ما تبقى مني .....جزء 2

د. مريم عبد الجبار

هروب ....

لا تدري لماذا كان عليها ان تبحث عن خيارات

كان لابد لها ان تسمع صدى قلبها

لقد كانت تخشى ان يفوتها قطار الاحلام

وان تبحث عن قلبها في احلام الوقت الضائع

هذا حقا ما كانت تخشاه

فكما يقولون ...الناس لا ترحم فتاة التفحت الحياة وشاحا لوحدها .في عالم لا مكان فيه لفتاة مثلها

ولكن احمد بدا رجلا وسيما .ذو مركز .من اسرة جيدة .

كان لابد لها ان توافق .لان عائلتها لم يتركوها لتقرر .

ومن هي لتقرر ...

هي فتاة مكسورة الجناح ..لابد لها ان ترضى باي الخيارات

وقد كان احمد من الخيارات الممتازة ...

رغم ان الحياة كشفت فيه الكثير من العيوب

(لا تنكر هي انها ملئية بالعيوب)

ولكن ربما هو قلبها ....

ذلك الذي دائما ما يبحث عن الحب في كل شيء ...في الاوراق القديمة وفي رفوف الاحلام القديمة ...وفي الاوراق المبعثرة هنا وهناك .

الحب الجميل الذي بدا احمد يفقده مع الوقت .

و خاصة في وسط عواصف الازمات التي عصفت بحياتهم.

لم تكن هي محور حياته

كانت مجرد صفحة عابرة من السهل عليه ان يطويها باي لحظة.

هكذا كانت دائما ترى نفسها

كانت رقيقة القلب .سريعة الانفعال .

مليئة بالعواطف.

ما اكثر العيوب التي راها فيها احمد .

رغم انها لم تعب به شيئا .ليس لانه كامل .ولكن لانها كاانت تحاول بكل قوتها .ان تحبه .

ولكنها وربما لم تكن بارعة في ذلك .كما برعت في عملها.

كانت تتمنى ان تكون شخصا اخر

ان تنطلق لحياة اخرى

غير هذه الحياة التي وصلت اليها

لا تدري .هل حقا احمد كان السبب خلف احلامها التي ضاعت منها .

ام انها كانت خلف حلمه الذي ضاع منه

لقد اخبرها اكثر من مرة انه تزوجها لمكانة اهلها

وان الخيارات كانت امامه مفتوحة على مصراعيها

....

وكانها لم يكن امامها خيارات ....

لقد كانت كل الخيارات مفتوحة امامها

ولكن قلبها كان صندوقا ضيقا لا يتسع للكثير

اما الرجل ...

فقلبه محيط واسع يتسع للجميع

غريبا هو هذا العالم ظالم بكل شيء

هل كان حقا فيه ووسط كل هذا القتل المتواجد هنا وهناك وقت للحب.

كل شيء حولها يموت ...

الاحلام...الاطفال ...الشعوب ...وحتى الحب ....

لقد ترك فيها ياسر شرخا كبيرا ربما فشلت ان تخفيه مع الايام

وربما ان 15 عاما ...كانت كافية بالنسبة لاحمد ليعلن استلامه امامها والانسحاب من حياتها ....

ربما ان المعادلة كانت كذلك ...

دارت هذه الافكار في راسها وهي تغادر ذلك المطعم بسرعة  ...

وقد اغرورقت عيناها بالدموع ...

واخيرا اعتذرت لها الحياة ...

واخيرا

لم تدرك انها قد تركت خلفها قلبها ...

وحقيبتها ...

وحتى جوالها

و تركت خلفها ماضي مؤلم ...

هكذا تعادلت مع الحياة ...

تباطئت خطواتها ...

ووقفت الى زاوية من زوايا الطريق ...

اشعلت سيجارتها اخذت منها نفسا عميقا ...وربما اعمق من احلامها واخرجته وشاهدة بخاره يتبدد

لا تنكر انها تمنت ان تتبدد كهذا البخار

ان ترحل معه الى جزيئات وتتلاشى بالفضاء

لا تعرف كيف اصبحت مدخنة ...

