ذم الفرقة والاختلاف

ملخص الخطبة:

1- الحرص على الاجتماع والتآلف: إنَّ قلوبنا تعاني اختلافًا كبيرا وفُرقة خطيرة، وهذا ضد ما أمرنا به الله في كتابه من اجتماع الكلمة ووحدة الصف، والحرص على اجتناب كلِّ ما يوجب الفرقة بين المسلمين.

2- الخلاف المذموم: ليس الخلاف جنسًا واحدًا كلُّه شرّ، كما قد يتبادر إلى ذهن من لا يحقِّق، بل الخلاف منه ما يوجب التفرُّق في الدين، وهو الاختلاف الواقع بين ملَّة الإسلام وما سواها من الأديان والملل، وهو اختلاف بين الكفر والإيمان، ثمَّ الاختلاف الواقع بين أهل السنَّة والجماعة وبين أهل الأهواء والبدع، وهو اختلاف بين السنَّة والبدعة. فهذا هو الخلاف المذموم، وكلُّه شرٌّ وفتنة ونقمة، وليس هو برحمة.

3- الخلاف في المسائل الاجتهادية: الخلاف الواقع بين العلماء من الصحابة ومن بعدهم من أهل السنة والجماعة، فهذا ليس كلُّه مرفوض، بل منه ما هو تنوّع وليس باختلاف، ومنه ما هو تناقض أو تضادّ، فهذا عامَّته اختلاف اجتهادي، والعلماء معذورون فيه، ولذلك فلا يجوز الإنكار على المخالف لأنَّه لا ينقض اجتهاد باجتهاد، ولا يحجر على رأي برأي. فهذا النوع من الخلاف هو من توسعة الله على هذه الأمة ورحمته.

4- السبيل إلى تضييق دائرة الخلاف.

أوَّلاً: ردُّ الخلافات كلِّها إلى حكم الله وهو كتابه وسنة نبيِّه

ثانيًا: كِلة الأمر إلى أهله، فأهل العلم هم الذين يدرسون القضايا ويستنبطون أحكامها، وهم الذين يُصدرون فيها القرارات، وعنهم تصدر الأمَّة في جميع شؤونها

-- -----------------------

هدايات قرآنية:

1- يقول الله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ) [آل عمران:103].

2- قال الله تعالى: (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ) [هود:118، 119].

4-1- وقال تعالى: (فإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [النساء:59]

4-2- قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل:43]

-------------------------

قبسات نبوية:

1- قال ابن مسعود: كان رسول الله يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: ((لا تختلفوا فتختلف قلوبكم. ليليني منكم أولو الأحلام والنهى، ثمّ الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) رواه مسلم

2- روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: ((خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة)).