القلب النوراني في مواجهة الشهوات والفتن

خطبة الجمعة 3/5/2013م:

القلب النوراني في مواجهة الشهوات والفتن

د. محمد سعيد حوى

في ظلال قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً، ﴿ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ [الأحزاب: 41- 42]

نضع عنوانا عاما نتاول فيه موضوعات كبيرة نحن أحوج ما نكون إليها، هذا العنوان العام علل وأدوية ، أشرت من قبل أن الأخطر في تلك الأمراض هي الأمراض المعنوية التي تصيب القلب والعقل والسلوك إذ نفتقد تزكية النفس، ولفت نظرنا في الآية الكريمة إن علاج ذلك كله في الذكر بأنواعه، بدلالة قوله بعد ذلك: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ﴾ [الأحزاب: 43]

من ثمرات الأذكار:

 ورأينا من خلال استعراض بعض الآيات في الذكر كيف أنه وقاية من الشيطان وتحرر من سلطانه وسلطان أولياءه، وثبات في معارك الحياة كلها، وطمأنينة للقلب، وسكينة للنفس، وسعادة للإنسان، وإخراج من الظلمات  إلى النور، وهداية وشفاء، ورحمة.

من ثمرات الاستغفار:

 كما رأينا من ثمرات الاستغفار أنه سبب رفع البلاء والعذاب، وسبب الرزق، وسبب الولد وحفظه، والعيش الرغد، وإطالة الأمد في الخير، والحياة الأفضل، والقوة، والفرج من كل هم، والمخرج من كل ضيق، كما أنه طريق النور والأنوار، وصقل القلوب، وطريق الجنة.

كيف؟

هنا يتساءل البعض، كيف يمكن أن يكون للذكر بأنواعه هذا الأثر العجيب في علاج كل الأمراض؟

إن هذا التساؤل ناشئ عن الوقوف مع اللفظ دون ابصار المعاني الحقيقية الكاملة من وراء الذكر، والاستغفار، وقبل كل شيء لا بد أن ندرك أن ذلك إخبار من الله ووعد منه

﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً ﴾ [النساء: 87]، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً ﴾ [النساء: 122]

إنه لا يمكن أن يقصد بذلك القعود والركون في زوايا المسجد ، ولا يمكن أن يعفيك الذكر من واجب العلم، والتخطيط، والاجتهاد، والبحث، والعمل ، والتضحية ، والكينونة جزء من الأمة الكاملة، لكن الإنسان الذاكر يكون صاحب القلب المنوّر المنير فإذا ما نور الله القلب ثبته في كل موقف حق، ووفقه لكل خير، وارتقت همته،وأعمل عقله في كل اتجاه صحيح وخيّر، وانتقى البيئة الصحيحية، وانتصر على نفسه وضعفها، وعاش مستذكرا الله واليوم الآخر، واثقا بالله، قلبه متصل به، وكان محل رعاية الله وحفظه، (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ") صحيح البخاري، 6502  

وعندما يأتي حديث (عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ» ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى») سنن الترمذي، 3377 .(سنده فيه ضعف وصححه بعضهم)

يفهم من الحديث أن الذكر سبب للإخلاص والاقدام الصحيح والتصدق الصحيح.

ولذا جاء في الحديث أيضاً (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ، فَقَالَ: «سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ») صحيح مسلم، 2676

 فهؤلاء الذاكرون كان الله في قلوبهم أعظم من كل شيء وأكبر من كل شيء وتحققوا بحقائق التوحيد فكانوا هم الأسبق والأمكن.

أثر الذكر في مواجهة الشهوات المحرمة:

وأود لو ضربنا مثالين، كيف يكون أثر الذكر في مواجهة الشهوات المحرمة والفتن الخطيرة؟

أما ما يخص الشهوات المحرمة فيلاحظ كيف تثور شهوت الإنسان الغافل عن الله الذي أعمت الشهوة قلبه وبصره، وانهار أمامها فارتكب أعظم الموبقات، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى درك الزنا –والعياذ بالله-، لو كان له حظ من الذكر هل يمكن أن يصل إلى هذه الحال ألا ترى إلى تلك الفتاة التي اضطرت أن تسلم نفسها لابن عمها مقابل ما يسد جوعها فلما تمكن منها قالت: (اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه) فانصرف.

لقد كانت صرخة نابعة من القلب المؤمن الذاكر، اخترقت حجب القلب الكثيف المظلم.

ترى لو كان هذا يذكر الله ويقف مع قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً، يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً، إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ [الفرقان:68-70]

أو يقف مع قوله تعالى وهو يحدثنا عن قوم لوط ﴿ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ، مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود:82-83]هل تفكرنا بهذه(ما هي من الظالمين ببعيد)كبف تأتي العقوبات الربانية سريعاً.