و تجلس الى زاوية من زوايا الطريق ...

هكذا الت بها الحياة

جالسة ع اطراف العالم .تشعل سيجارة ...ما اشبهها بمن شردته الحياة ...

ما اشبهها بالمشردين....

بالاجئين الذين لا يجدون مأوى في اي مكان من برد الحياة ...

هي لاجئة ...

فعلا ...وحيدة وان كان العالم حولها مليئا بالناس ...

مشردة وان كان لها منزل اهلها لتعود اليه ...ولكنه ليس منزلها ...ولكن هذه البلد ليست بلدها

هي فعلا مشردة لا تعرف اي البلدان هي تنتمي

والى اي العوالم هي تعود,,,

الفرق الوحيد بينها وبين اولئك الاجئين الذين تتقطع لهم قلوب البشر ...

هو ان العالم يرى حربهم الدائرة ...يرى دماؤهم واشلائهم

اما هي فلا احد يرى حربها ...ورغم انها اشلاء مبعثرة هنا وهناك فلا احد يرى حطامها ....

وداد ....اتاها صوت ياسر كالنور وسط ذلك الظلام ...

كالنار وسط ذلك الجليد ...كالامل وسط ذاك القتام الذي احتل العالم ....

لقد نسيتي اغراضك ...اضاف ياسر

انت اناني يا ياسر هل تعلم هذا ...قالت وداد

اجل اعلم رد ياسر و خفض عينيه محدقا بالارض

انا لم استطع ان اراكي حرة دون ان اخاطر بالتقرب منك ...لقد حرك رؤيتي لك ذلك الحب الدفين ...فعاد اعنف مما كان ...

هل تعرف ما هي المشكلة ....قالت وداد

ابنتاك ...اجاب ياسر

لا يا ياسر ....اضافت وداد

المشكلة ان قلبي ما عاد فيه مكان لاحد ...وما عدت اقوى ان اخوض تجارب جديدة ...

ما تبقى مني هو القليل من الحب لابنتي ..فاتركوا لي ما تبقى مني ...   قالت وداد باسى بدى واضحا بصوتها ...ورياح شتائية بارده تعصف بها ...

انه حقك ...        اضاف ياسر...

ولكن هل تعلمي....لقد كان لي شرف المحاولة ...قال ياسر

وهو يضع حقيبة وداد و هاتفها ...ويهم بالذهاب ...

هل تريدين توصيلة....قال ياسر

انك اشبه بالمشردين ...اضاف وهو يبتسم ..

التدخين لا يليق بك...

نظرت اليه وداد

اجل لا مانع ...لا اظن ان رجلا مهذبا مثلك سيترد سيدة مثلي في وسط هذا الظلام دون ان يوصلها للبيت ...

رحل

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

...........

لم تعش وداد في زمن بعيد

لقد عاشت في زمن الخيبات

كل ما حولها خيبات

خيبات احلام

وخيبات امال

وخيبات عربية

و

خيبتها هي

ربما انه كان عليها ان تستمع لكلام احمد ....ان مكانتهما الاجتماعية ...لا تسمح لهما اعلان الطلاق

كان يمكن لها ان تضل صورة حائطية معلقة في منزله

مجرد صنم يحتفظ به بالبيت

ولكنها

ولانها ليست كغيرها لم تستطع ذلك

لقد اعتادت ان تكون موجودة في كل شيء

فكيف تهمش احلامها امام الجميع

وتضل في جناح من لم يحبها

ولذلك اثرت الرحيل

ولكن ....

من اين جاء ياسر

من اين جاء ليعصف بعالمها مرة اخرى

لقد ارادت لعواصفها ان تهدا

ولكن ....

ياسر اعاد شطئان البحر لعاصفة عنيفة

اغرقت كل سفنها

ولم يعد امامها الا رفع الراية البيضاء معلنة استسلامها له ...

