الخاطرة 154: معجزة عصر اﻷهرامات الجزء 5

خواطر من الكون المجاور

لغز عصر اﻷهرامات بأكمله يكمن في صفة أساسية وهي كونه مجتمع يحكمه النظام الماتريكي أي النظام اﻷنثوي ، وقد أشار الله عز وجل في قرآنه الكريم في اﻵية 34 من سورة غافر ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به. .... ) هذه اﻵية القرآنية تم ذكرها في سورة تحمل العنوان ( غافر ) والمقصود من عنوان السورة هو حواء أي أن أن الله غفر لها ذنبها ، أي أن توبة حواء سمحت للإنسانية في دخول مرحلة تطور جديدة تختلف نهائيا عن مراحلها السابقة ، أيضا سفر التكوين يؤكد على هذه الفكرة ،

فنجد راحيل أم يوسف عندما أنجبت يوسف في اﻷصحاح 30 اﻵية 23 تقول ( ... قد نزع الله عاري ) وإذا تمعنا جيدا في قصة حياة راحيل كما هي مذكورة في جميع الكتب المقدسة لا نجد أي حادثة تشير على أنها إرتكبت إثم تستحق عليه العقاب من الله بحرمانها من الإنجاب، فراحيل هنا في الحقيقة هي عبارة فقط عن رمز ، والمقصود في هذه اﻵية هو حواء وليس راحيل أي أن الله نزع العار عن حواء وأن راحيل هنا قد أصبحت رمز لحواء، أي أن ولادة يوسف كانت علامة إلهية تؤكد على تمكن روح حواء من تطهير نفسها من تلك الخطيئة التي كانت سببا في طرد اﻹنسان من الجنة. والقرآن أيضا يشير إلى صحة هذه الفكرة في اﻵية 100 من سورة يوسف ( ورفع أبويه على العرش. ... ) فكما هو مذكور في قصة يوسف في التوراة ، أن أمه راحيل ماتت عندما ولدت إبنها الثاني بنيامين ، أي قبل أن يصبح يوسف وزيرا على مصر بسنوات عديدة ، فالمقصود من هذه اﻵية ليس معناها الحرفي ولكن معناها الرمزي ،أي أن يوسف رفع أبويه آدم وحواء ( وليس يعقوب وراحيل ) إلى العرش ﻷن اﻹنسانية من خلال يوسف إستطاعت أن تستخدم قوى روح الله التي تملكه في تكوينها لتصنع عصر الأهرامات الذي يمثل عصر ظهور المعجزات والذي يعبر عن إنفصال المجتمع اﻹنساني بشكل نهائي عن جميع مجتمعات الكائنات الحية اﻷخرى.

حتى نستوعب هذه الفكرة بشكل أوضح، لا بد أن نوضح شيء هام جدا وهو أنه بعد طرد اﻹنسان من الجنة بدأ تكوين هذا الكون الذي نعيشه قبل مليارات السنين ، أي أن آدم وحواء خرجا من الجنة كروح فقط وأنه من هذه الروح تم تكوين الكون بأكمله ، وقد ذكرنا مراحل تكوينه بشكل مختصر في المقالة السابقة. وما يهمنا هنا هو ما حصل أثناء تطور الحياة والذي له علاقة بنوعية عصر الأهرامات.

بشكل عام الحياة أثناء تطورها تشكلت كائنات حية نباتية وكائنات حيوانية ، وجميعها ليست إلا عبارة عن أشياء تعبر عن عناصر تكوين اﻹنسان الكامل ، فهذه الكائنات تعبر عن مستوى تطور مراحل أقسام روح اﻹنسان الكامل عبر مليارات السنين ، وما يهمنا هنا هو تطور المملكة الحيوانية .

المملكة الحيوانية أثناء تطورها إنقسمت إلى قسمين : القسم اﻷول أتبع تطور بطيء جدا ولكنه سار في الإتجاه الصحيح حسب المخطط اﻹلهي ،هذا القسم هو رمز روح ( هابيل ) وأعطى الحيوانات الفقارية والذي منه سيظهر اﻹنسان ، أما القسم الثاني فأتبع التطور السريع فسار في اﻹتجاه الخاطئ وأعطى الحيوانات اللافقارية ومنه ستظهر الحشرات وهي رمز ( قابيل ) ، الله عز وجل أشار إلى هذه الفكرة حيث أعطى رمز أعور الدجال الرقم 666 . وهذا الرقم كما شرحناه في المقالة (..) هو رمز يعبر عن شكل جسد حشرة. وما يهمنا من أنواع الحشرات هنا هو النمل.

