تحت خط القهر

محمد عميرة – القدس

[email protected]

يكاد الخيال يكون أبعد من الموت ...

أناسٌ فوق الشبع ، وأناس تحت خط القهر أحبطهم الظلم فانطفأت قلوبهم ولم يكترثوا لما يصيبهم .

وأناسٌ – تحسبهم كذلك – عاشوا فوق الثمانين وأغرقتهم شهوة المال والجاه والنساء والحرص على الدنيا ، وصوت أقدام ملك الموت تُقرع وتسير نحوهم رويدا رويدا ، والعجب لا يعبأون بالموت  وما بعده .

نفوسنا مرهقة من كيد الظالمين في نيسان الأخضر الجميل هذا ، لكننا لم نشعر بلون الربيع ولا جماله فلا نحصل من جماله إلا على تنهيدة .

كأن السماء أرادت أن تتضامن مع المقهورين ليلة النصف من نيسان في هذا العام ، فظلت تزمجر وترعد من بعد منتصف ليلة الخميس وحتى الضحى وكأنها تصرّحُ عن غضبنا وقهرنا والامنا .

ثمة أشياء لا تفسرها الكلمات لكنها  تــُــدرك بالروح ، وأشياء تُدرك بالفلسفة تُفسرها الروح .

من لا يستطيع أن يخبر شكواه للقاضي لأن القاضي هو الخصم والحكمُ فليبث شكواه إلى الله لأنه لا يظلم مثقال ذرّة وليخبره بحاله فينصفه الله .

ربما كانت ليلة النصف من نيسان المُـرعدة رسالة تحذيرية من السماء للظلمة ، وبشرى بالفرج للمستضعفين .

كم من انسان لا يستطيع أن يطالب بحقه لعلمه أنه لا يستطيع أن يناله في هذا الزمن فيصمت بالرغم من أن الله تعالى يقول (والذين إذا اصابهم البغي هم ينتصرون)  ، لكننا لا نستطيع أن ننتصر لأنفسنا إلا بالدعاء والقلم ، فالدعاء مخ العبادة ، والقلم أقسم الله به .

فعسى أن ننال حقوقنا بالدعاء وبه .