لقد كان قلبها له منذ الازل ولا زال

ما اعجب قلب المرأة

يضل  مخلصا للحب ...مهما حاولت اقناع نفسها بشيء اخر

تتحرك نبضاته بسرعة

تكشف معالمه بسهولة

وداد ....ماذا تفعلين يا ابنتي ....الساعة الان الثالثة صباحا     قالت والدة وداد ...

اقتربت منها وداد وكانت دامعة العينين ...عانقتها امها ...لقد اخبرتك يا ابنتي ...كان عليك ان تعودي لزوجك .

ابتسمت وداد

اظن هذا يا امي ...فانا اشتقت لمنزلي القديم ...

لمعت عينا امها وهي تحدق بوداد غير مصدقة ...حقا يا ابنتي ...يا هادي القلوب يارب تهدي هالبنت ...قالت امها الحاجة فاطمة .وهي سيدة متوسطة البنية ..محنية الظهر قد انهت عقدها الستين من اسابيع قليلة ...

ولم تكن وداد لتصدق عندما قرع الباب ووجدت احمد بوجهها ...لاتصدق ذلك الوجه الذي تغير كثيرا ...كان شاحبا انحف بكثير مما كان ...

وقد اكتسى الشيب اغلب راسه ...

لقد مرت 4 سنوات على الفراق فماذا جاء به اليوم ...

انسحبت وداد من الباب بسرعة ...دون ان تتحدث باي كلمة وكانها رات كابوسا امامها

رحبت امها بالسيد احمد ...واجلسته ...

لقد شعرت وداد بالاسى على احمد

فقد علمت انه تزوج تلك الفتاة العشرينية ...وعلمت انها اخذت منه الكثير من النقود وتركته...وبينهما قضايا كثيرة

وتعلم انه جاء اليوم ليستعطف قلبها

ولكنه لم يعرف انه ما عاد له في قلبها اي مكان

لقد مات موتا شنيعة للغاية

وانها شعرت بالاسى على كل يوم قضته معه في حياتها

قضى السيد احمد ما يقارب الساعة والنصف في منزل الحاجة فاطمة

دون ان تخرج وداد حتى للسلام عليه ...

حاولت والدتها ان تقنعها ولكنها رفضت بشدة

امي ارجوك ...اخبريه الا يعود الى هنا مرة اخرى

لقد اغلقت صفحاته للابد ...قالت وداد بحنقة

لقد استسملت امها امامها

خرجت ابنتاها للسلام عليه بفتور شديد بعد اصرار الجدة على ذلك وعاودوا الانسحاب كامهم ...

كانت هذه اخر مرة ترى فيها احمد ...

لم يعاود الاتصال

ولكن نقوده كانت تصل بانتظام الى رصيد حسابها

لا تنكر انها شعرت بالاسى حياله

ولكنها ستشعر بالاسى حيال اي شخص تراه بحاله احمد

لقد مرت الاعوام كومضة عين ...

علمت فيما بعد ان احمد قد تعرض لحادث مروع وانه يرقد بالمستشفى بين الحياة والموت

لا تنكر انه مات بالنسبة لها منذ زمن بعيد ...ولكن كان لابد لها ان تودع بقاياه

لقد وقفت امامه وهو يوشك على الرحيل كانت الكدمات في كل مكان

كانت دموعها لا تتوقف عن الانهمار

لقد كان زوجها لمدة 15 عاما

لقد احبته بالماضي

اقتربي يا وداد...قال احمد بصوت ضعيف امسكي بيدي ارجوك

كانت ابنتاها تبكيان بحرقة قرب والدهما ...ربما اننا ندرك مشاعرنا متاخرة

عندما نقترب من فقدان الشيء

اقتربت وداد ...امسكت بيدي احمد ومسحت على كفه

سامحيني يا وداد ...قال احمد لقد ظلمتك

سامحني يا احمد ...قالت وداد وانا ظلمتك ...