قمة نهاية تطور قسم اللافقاريات كانت ظهور فصيلة النمل ، والتي تعتبر من أرقى الكائنات اللافقارية ، فتكوين النمل وشدة تعقيد سلوكه حير علماء الحياة ، فإذا إعتبرنا أن اﻹنسان هو قمة تطور قسم الفقاريات فالنمل هو قمة تطور اللافقاريات أي يمكن إعتباره رمزيا بانه إنسان اللافقاريات ، أو بكلمات أخرى النملة هي اﻹنسان المزيف.

حتى نفهم بشكل أوضح علاقة النمل مع اﻹنسان وعلاقة مجتمع النمل مع مجتمع عصر اﻷهرامات لا بد أولا أن نوضح ميزات تكوين النمل الجسدية والروحية :

- النمل يعتبر أكثر الكائنات الحيوانية تنظيما في العالم ، حيث يعيش النمل في مستعمرة ذات نظام إجتماعي يتألف من ملايين اﻷفراد كل فرد ينتمي إلى جماعة معينة لها دور محدد في المستعمرة ( جمع الغذاء ، رعاية الصغار، الدفاع عن المستعمرة ، إلخ ) حيث أن جميع أفراد المستعمرة يعملون ككيان موحد لا يفوق في تنظيمه سوى النظام الاجتماعي عند اﻹنسان.

- النمل يبني مستعمرته بشكل هندسي فائق يختلف حجمها من نوع إلى آخر ، وقد يصل مساحتها إلى عشرات اﻷمتار طولا وعرضا وعلى أعماق قد تصل إلى عدة أمتار تتألف في تركيبها من غرف تخزين الطعام وغرف حضانة الصغار ، وغرف نوم ،وغرف تهوية وممرات متنوعة . ... إلخ ، ولا يوفق بناء مستعمرات النمل سوى المنشآت التي يصنعها اﻹنسان فقط.

- النمل يعمل على زراعة بعض الفطريات والحشائش في مستعمرتها لتستطيع التغذية عليها عند إنتهاء مخزونها من الطعام. حيث صفة المقدرة على الزراعة هي من المعارف التي لا يملكها سوى اﻹنسان.

- النمل يعمل بتربية حشرات المن وإطعامها للإستفادة من فضلاتها ، تماما مثلما يقوم اﻹنسان بتربية المواشي للإستفادة من حليبها ولحمها. فالنمل هي الكائنات الوحيدة التي تتشارك بهذه الخاصية مع الانسان

- النمل يقوم بمهاجمة مستعمرات نمل أخرى للإستيلاء على مخزونها الغذائي، حيث بعد قتل ملكتهم يتم اﻹستيلاء على البيوض وكذلك تقوم بأسر أفراد المستعمرة اﻷخرى ليتم إستخدامهم كعبيد لتسخيرهم بالقيام باﻷعمال الشاقة . وهذه أيضا خاصية لا يملكها فقط الانسان - النمل يملك قوة جسدية عالية جدا مقارنة بحجمها ،فالنملة بواسطة فكيها القوية تستطيع حمل أشياء تزن أكثر من عشرين ضعفاً وزن جسمها ، وهناك نوع من النمل وهو النمل اﻵسيوي ( النمل النساج ) يستطيع حمل أشياء أثقل من وزنه بـ100 مرة.

- عندما تموت الملكة ولا يوجد ملكة أخرى لتحل محلها تقوم بعض النمل بحفظ جثتها لكي تظن بقية النملات أن الملكة لا تزال حية لتبقى أمور المستعمرة تسير على نظامها المعتاد وتمنع إنهيارها، ولكن رغم ذلك في النهاية تتفكك المستعمرة بسبب اﻹنخفاض المستمر لعدد العاملات وعدم وجود عاملات جدد تحل محلها.

- عندما تموت النملة تفرز مادة كيميائية لتعلم بقية نمل مستعمراتها عن مكان وجودها ليأخذوها إلى مكان الدفن.

