أكثر ما يفيد الثورة السورية في إدلب

موقف سياسي 

لقد بات واضحا ماذا تعني ادلب وما يجاورها من المحافظات ومن فيها من كل المحافظات بما فيها دمشق للثورة السورية .

وبدأت الأقلام تجري منذ فترة جيدة متكهنة أو مأجورة أو مسكنة أو مؤجلة أو مدعية أو مرجحة رأيا أو خيارا لصالح هذا أو ذاك عن حسن نية أو سواها أو عن جهل سياسي أو عن علم لحاجة في نفس صاحبه 

ومنذ ما بعد الغوطة وقبيل ريف حمص الشمالي أجيب وأوضح وجهة نظري السياسية حول إدلب ومحيطها بأن كل الخيارات مفتوحة وأن أكثر الخيارات ترجيحا هو تصفية ما تبقى من الثورة على يد الجميع كل من موقعه وله أسبابه ومصالحه . 

وعلى الثورة في البقعة الجغرافية المذكورة أن تتخلى عن فكرة الحليف كليا ، وأن تنزع ثقتها مرحليا من الجميع ، وأن تصنع لنفسها كينونة جديدة آخذة بالاعتبار كل السلوكيات السياسية والعسكرية للدول ذات الصلة دون تصريحاتهم ، وترغمها مجتمعة أو منفردة على الاعتراف بالوضعية الثورية الراهنة . 

وهناك ثلاثة إجراءات عملية وسريعة يجب العمل عليها على المستوى المحلي : 

1 - تحييد هيئة التفاوض والائتلاف وكل ما يتبع لهما كليا عن ممارسة أي دور سياسي قيادي للثورة لأن بنية أفراد هذه التشكيلات وطبيعة علاقاتهم وطريقة تجميعهم تحول بينهم وبين العمل لصالح الثورة ومتطلباتها بغض النظر عن احكامنا على اشخاصهم سلبا أو إيجابا .

2 - تجاوز جميع الفصائل عسكريا ، وجرهم للقيام بخطوات تخدم الثورة وتوجهها العام ، واضطرارهم للابتعاد عن أيديولوجياتهم وارتهاناتهم الإقليمية والدولية ، وإسقاط وهم الدعم من عقولهم التي سيطر عليها المال والذاتية .

وعدم الثقة مطلقا بأحرار الشام وفيلق الشام بالدرجة الأولى ، على الأقل في المرحلة الحالية ، ويمكن تبيان ذلك لهم ان أرادوا ، والأصل أن يتطوعوا بأنفسهم ويفسحوا المجال أمام القيادات الثورية السورية ليشكلوا ملامح المرحلة الجديدة .

3 - وحتى تحقيق هاتين الخطوتين بدقة لا بد من الثالثة قبلهما : 

أن تقوم مجموعة ثورية سياسية تدرك طبيعة التوازنات والأوضاع الراهنة ، وأن تمارس الدور القيادي بجرأة بعيدا عن اي مكاسب أو صفات ، وان تكون لصيقة بالشعب ، متخلية عن كل معاني المناطقية ، منحازة للسورية ، وأن تأخذ حذرها .

وكل من يشكك في إمكانية الثورة وقدرتها على القيام بهكذا خطوات فليشاهد آخر ما قام به الشعب السوري وما رفعه من شعارات في يوم 31 - 8  2018-

لا يعرف معنى الحرية إلا من ذاق طعمها 

ولا يدرك حقيقة الشعب وقوته إلا من انتسب إليه وخرج من بين صفوفه .

وسوم: العدد 788