ارجو ان لا يكون ما حصل معي هو عقوبة من الله على اجحافي بحقك ...قال احمد

لا يا احمد انت لم تجف بحقي ...هذا ابتلاء من الله وان شاء المولى سيرفع عنك هذا الابتلاء

ما كنت اتوقع زيارتك لي ...قال احمد

قالت وداد وعيونها تسيل دموعا ...لم استطع ان لا ازورك ..لم اكن لاسامح نفسي على ذلك...قالت وداد

لقد سجلت البيت وما حوله من اراضي باسمك منذ زمن ولم اقم بتغيير شيء هي لك وللبنات ...ارجو منك ان تسامحيني فلم اكن يوما الرجل الذي حلمت به.

لقد بدى احمد في ذلك الوقت احمد القديم

لقد غادر الحياة وترك في قلب وداد حرقة لم تستطع الايام ان تموحوها يوما

كان لابد لها ان تسامحه

هاهي وهي تقنع نفسها ان قلبها لم يتبقى فيه شيء تجد ان قلبها متدفق بالحزن ...كان يمكن ان تملؤه سعادة

نحن نقنع انفسنا بالاشياء حتى تتملكنا

وثم نلوم الحياة عليها

نحن نقنعا انفسنا بالحزن حتى يسيطر على قلوبنا ثم نقضي حياتنا ونحن نعدد احزاننا ونندب حضنا

عاى امور اقنعنا نحن انفسنا بها

نضل دوما نحدق بنصف الكأس الكاس الفارغ رغم ان الكاس يملؤه ماء عذب صافي

ربما هي هكذا ودادا

تحب السادية في الحياة ..تحب تذوق الالم

لقد حاولت كثيرا ان تحدق بالجزء الجميل من الحياة ولكنها اعلنت استسلامها للاحزان

كانت تتوشح السواد عندما جاءت سيدة في اواسط الستينات وجلست بالقرب منها...

كيف حالك يا وداد...قالت السيدة

نظرت وداد لمصدر الصوت فاذا بها السيدة نظمية ...عمة زوجها

مرحبا سيدة نظمية ....قالت واداد

ارجوك لا تظيفي اي كلمات جارحة ...او ان تحمليني اي مسؤولية عما حصل ...احمد هو من اختار الطلاق ...

انا جئت للجنازة ليس لاسمع كلام من احد ...بل لاقوم بواجب رجل كان زوجي ل 15 عاما ...فارجوك احترمي هيبة الموقف ...ولا تتفوهي باي كلام اخر ....اضافت وداد بصوت خافت وهادىء دون ان تعدل من جلستها او ان تغير من نبرة صوتها...

نظرة اليها نظمية ....لقد تغيرت يا وداد ...ساكتفي بما قلتي ...و بقيت نظمية جالسة دون ان تنطق باي كلمة .امح الضيق ان تظهر على محياها ...وهي تحدق بوداد التي كانت تحملها وبشكل كامل مسؤولية وفاة أحمد

ماذا كانت ستعمل نظمية لو عرفت ان احمد قد اعطى وداد الفيلا والحديقة المحيطة بها ...ربما انها كانت ستحفر قبرها في تلك الجنازة...امام الجميع

ولكن انتهى كل شيء

واستقلت وداد طائرتها عائدة من حيث جاءت ودعت احمد الذي مات منذ زمن بعيد

ولكن بذكرى طيبة وباسى تغلغل في اعماقها وبقوة

اصرار.....

كانت الساعة قد تجاوزت الثامنةمساءا عندما قرع باب شقتها ذلك الضيف المسائي

نظرت والده وداد من النافذة ...

لقد كان رجلا وسيما ..طويلا ...وانيقا ...لا تنكر انه حاز على اعجابها

فتحت الباب ...

مرحبا سيدتي ....انا زميل السيدة وداد ...وجئت كي اعزيها ...واطمئن عليها فقد تغيبت عن الشركة لاكثر من شهر

دون ان تقدم الى اي اجازة ...او حتى تعتذر

اه ...قالت السيدة فاطمة

تفضل يا بني

جلس ذلك الضيف المسائي وعلق معطفه الانيق ...

صعدت السيدة فاطمة الى ابنتها واخبرتها بوصول ذلك الضيف

لقد عرفت وداد برسعة من هو ...