إن فهم سلوك النمل يوضح لنا حقيقة وأسرار نظام الحياة في عصر اﻷهرامات ، فجميع تلك الميزات المادية والروحية التي إتصفت بها النمل هي في الحقيقة بعض ميزات اﻹنسان الكامل التي وضعها الله في آدم وحواء عندما تم خلقهما لتحقيق حاجاتهما الروحية والمادية ، و هذه الميزات إكتسبتها هذه المخلوقات التي تدعى ( نمل ) ولكنها إستخدمتها من أجل تحقيق حاجاتها المادية فقط ، ﻷنها مخلوقات ذات تكوين يحوي على شوائب عديدة من تلك الخطيئة التي أخرجت اﻹنسان من الجنة ، لذلك كانت نتيجتها أنها إستخدمت جميع فوائد هذه الميزات في مجال ليس له أي فائدة في تأمين حاجات الروح لتستطيع متابعة تطورها ، لذلك نجد أن تطور النمل شبه معدوم منذ ظهورها على سطح اﻷرض قبل أكثر من 100 مليون عام وحتى اﻵن.

النبي يوسف ( أمحوتب بالمصرية القديمة) عليه الصلاة والسلام في عصر الأهرامات أخذ تلك الميزات التي إكتسبها النمل ، وإستخدمها بالطريقة السليمة كما أراد الله عز وجل عندما خلق اﻹنسان ﻷول مرة. فكما ذكرنا في الجزء (3 ) بأن الشعب المصري قبل عصر الأهرامات كان تحت حكم ملوك روحهم رمزها العقرب ( ملك العقرب ) ، والعقرب كما هو معروف من قسم اللافقاريات وينتمي إلى نفس شعبة مفصليات اﻷرجل التي تنتمي إليها فصيلة النمل ، وكان شعب تلك المنطقة في تلك الفترة سيسير في تطوره لتكوين مجتمع مشابه لمجتمع النمل ، ولكن قدوم النبي يوسف إلى المنطقة ، حول هذا التطور إلى شكله الصحيح ، فاستخدم تلك الميزات التي وهبها الله للإنسان في شكلها الصحيح في سبيل تأمين الحاجات الروحية أولا وثم الحاجات الجسدية.

حتى نفهم الفكرة بشكل أفضل سنحاول مقارنة ميزات مجتمع عصر الأهرامات مع ميزات مجتمع النمل:

كما ذكرنا في اﻷجزاء الماضية بأن حواء هي التي أغواها الشيطان وهي بدورها زينت الثمرة لآدم فأكلا منها ، أي أن حواء هي التي أخطأت أولا ، لذلك هي التي أخذت على عاتقها مسؤولية تصحيح الخطيئة ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الناحية ، في اﻵية ( وتاب الله على آدم ) وطالما أن اﻷنثى هي المسؤولة عن تصحيح الخطيئة لذلك هي التي أخذت مسؤولية تصحيح الخطيئة وتنقية تكوين اﻹنسان من جميع الشوائب ، لذلك نجد أن مجتمع النمل يعتمد على النظام الماتريكي ( اﻷنثوي ) وكذلك نظام عصر اﻷهرامات كان أيضا نظام أنثوي ، ولكن في مجتمع النمل نجد الذكور ليس لها مكان فيه حيث أنها تموت مباشرة بعد التزاوج مع الملكة ، فالملكة تتزاوج مرة واحدة في حياتها و أثناء التزاوج تخزن في داخلها كل ما تحتاجه من نطاف طوال حياتها لتخصيب البيض حال وضعه،أي أن مجتمع النمل هو مجتمع إنثوي بمعناه المادي ﻷنه لا يحوي على ذكور ، وذكور النمل في الحقيقة تنتج من البيوض غير المخصبة ، أي أنها بدون أباء ، وهذا ليس صدفة ولكن دليل إلهي على أن النمل هم من حواء فقط وليس لها علاقة بآدم ، أو بشكل أدق النمل هي مخلوقات نتجت من حواء قبل أن تطهر نفسها من شوائب الخطيئة.

