قلوب إيجابية..!!

هنادي نصر الله

[email protected]

كن إيجابيًا أو حاول.. ما خابَ من كانَ وما ندم من حاول، الإيجابيةُ لن تتعلمها في الكتبْ لن يُورثها لكَ أبوكَ ضمن ما سيورثه لك من مال... لن تُرضعك إياها أمكَ مثلما أرضعتك من ثدييها حليبَ الطفولة..

الإيجابيةُ فنٌ ستتقنه بالتجربة؛ ستعلمك إياه الحياة؛ فهي أكبر مدرسة؛ إذا ما حاولتَ أن تتخذ يومًا موقفًا من إنسان؛ فكر قبل أن تتخذ القرار أو الإجراء واسأل نفسك عن دوافع ذلك؟ بل توقفْ مليًا عند تقييمك للدوافع هل منطقية أم دون ذلك؟؟

كثيرون يجهلون تقييم المواقف التي يتعرضون لها، وفورًا يتجهون إلى التقييم السلبي المجبول على الفهم السيء والظن القبيح؛ مع أنهم لو أحسنوا الظن في المواقف التي يتعرضون لها وفسروها على الوجه الحسن والإيجابي؛ لسعدوا كثيروا، وأسعدوا غيرهم..!!

إن فاجأك إنسانٌ يومًا بردة فعل قاسية؛ اعذره؛ فلربما يمر بعاصفةٍ تكاد تقتلعه من الحياة، إن صُدمتَ يومًا حاول أن تنسى الصدمة، وتعامل مع من سببها لك وكأنها لم تكنْ..!!

حاول التناسي.. حاول أن تكون إيجابيًا.. لا تُدخل نفسك بإرادتك دون أن تدري في أتون الصدمات النفسية؛ كفيلةٌ واحدةٌ منها أن تجعلك قتيلاً في لحظةٍ وأخرى..

اذهب إلى البحر وحيدًا أو مع تُحب، حاول أن تنتعش، تمشى، استرخِ.. افعل أي شيء.. اخرج عن نطاقك التقليدي..لا تجعل الضغط النفسي يزيدك قهرًا. لا تذبح نفسك..

اغلق هاتفك النقال.. كنْ وحيدًا بعض الوقتْ.. تحتاجُ الوحدة أحيانًا لتقيم الأمور تقييمًا صحيحًا..

وكما قلتْ في بداية حديثي.. كنْ مرنًا.. كنْ إيجابيًا.. والبس نفسك ثوب الإيجابية؛ تعامل مع الأمور السلبية على أنها عادية؛ حاول أن تُغير نمط تفكيرك، قراءتك للأشياء.. حتمًا ستفزْ فوزًا عظيمًا..

ألم يقل جل في علاه" و ما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" صدق الله العظيم..

الإيجابيةُ أصل الروح الإنسانية.. تضيفُ إلى الحياةِ رونقًا آخر.. فقط عليكْ أن تُقنع نفسك بها؛ وتعمل بموجبِ إقناعك بمبادئها وعلى رأس ذلك التماس الأعذار لنفسك أولاً ثم لمن حولك..

لا تُفاقم معاناتهم.. بل أشعرهم بدعمك، تشعرْ بالراحة؛ يرتاحُ فؤادك لا محالة، وينتعش ضميرك.. ويرضى عنك الجميع.. وقبلهم جميعًا رب العباد بإذنه تعالى.