ماذا جاء بك يا ياسر

وبكل وقاحة تزورني في منزل عائلتي قالت وداد بهمس للسيد ياسر الذي بقي جالسا بملامحه البارده وهو يحدق بالمدفئة التي بدأت نيرانها  بالفتور شيئا فشيئا

....

انت ماذا تريدين يا وداد

انا اريدك ...وانت ماذا تريدين

تريدين ان تضلي تندبين حظك العاثر ...قال ياسر وبدت ملامح الاستياء على وجهه

انا استطيع الانجاب ...لقد وضعت بعض من نطفتي في بنك التجميد

اهذا ما تريدين...قال ياسر

انا تعبت من بعدك عني لقد فشلت كل النساء ان تحل مكانك...

نظرت اليه وداد

لا استطيع ان اقدم لك شيئا يا ياسر ....

تغيرت ملامحهما ورسم كل منهما ملامح اكثر جديه على وجهيهما عندما وضعت والده وداد الشاي على الطاولة ...

وضع ياسر علبه صغيرة على الطاولة

هذه اخر مرة ازعجك بها يا وداد ...

ايجب ان اغادر الحياة حتى تحزني على فراقي ...

دعيني اعيش بقربك ما تبقى لي من حياة ...

اريد منك ان تعطيني ذلك الشرف

اكثير علي هذا...قال ياسر وعيناه تغرورفان بالدموع ...

وغادر المنزل مسرعا

.............................................................................................................

عناد....

هو نوع من العناد .هذا ما يمكن ان يفسره اي شخص ...اعراض وداد عن ياسر .

ولكن لا احد ينكر انه شخص اناني ...

انه مصاب بالسرطان ...ولا تدري مدى استقرار وضعه ..لقد بدا شاحبا في اخر مرة رأته به.

مع ان العلم تتطور بكل شيء .

لقد كانت تحبه...

ولا زالت ...

اجل لا تستطيع ان تمنع نفسها عن حبه ...

ولكنها تخشى ان تفقده مرة اخرى...

ليس هاربا ...

بل تفقده برحيله لعالم لا رجعة منه ...

عالم الاموات...

دارت هذه الافكار في عقل وداد وهي تحمل تلك العلبة التي تركها ياسر ...

لقد كانت خاتما ماسيا فخما ...رقيقا ...وانيقا

...

لم تستطع ان تمنع نفسها من التحديق به ...كما لم تستطع ان تمنع نفسها من تجربته...

اذن ...

هذا ياسر ...اتاها صوت والدتها

لقد تغير كثيرا ...ولكن للافضل...اضافت امها

نظرت وداد الى امها ...وحدقت بالارض

اجل يا امي ...هذا ياسر الذ طالما حدثتك عنه في الماضي ...وهو نفسه الذي غادر وتركني ...

وهو نفسه الذي يعرض علي الان الزواج ...وبعد كل هذا العمر ...

نظرت اليها امها ...

الا تسمعين المثل الذي يقول .:ظل راجل ولا ظل حيطة...

اضافة الى ان ذوقه في الخواتم جميل ...دعيني ارى ...نظرت والدتها ليد وداد ...لقد كان الخاتم يليق بها جدا...

اضطربت وداد ...امي ارجوك ...هناك امور معقدة اكثر مما يبدو...

اتعرفين يا وداد...انت المعقدة وليس الامور ...قالت والدتها وهي تحمل اكواب القهوة وتغادر وهي تتحدث مع نفسها ...

ستفقدني هذه البنت عقلي ...تمتمت والدتها وهي تغادر مسرعة نحو المطبخ...

اعادت وداد الخاتم للعلبة ...

واتجهت نحو غرف ابتيها ...لقد كانتا تغطان في سبات عميق ...

تمددت وداد على سريرها وهي تحدق في هاتفها الذكي ..لقد كانت تبحث فيه عن مرض ياسر

لقد تركت لمحرك البحث جوجل المجال ..لكي يبحث لها عن امل

عن سبب يدفعها لان تبقى الى جانب ياسر

ان تعرف كم من الممكن له ان يعيش ..