بينما في نظام عصر اﻷهرامات فهو نظام أنثوي روحيا وليس ماديا حيث هناك تعاون بين النساء والرجال وكل طرف يقوم بواجباته ، ولكن عجلة القيادة في تدبير اﻷمور الروحية في المجتمع له منطق أنثوي، لذلك كان أهم صفات هذا المجتمع هو سيطرة عاطفة السلام على سلوك أفراد هذا المجتمع ، فنجد أن النمل يقوم باستعباد مستعمرات أخرى في حين أن في فترة عصر اﻷهرامات قد تكونت دولة إتحادية بين طرفين متعاديين ( مصر السفلى ومصر العليا ) وأصبحت بينهما علاقة تعاون وإخاء وكأنهما دولة واحدة.

النمل هدف حياته هو تأمين غذائه لذلك فهو يقوم بإنشاء مستعمراته بطريقة هندسية تحت اﻷرض لتخزين الطعام ، أيضا النبي يوسف إستخدم هذه الميزة حيث صنع منشآت هندسية تحت هرم زوسر لتأمين ما يحتاجه الشعب المصري من طعام أثناء سنوات الجفاف ، ولكن هنا نجد أن يوسف حول موضوع تخزين الطعام إلى هدف روحي حيث من خلاله زرع في نفوس الناس الشعور بروح الله واﻹيمان بها وأقام لهم طقوس العبادة ، فنجد ولأول مرة في تاريخ البشرية ظهور أسطورة أوزريس التي هي الشكل البدائي لقصة آدم وحواء ، حيث تذكر اﻷسطورة ( بشكل مختصر جدا ) أن أوزريس ( آدم ) كان يحكم البلاد وكانت جميع أمور الشعب تسير على أكمل وجه ، ولكن أخوه سيت ( الشيطان ) أراد أن يأخذ العرش منه فتآمر عليه وقتله ، فقامت زوجته إيزيس ( حواء ) بإحياء روح زوجها ( آدم ) ومن روحه حملت منه وأنجبت إبنها حورس ( يوسف ،واﻷنبياء بشكل عام ) وراحت تعلمه كيف ينتصر على سيت ( الشيطان ) ليستعيد العرش منه وليحكم شعبه بالعدالة والمبادئ السامية، النبي يوسف في عصر الأهرامات إستطاع تحقيق هذه الإسطورة حيث أنه قام بإدارة شؤون البلاد على أفضل وجه ، النمل تستخدم قوتها الجسدية ( فكيها ) في الحفر وفي حمل اﻷشياء ، ولكن في عصر اﻷهرامات تم إستخدام قوى روحية في حفر اﻷنفاق والغرف تحت اﻷرض، كذلك في بناء اﻷهرامات، فكما ذكرنا في الأجزاء الماضية أن النبي يوسف ( أمحوتب ) قد ترك لنا دليل على أنه لم يستخدم قوة الجسد، فهو أستخدم أبعاد يد إمرأة في تحديد وحدات القياس ( الذراع، عرض راحة الكف ، عرض اﻷصبع ) التي تم عليها بناء اﻷبنية والمنشآت اﻷرضية ،فلو كانت اﻷهرامات قد تم بناؤها إعتمادا على قوة الجسد لكانوا إستخدموا أبعاد يد أو قدم رجل.

بناء اﻷهرامات تم على قانون روحي وهو اﻹنتصار على الجاذبية ، فالنمل يستطيع أن يرفع ثقلا يعادل 100 مرة من وزنه ، الله عز وجل أنعم على النبي يوسف قوة لها طبيعة روحية تفوق بكثير قوة النمل، حيث من خلالها يمكن اﻹنتصار على الجاذبية وكذلك يمكنها تغيير الطبيعة المادية للأشياء ليسهل قطعها والتعامل معها ، ويوسف بدوره أعطى هذه القوة الروحية إلى الكثير من مساعديه فإستطاعوا بها بناء اﻷهرامات والتي لا يزال طريقة بنائها حتى اﻵن لغز يعجز العلم الحديث عن تفسيره.

