نيوم.. مستوطنة إسرائيلية على خليج العقبة

- المشروع لا يخضع للقانون السعودي وله مجلس إدارة خاص

- تحديد مساحة نيوم يتعارض مع التقسيم الجغرافي لتبوك

- ولي العهد اشترى الجزر المصرية لإقامة إسرائيل الكبرى

- دفاع ترامب عن بن سلمان فضح دوره في خدمة وحماية إسرائيل

- الخريطة تساعد في فهم الكثير من أحداث التفكيك والتدمير بالمنطقة

- بن سلمان يفرغ الأراضي السعودية كما يفعل السيسي

- ما يجري في سيناء تنفيذ عملي لـ صفقة القرن

- الصفقة حيلة لإخلاء شرق سيناء واستئصال غزة

-أبو عمار تحدث عن الخريطة محذراً من الأطماع الصهيونية التوسعية

كشف عامر عبد المنعم الكاتب والمحلل السياسي المصري، عن أن مشروع نيوم عبارة عن مستوطنة إسرائيلية على الضفة الشرقية لخليج العقبة، وان الأرض المقام عليها المشروع لها أهمية تاريخية ودينية لدى اليهود، فهي أرض مدين التي لجأ إليها سيدنا موسى هربا من فرعون، وأقام بها اليهود بعد الخروج من مصر وفقا للرواية اليهودية، موضحاً أن الهدف من الإعلان عن تخصيصها كمشروع سياحي واستثماري، هو طرد السكان السعوديين منها وتفريغها من أهلها المقيمين بها.

مساحة نيوم

كما كشف عبدالمنعم أيضا ان تحديد مساحة نيوم على النحو الوارد في الخريطة يتعارض مع التقسيم الجغرافي لإمارة تبوك، ولا يرتبط بحدود المحافظات داخل الإمارة، ويتعارض مع التضاريس والجبال وطرق المواصلات، وهذا التخطيط الجغرافي يتكامل معه قرار بن سلمان بأن تكون نيوم مستوطنة أجنبية لا تخضع للقانون السعودي، لها قانونها الخاص ومجلس إدارة من الأجانب ولن يدخلها السعوديون إلا كسائحين!.

وأكد عبدالمنعم أن هناك خريطة مهمة عن حدود إسرائيل الكبرى مستندة إلى النبوءات التوراتية، تجيب على كل الأسئلة التي كانت غامضة، وتفك الألغاز حول ما يجري في شمال السعودية وشرق مصر، وتعيد تفسير التطورات في دول المنطقة، كأراض مستهدفة لضمها للكيان الصهيوني الكبير، مبيناً أن الخريطة تحدد بوضوح الحدود التي يسعى اليهود للوصول إليها في كل الاتجاهات، ولكن حدودها مع مصر والسعودية هي التي أثارت الاندهاش، فالخطوات التي تمت خلال الأعوام الخمسة الأخيرة في محيط خليج العقبة إنما هي تنفيذ حرفي لما ورد فيها.

وشرح عبدالمنعم أن الخريطة توضح ما يجري في سيناء والشمال الغربي للسعودية، وتحل كل الألغاز، ففي الركن الجنوبي الغربي من «إسرائيل الكبرى» يجري الآن التخلص من السكان وتهيئته لتسليمه للإسرائيليين فارغا، كهدية من دون حرب؛ مشدداً على أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يلعب الدور الرئيسي؛ سواء في الجانب السعودي باسم مشروع نيوم أو في سيناء بموافقة عبد الفتاح السيسي بشراء الجزر والأراضي، وتمويل ما يعرف بصفقة القرن لإخلاء المنطقة من السكان.

وبين عبدالمنعم أن الخريطة منشورة في كتاب « A Zionist Primer « أصدرته منظمة (Young Judaea) في نيويورك عام 1917، وبه مجموعة من المقالات لرموز من الحركة الصهيونية لتثقيف الشباب اليهودي في أمريكا، وتعريفهم بتاريخهم التوراتي وأرضهم الموعودة، مشيراً إلى أن الخريطة تعتمد على النص الوارد في التوراة في سفر التكوين (15:18-21) الذي يزعم أن الله أعطى هذه الأرض لبني إسرائيل.

