ذكرى رحيل فارس عربي

قبل ان ابدا مقالتي المتواضعه والتي لن توفي الفارس حقه لنقرأ الفاتحه على روح الشهيد صدام حسين  والتي انتقلت الى بارئها وهي تحمل طهر الشهادة والتضحية والاباء 

*******

اعزائي القراء 

في فجر يوم عيد الأضحى المبارك  الموافق 30 كانون الأول/ديسمبر 2006. 

رحل بطل فذ من ابطالنا ، في مشهد مؤثر  تابعه  الشارع العربي والإسلامي بالدموع... دموع  تنطق بمعاني الالم ممزوجة بشعور الغدر من حكام عرب لعبوا ادوارهم الخيانية المرسومة لهم ، مكتفين بإصدار بيانات إدانة خجولة، من باب المداهنة السياسية.

رحل بطل عربي مسلم بينما كان مئات الآلاف من الحجاج  يؤدون المناسك في مكة المكرمة في اقذر عملية حقد يذكرها التاريخ. 

 ففي ذلك الصباح كانت بغداد على موعد مؤلم، ودعها صدام قبيل مطلع الفجر، وهو يرتدي معطفه الأسود، لم تبك بغداد وحدها، بكت كل مدنها، وبكت معها دمشق وكل عواصم العرب وعواصم الدول الاسلامية . كان صدام ينظر النظرة الأخيرة نحو بغداد، المدينة التي دافع عنها كدفاع المعتصم عن صبية عربية مثلت يومها الكرامة العربية  دافع عنها صدام  لثلاثة عقود من الزمن، تأملها بنظرات ثاقبة، من داخل مروحية امريكية، واستمد منها شموخا وكبرياء، تجلى في غرفة الإعدام، لحظة اعتلائه منصة الاعدام.  

رحل الشهيد صامداً ولايزال اسمه حاضراً يتذكره العرب  عند كل انتكاسة تصيب اوطانهم وما اكثر انتكاسات العرب من بعده . يتذكره الناس كرجل أصيل لديه من الشجاعة والنخوة ما لا يمتلكه زعماء العرب ، وفي هذا السياق قال الحسن الثاني ملك المغرب الراحل: "عندما كان يتحدث صدام في القمة، كنا نصمت كأن على رؤوسنا الطير"! .

امتلك الشهيد صدام إرادة صلبة لا تقبل الخضوع، واستعدادا للمواجهة ، كان لديه كم هائل من عناد الكرامة العربية  وعدم الخنوع، ولعل هذا كان سببا كافيا للإطاحة به.

كنت اشعر بالفخر عندما كان العراق  يطلق صواريخه على تل أبيب، فتطرب لها قلوب الجماهير من المحيط إلى الخليج، وكيف أصبح العراق بعد سنوات من تسليمه لإيران، يغرد خارج السرب، ويتغنى بحركة الخميني التي حضر لها الغرب من اجل تدمير الامة العربية 

 من الصعب فرز الذاكرة واستحضار المواقف النبيلة في زمن يتصدره الخزي والعار، وكم هو مؤلم أن تصاب الأمة بالقنوط وتعجز عن صناعة قادة جدد بدلا من العودة لمخزون الذكريات والملاحم البطولية، تلك الذكريات التي أصبحت ذكرى نحتفي بها كل عام، بعد أن عجزنا عن صناعتها لنحتفي بها على أرض الواقع وفي الزمن الحاضر، وهذا ما يجعل شخصية صدام حسين حاضرة بقوة في المشهد العربي والإسلامي المتآكل، كشخصية عصية على النسيان، في زمن المراهقة السياسية وتجارة الضمائر.

ايها البطل الشهيد 

وطني سوريا مدين لك ايها البطل  فلقد حميت رجالها في وقت كانت زبانية الاسد تلاحق المخلصين لتخفيهم من الوجود ، وأمنت لهم الكرامة في وطنك .. والاقامة العزيزة في بلدك .. والدراسة المجانية في جامعاتك، حيث  كان اولادنا بالآلاف  يتابعون تحصيلهم في وطنهم الثاني العراق في ايام الشدة ، وما اكثر ايام الشدة في سوريا منذ ان استولى عليها الاسد بمؤامرة صهيونية كبيرة ..وكانت ابنة اخي الدكتور الجراح حسان احدى خريجات جامعاتك في ثمانينات القرن الماضي  دون ان ترهقها بقسط او تدفع ثمناً لمرجع دراسي  فتخرجت طبيبة شقت طريق النجاح مع الالاف بفضلك وغيرتك و شهامتك العربية.

ايها الشهيد البطل 

لقد كنت رجلاً عندما عزت الرجال 

وكنت فارساً عندما ترجل بقية الرجال عن خيولهم 

وكنت سياج الامة يوم كان الغزو الطائفي يحضر لابتلاع امتنا من شرق العراق .

تحية لروحك ولطهارتك ووطنيتك وايمانك  وشهامتك وكرمك في زمن  تخلى الرجال عن كل شيء حتى عن رجولتهم 

وسوم: العدد 805