ربما الكثير من العلماء سيرفضون فكرة ( إنعدام الجاذبية اﻷرضية ) ورفضهم هذه الفكرة شيء طبيعي ، ﻷن منطق العلوم الحديثة هو منطق مادي عاجز عن الشعور بأي أثر من آثار الروح وقوانينها ، ولا يوجد أي طريقة في عصرنا الحاضر يمكن من خلالها إثبات صحة هذه الفكرة ، فنحن اليوم نعيش في عصر بلا معجزات ، هكذا شاءت اﻷقدار ، أن تجعل من عصرنا هذا أن يكون مناقض تماما لعصر اﻷهرامات ، فاليوم في الحقيقة نعيش عصر النمل حيث أن العلم إستطاع إكتساب ميزات نظام مجتمع النمل والتفوق عليها عن طريق العلوم والتكنولوجيا، فاﻹنسان اليوم يستطيع عن طريق اﻵلات حمل مئات أضعاف وزنه ، لذلك لن يقبل العلم الحديث بوجود نوع آخر من القوانين التي يمكن بها السيطرة فيها على القوانين المادية للأشياء لتأخذ شكلا آخر ،ﻷن منطق تفكيره مشابه تماما لمنطق تفكير النمل أي أن له علاقة بمادية اﻷشياء فقط أما عن روحها فهو عاجز عن اﻹحساس بوجودها، لذلك ستبقى فكرة إنعدام الجاذبية في رأي علماء اليوم فكرة خرافية ليس لها أي دليل من الصحة.

ولكن كما ذكرنا في اﻷجزاء الماضية بأن عيسى عليه الصلاة والسلام ظهر لمدة ثلاث سنوات فقط، واليوم أتباع الديانة المسيحية عددهم أكثر من مليار ونصف نسمة ، فتاريخ اﻹنسانية لا يمكن تفسير أحداثه إذا حذفنا منها وجود عيسى فيها، وهذا دليل لا يمكن أن نتجاهله ، فهو حقيقة سواء شئنا أو أبينا ، وعلى نفس هذا المنطق يمكن إثبات صحة فكرة معجزات عصر اﻷهرامات.

القرآن الكريم يذكر حادثة (سليمان والنملة ) في اﻵيتين 18 - 19 من سورة النمل ( حتى إذا أتو على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها. ..) . هذه الحادثة غير مذكورة في أي كتاب آخر بل فقط في القرآن الكريم ، لذلك يظن المسلمون أنها كانت موجودة في الكتب المقدسة للعهد القديم ولكن اليهود حذفوها ، بينما اليهود والمسيحيين يعتبرون أن القرآن قد أضاف على قصة سليمان أشياء خرافية ليس لها علاقة بسيرة سليمان. فما هي حقيقة هذه الحادثة؟

النبي سليمان عليه الصلاة والسلام في الحقيقة قد أخذ جزء من المقدرات التي وهبها الله لنبي يوسف وهي الحكمة ، و إسم ( سليمان ) المذكور هنا في هذه اﻵية القرآنية ليس سليمان ابن داوود ولكن يوسف بن يعقوب ، ﻷن دور يوسف كان تنمية عاطفة السلام في روح اﻹنسان، فاسم سليمان في هذه اﻵية هو رمزي وليس حرفي ، فكما ذكرنا في اﻷجزاء الماضية بأن يوسف في مصر القديمة إسمه ( أمحوتب ) ومعنى

هذا اﻷسم ( الذي جاء في سلام ) ، وإسم سليمان هو في الحقيقة ( رجل السلام ). أي أن كلا الإسمين لهما نفس المعنى.

النبي يوسف ( أمحوتب ) لم يكن يتكلم مع الحيوانات بالمعنى الحرفي الذي نفهمه ، ولكن كان يفهم التعبير الروحي في تكوينها ، أي لغتها الجسدية والذي يفسر سبب وجودها في مخطط التطور، القرآن الكريم من خلال هذه الحادثة يربط مجتمع عصر اﻷهرامات مع مجتمع النمل ليساعدنا في رؤية القوانين الروحية التي تم عليها تكوين هذا العصر الخارق للقوانين الطبيعية. فنجد اﻵية 39 ، 40 من سورة النمل تذكر بعض هذه القوانين الخارقة ( قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين * قال الذي عنده علم الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي....... ) .

عصر اﻷهرامات بدأ بهرم زوسر كما ذكرنا وهو رمز وتطهير روح حواء من جميع شوائب الخطيئة التي كانت سببا في طرد اﻹنسان من الجنة، وهو أيضا رمز ولادة اﻹنسان الروحي الذي يحقق شروط تكوين اﻹنسان الملائم للعيش في الجنة ، لذلك ظهرت عقيدة يوم الحساب وخلود الروح في هذا العصر وإستطاعت الدخول في أعماق نفوس الشعب المصري لتصبح من أهم عقائد الديانات المصرية القديمة التي ستحدد سلوك المجتمع والفرد.

