أحلمُ بدولة...

البراء كحيل

[email protected]

أحلمُ بدولةٍ لا فرقَ فيها بينَ حاكمٍ ومحكومٍ , الكلّ فيها سواءٌ في الإنسانية , ذلك الحاكمُ يعبدُ اللهَ معَ شعبهِ ولا يعبدهُ الشعبُ من غيرِ اللهِ , بدولةٍ حاكِمُها خادمٌ لها وليسَ مالكها , لا يخافهُ الرعيةُ يسيرُ بينهم بلا حرسٍ ولا جندٍ يتفقد حالهم ويحققُ رغباتهم , يعطفُ على صغيرهم ويحترمُ كبيرهم ويقضي حاجات نسائهم , شبابُ هذهِ الدولةِ أبناؤهُ يهتّمُ بهم اهتمامهُ بولدهِ .

أحلمُ بدولةٍ قُضاتُها شُرفاءُ أمناءُ لا سُلطةَ عليهم غير مخافةِ اللهِ , أحكامُهم لا تتأثرُ بالسياسةِ ولا تخضعُ للضغوطِ والمغرياتِ , يُنصَفُ عندَهم المظلومُ وينالُ حقَّهُ , ويُقتَّصُ منَ الظالمِ مهما علا كعبهُ .

أحلُمُ بدولةٍ شعبُها يتحدثُ ويعترضُ وليسَ أصمَ أبكمَ , لا يخافُ فيها الكاتبُ أنْ يكسرَ الرقيبُ قلمهُ ولا يرتعدُ فيها المعترضُ خشيةَ أن يقطعَ المُخبِرُ لسانَهُ , إعلامُها حرًّ غير مرتبطٍ بحاكمِ البلادِ وغير تابعٍ لمالٍ أو سلطةٍ .

أحلمُ بدولةٍ ينالُ فيها العُمّالُ حقوقهم , وهم سواءٌ في الإنسانيةِ معَ ربّ العملِ , تجمعهم علاقةُ العملِ وليسَ رابطةَ العبوديةِ , ينالونَ الأجرَ الذي يكفلُ لهم حياةً كريمةً دونَ حاجةٍ لذُلِّ السؤالِ وطلبِ العونِ منَ الغيرِ , حقوقهم محفوظةٌ لا يأكلُ ربّ العملِ أموالهم وجهدهم بالباطلِ , بدولةٍ يعملُ فيها العاملُ عملهُ بإتقانٍ وسعادةٍ وليسَ بإهمالٍ وكآبة .

أحلمُ بدولةٍ التعليمُ فيها حقُّ مكفولٌ للجميعِ , للفقير والغنيّ للفتى والفتاةِ , تكفلهُ الدولةِ وتؤمّنُ مؤسساتهِ بجاهزيةٍ تتوافقُ مع تطورِ العصرِ وتواكبُ المؤسساتِ التعليميةِ المتطورةِ , بدولةٍ تعملُ على تخريجِ جيلٍ مثقفٍ واعٍ يبني وطنهُ بالعلمِ والعملِ , بدولةٍ تمنعُ احتكارَ التعليمِ وتغلقُ المؤسسات التعليميةِ الخاصّةِ , بدولةٍ مناهجها الدراسية متطورةٌ متقدمةٌ وليست مناهجَ أكلَ الدهرُ عليها وشربَ , مؤسساتٍ تهتمُ بالبحثِ العلمي وتُشجّع المبدعينَ والمخترعينَ .

أحلمُ بدولةٍ تهتّمُ بذوي الاحتياجاتِ الخاصّةِ وتعتبرهم مواطنينَ كغيرهم من المواطنين لا نقصَ فيهم ولا عيبَ , تؤمّنُ لهم الحياةَ الكريمةَ وتكفلُ لهم العيشَ بأمانٍ واطمئنان .

أحلمُ بدولةٍ تكرّمُ المرأة بالحفاظِ على هويتها العربيةِ الإسلاميةِ من غير انتقاصٍ لحقوقها الماليةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ ومن غير كبتٍ لحريتها أو سجنٍ لقدراتها ومواهبها .

أحلمُ بدولةٍ تهتّمُ بالطفلِ وتعملُ على تربيتهِ التربيةَ السويةَ الصحيحةَ المتوافقةَ معَ شخصيتهِ العربيةِ المسلمةِ وتبني بالطفلِ قادةَ المستقبلِ الذين يبنونَ أوطانهم .