Top of Form

Bottom of Form

 

 

 

 

Hodgkin's lymphoma (Hodgkin's disease)

مرض هودجكين

ما هو مرض هودجكين؟

مرض هودجكين هو نوع من السرطان ينشأ في خلايا الجهاز المناعي، تحديداً في خلايا الدم البيضاء المصممة لمحاربة العدوى وحماية الجسم من الأمراض. وهو واحد من مجموعة الأمراض السرطانية التي تسمى أمراض الأورام الليمفاوية، والنوع الآخر يسمى الورم الليمفاوي عدا هودجكن.

يتم تمييز مرض هودجكن بحسب وجود نوع من الخلايا يدعى (ريد-ستيرنبيرغ)، وهو نوعان:

مرض هودجكن الكلاسيكي (Classical Hodgkin lymphoma) غلبة الليمفاوي العقيدي (Nodular lymphocyte predominant- Hodgkin lymphoma)

ما هي أسباب مرض هودجكن؟

يتطور مرض هودجكن عندما يبدأ نوع معين من خلايا الدم البيضاء تسمى خلايا بي بالنمو بشكل غير طبيعي. هذه الخلية غير الطبيعية تسمى خلية (ريد-ستيرنبيرغ)، وهي أكبر بكثير من الخلية الطبيعية. تبدأ خلايا (ريد-ستيرنبيرغ) بالنمو والانقسام وإنتاج المزيد من الخلايا الشاذة، والتي تعمل بدورها على منع الجهاز المناعي من القيام بوظيفته في حماية الجسم، حيث أن هذه الخلايا الشاذة لا تحارب العدوى مثلما تفعل الخلايا الطبيعية.

لا يوجد هناك مسببات معروفة لحد الآن لمرض هودجكن، ولكن هناك العديد من عوامل الخطورة التي عرفت بأنها قد تزيد من خطورة الإصابة به، وهي:

الإصابة بعدوى فيروس ابشتاين بار (EBV)، وهي عدوى فيروسية شائعة تسبب مرض يسمى (mononucleosis) التاريخ العائلي (وجود أخ أو أخت أصيبوا بالمرض) العمر (بين عمر 15-19 سنة)

وجود أحد عوامل الخطورة هذه لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بمرض هودجكن.

..................................................................................................................................

لقد كان الحديث طويلا عن مرض هودجكن الذي عانى منه ياسر بالماضي ...ولكن وداد لم تفهم شيئا كثيرا

الا انه نوع ليس سيئا جدا

ايقظها من نومها صوت والدتها ...

وداد حبيبتي ...لقد تاخرت عن عملك ... قالت والدت وداد

اه يا امي ....لم استطع النوم البارحة ...اجابت وداد

لقد بدت معالم الارهاق واضحة عليها .

لقد كان في صراع شديد مع نفسها ومع قلبها

يبدو انك لم تنامي جيدا يا وداد...قالت بسمة زميتلتها بالعمل بنبرة توحي بالشماته

لم تعرها وداد اي اهتمام

هذا شيء يعنيني ...قالت وداد وهي تسكب قدحا من القهوة الساخنة علها تستطيع اعادتها الى كوكب الارض

لقد ارادت رؤية ياسر وبشدة..

ارادت ان تساله الكثير من الاسئلة ...

وتحصل على الكثير من الاجوبة ...

ولكن

يا للعجب رقم ياسر لا يرد ...

تراه هرب من عالمها كما فعل قبل اكثر من 17 عاما

تراه يتلاعب باعصابها

كيف فكرت هي ولو للحظة واحده انه لن يتركها كما فعل في الماضي

ان يخرج من باب المنزل ولا يعود

كيف وكيف وكيف

كل هذا دار في عقل وداد وهي تحمل هاتفها المحمول طالبة ياسر لاكثر من مرة

احست انها الدهر

وانها كسيرة الجناح

وان لامكا لها بالساعادة في هذا العالم

..............................................................................

وللحديث بقية

انتظروني ...

وسوم: العدد 699