أهرامات الجيزة كمعنى رمزي ، تعبر عن نهاية تطور اﻹنسانية ويوم القيامة ، فإذا نظرنا إلى منطقة الجيزة سنجد اﻷهرامات الثلاثة ( هرم خوفو ، هرم خفرع ، هرم منقرع ) توجد على صف واحد وكأنها تعطي الشكل ( Λ Λ Λ ) إذا تمعنا جيدا في هذا الشكل سنجد أنه أيضا يشكل الرقم ثمانية مكررا ثلاث مرات (888) هذا الرقم هو القيمة الرقمية ﻷسم عيسى في اللغة اليونانية ( ΙΗΣΟΥΣ ) ، وهذا ليس صدفة فمنطقة هذه الأهرامات الثلاث اليوم تحمل إسم ( جيزة ) حيث لفظ هذه الكلمة يسمع بشكل مشابه ﻷسم عيسى باللغة اﻹنجليزية ( جيزس JESUS ) هذا اﻹسم مصدره اللغة اليونانية ،حيث حرف S في آخر الكلمة هو حرف التذكير في اللغة اليونانية ، فإذا حذفنا هذا الحرف ووضعنا بدلا منه حرف التأنيث A سنحصل على الكلمة ( جيزا ) وهو نفس لفظ إسم المنطقة التي توجد بها هذه اﻷهرامات الثلاث، فإسم المنطقة هو في الحقيقة إسم رمزي لتلك المرأة التي ستنجب عيسى والذي أختاره الله ليأتي في يوم القيامة لينتصر على أعور الدجال الذي روحه أصلها من روح الحشرات لذلك كان رمزه في الديانة المسيحية 666 ، حيث الرقم 6 له شكل إنسان منتصب بالمقلوب على رأسه وهو رمز اﻹتجاه المعاكس للتطور الطبيعي للحياة بأنواعها الثلاث ( المائية ، اليابسة ، الجوية ) ، حيث كان دور اﻷنبياء هو تطوير الروح نحو اﻷرقى أي نحو اﻷعلى نحو السماء ، بينما دور أعور الدجال هو منع الروح من التطور لتسير نحو اﻷسفل. وهو أيضا رمز إنتصار ست ( الشيطان ) على أفراد عائلة اﻷسطورة أوزيريس وزوجته إيزيس وإبنهما حورس ( آدم وحواء وإبنهم ). حورس في هذه اﻷسطورة يرمز إلى جميع اﻷنبياء ، فكل نبي يمثل إبن آدم وحواء أختاره الله ليتابع الحرب ضد الشيطان حيث وهب الله كل نبي صفة خاصة به ليطهر بها روح اﻹنسانية من نوع معين من الشوائب الشيطانية التي دخلت في تكوين اﻹنسان بسبب تلك الخطيئة التي من أجلها تم طرد اﻹنسان من الجنة.

مصر القديمة بدأت بعصر اﻷهرامات الذي كان يعتمد على النظام اﻷنثوي ، ولكنه إنتهى أيضا على يد إمرأة وهي الملكة كليوباترا ، لذلك حلت محلها إمرأة أخرى ، فبعد وفاة كليو باترا بخمس سنوات ولدت مريم العذراء التي إنجبت إبنها عيسى بدون رجل. فولادة عيسى هي علامة إلهية تؤكد على وجود تلك العلاقة بين اﻹنسانية والنمل ، حيث في مجتمع النمل الملكة تضع بيوض بدون إخصاب ينتج عنها ذكور ، أيضا مريم العذراء أنجبت ذكر ( عيسى ) بدون أن يمسها ذكر ، ولكن موضوع ولادة عيسى يتبع قوانين روحية في حين أن ولادة الذكور في النمل يعتمد قوانين مادية ، لذلك هناك إختلاف مطلق بين الحالتين ، سنتكلم عنها إن شاء الله في المستقبل في موضوع خاص عن رموز عيسى المسيح .

وسوم: العدد 746