فهل يمكن أن ينهار المؤمن أمام هذه الشهوات أو حتى يفكر بها أصلا؟

ومن هنا كان قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201]

وهؤلاء إذا ذُكروا ذكروا فنستحضر حديث رسول الله (عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: " ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا ". قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: " أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ ". قَالَ: " أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ " قَالَ: لَا. وَاللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: " وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ ". قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ " قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ.) مسند أحمد، 22211

فإذا كان الإنسان ذا بصيرة فإنه يدرك أنه ما وراء هذه المعاصي الموبقات إلا الحسرة والندامة واللذة العابرة لكنه الألم الطويل والحياة النكدة، فضلا عن الأمراض الخطيرة التي تنتج عن هذه الموبقات، فعندما يكون القلب في ذكر فهو أوعى ما يكون إلى هذه الأخطار والآثار السلبية، ويكون محصنا تجاهها.

 أما المرض الثاني الفتن:

بأنواعها: ابتلاءات، شبهات، مضلات الرأي، أحداث عصيبة، هذه الفتن التي تموج موج البحر والتي نعيش أهوالها وأحداثها، كيف نواجهها؟

إن حقيقة الفتن ابتلاء وتمحيص واختبار، انظر إلى الذهب عندما يصهر بالنار فيتميز خبيثه من صحيحه، فكذلك هذا الإنسان مشتمل من حيث الاستعداد على الخير والشر، فتأتي الفتن لتصهر وتطهر وتختبر، فإذا كان من أهل الذكر والاستغفار والإقبال على الله فإنه يثبت أمام هذه الابتلاءات والاختبارات، فيختار الموقف الصحيح في كل قضية تعرض فتكون الرؤية واضحة لديه، فلذلك لمّا وزع النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم حنين اختلف الناس فيها لولا أن الصحابة كانوا من أهل ذكر الله، كيف كان يمكن أن يعودوا إلى الحق فورا بمجرد أن ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة طويلة سبق ذكرها، وكذا لمّا اختلفوا في الأنفال يوم بدر خاطبهم ربهم ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]

ولما جاء بعض المنافقين واليهود لإيثارة الفتن بين المهاجرين والأنصار بكلمة واحدة  ردهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحق، فلولا أنهم من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات لما كان ذلك، فضلا عن الابتلاءات الأخرى في مكة والهجرة، كيف ثبتوا أمام ذلك كله، وايضا في فتنة الافك لم يعصم المؤمنين إلا إيمانهم العميق، إذ كانوا كثيري الذكر لله ووثيقي الصلة به  ﴿ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴾ [النور: 12]

﴿ وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16]

لولا أنهم من أهل الذكر والاستغفار هل كان يعودون إلى الحق مباشر، وهنا في أيامنا هذه عندما تعصف بنا الملمات والحوادث والأفكار المضللة والإعلام المضلل والمجازر ضد المسلمين في سوريا والعراق لا يمكن أن تأخذ الموقف الصحيح في نصرة الحق وأهله، والوقوف إلى جانبه وعدم الانخداع بالإعلام المضلل إلا إذا كنت من أهل الذكر الكثير، ووثيق الصلة بالله، ولا يمكن أن تنحاز إلى جمع المؤمنين إلا إذا كنت من أهل الذكر الكثير، كما انحاز أهل الحق إلى الحق يوم عصفت بالمؤمنين فتن، لقد عصفت فتن؛ ففتن أناس بشخصيات وشعارات وما عصم منها إلا المؤمن الذي كان من الذاكرين، فنحن أحوج ما نكون إلى الرؤية الواضحة، والبصيرة المنورة،  نبصر الحق ونطمئن إليه  بهداية الله ، أما عندما لا نكون من أهل الذكر ولا من أهل الاقبال على الله فإنه أمام أي فتنة سواء من نوع المجازر التي يتعرض لها المسلمون اليوم او الشبهات أو المواقف السياسية الخاطئة فنجدنا كمن سبي عقله  وممن تفرق جمعه وانصاع للمنافقين لذلك حذرنا ربنا أن نقع في ذلك، ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 47]

ماذا كان علة النفاق؟ 

إنها كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النساء: 142]

(لا يذكرون الله إلا قليلاً) فوقعوا في جرائم خطيرة ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [المائدة: 52]

يسيؤون الظن بالله ﴿ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ﴾ [الفتح: 6]

 ﴿ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الحَقِّ ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُل لَّوْ كُنتُـمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ القَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 154]

إذن لا يمكن أن ينجينا من ذلك كله إلا ذكر كثير.