خريطة بن آفي

واعتبر عبدالمنعم ان الملاحظة الأهم التي تبدو من الخريطة وتفضح ما يجري أن محمد بن سلمان عندما أعلن عن المساحة المخصصة لمشروع «نيوم» جعل المحور الجنوبي متطابقا تماما مع الخط المرسوم في خريطة بن آفي، في نفس المكان وبنفس الزاوية (30 درجة) حتى يصل إلى خط العرض 28 الذي يمتد شرقا حتى خط الطول 45 درجة تقريبا ليصعد شمالا حتى السماوة على نهر الفرات.

ونوه الكاتب والمحلل السياسي المصري إلى أن الخريطة تعتبر أول خريطة معروفة المصدر عن «إسرائيل الكبرى»، حيث توضح حدود الكيان الإسرائيلي المعتمد على المزاعم التوراتية، مشيراً إلى أن الخريطة تساعد في فهم الكثير من أحداث التفكيك والتدمير بالمنطقة، وتلفت الانتباه إلى المصلحة الصهيونية في التطهير العرقي وقتل السكان وتهجيرهم في غرب الفرات، في العراق وسوريا، وتفضح ما يقوم به بعض الحكام العرب الذين أصبحوا أدوات هدم لأوطانهم لصالح حلم أبناء صهيون.

صفقة القرن

وفي المقابل وصف عبدالمنعم ما يجري في سيناء بأنه التنفيذ العملي لصفقة القرن والذي يتم بشكل متسارع، ففي الشمال يتم إخلاء المنطقة من رفح وحتى العريش لنقل سكان غزة إليها لإقامة ما يسمى «غزة الكبرى» - حسب الأوهام الصهيونية- لافتاً إلى أن صفقة القرن مجرد حيلة لإخلاء شرق سيناء وأيضا الحصول على موافقة العرب لاستئصال غزة حسب التخطيط الصهيوني.

وتابع عبدالمنعم ان بن سلمان استولى في جنوب سيناء على تيران وصنافير بالمال السعودي، واشترى المساحات العامرة على الضفة الغربية لخليج العقبة وشرم الشيخ (ألف كم2) لضمها لـ «نيوم» لإبعاد المصريين منها، مبيناً أن المثلث الجنوبي أسفل خط عرض 29 خالٍ تقريبا من السكان بسبب سياسات حكومية خاطئة منذ خروج القوات الإسرائيلية بعد كامب ديفيد، حيث صدرت قرارات مشبوهة بتحويل معظم جنوب سيناء إلى محميات طبيعية، الأمر الذي ترتب عليه منع وجود أي كثافة سكانية دائمة، والاكتفاء بوجود سكاني مؤقت مرتبط بالسياحة الموسمية، وجعل مجموعة قليلة من الرهبان اليونانيين في دير سانت كاترين يسيطرون على معظم المنطقة الجنوبية.

clip_image001_15266.png

الأطماع الصهيونية التوسعية

وواضح أن قادة الحركة الصهيونية الذين تحدثوا عن ضم الأرض من النيل إلى الفرات كانت دوافعهم استراتيجية أبعد من النصوص التوراتية، ومن المرجح أنهم يتحدثون عن مراحل، مؤكداً أن ما يقوي هذا الاحتمال أن الخريطة التي رسمت على العملة المعدنية الإسرائيلية (10 أغورة) التي صدرت في الثمانينات، وعليها الشمعدان السباعي وخلفه خريطة محفورة تتفق مع الخريطة التي نتحدث عنها في الجزء المتعلق بسيناء، ولكنها تحيط بثلث أرض الحرمين وثلثي العراق ونصف سوريا وكل الأردن ولبنان وفلسطين، وقد تحدث عنها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مجلس الأمن عام 1990 للتحذير من الأطماع التوسعية ولكن الصهاينة أنكروا الخريطة وزعموا أن المرسوم على العملة مستنسخ من عملة قديمة قبل الميلاد!.

ورأى عبدالمنعم أن إصرار الرئيس الأمريكي على الدفاع عن ولي العهد السعودي فضح الدور الذي يقوم به لخدمة وحماية «إسرائيل»، لافتاً إلى أن قول ترامب أنه «لولا السعودية لكانت إسرائيل في ورطة» يكشف الدور السعودي وخيانة القضية الرئيسية للعرب والمسلمين، إلا أن الجريمة الأخطر التي يرتكبها محمد بن سلمان ومن أجلها يسعون لتبرئته هي تسليم شمال غرب المملكة ومعظم سيناء للإسرائيليين، والتي تشابه في خطورتها وعد بلفور.

وسوم: العدد 803