شاميات 815

تظاهرة أهل درعا

تظاهرة أهل درعا -أمس- رفضا لعودة الأصنام، وتحكم النظام؛ تتجاوز حجمها بكثير.. لقد هدمت بجرأتها الدعاية التي تصور السوريين مجرد صدى لما يقوله حاكمهم، وأثبتت بتوقيتها أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء.. وجددت العزم على ترقب النصر والسعي إليه مهما طال الزمن. 

****************************

من صفات الطغاة المجرمين؛ ظنُهم أنهم محط إعجاب الناس فيما يفعلون؛ لدرجة الانفصال عن الواقع أحيانا. اعتبارُ علي خامنئي أن "إيران اليوم هي محط أنظار العالم الإسلامي.. وأن أفئدة الشعوب العربية والإسلامية تتجه إليها" (8/3) لا يخرج عن هذا الإطار.

****************************

يحق للجزائريين أن يفرحوا بتراجع العصابة الحاكمة عن "العهدة الخامسة"؛ لكن الكلمة المنسوبة لبوتفليقه يجب أن تبقيهم في الشوارع: 

1- "طرحوا" -نقلا عنه- الترشح للعهدة الخامسة، على أن تجري انتخابات مبكرة بعد سنة؛ والآن "قرأوا" رسالته الثانية وفيها تمديد للعهدة الرابعة سنة؛ تجري بعدها الانتخابات. تغير الشكل؛ لكن النتيجة في كلا الطرحين واحدة. 

2- في رسالته الثانية؛ قوله: "لم أكن أنوي الترشح قط"؛ ما يعني أن إرادة الرئيس كانت مغتصبة؛ وإلا كيف جُمعت التواقيع، وكيف قدّم مدير حملته الانتخابية؛ عبد الغني زعلان، أوراق ترشحه رسمياً، ولماذا تظاهر الناس أصلاً، ما دامت نية الرئيس أن لا يترشح؟! 

رسائل الرئيس المغيّب تعني؛ أن عصابةً نقلت الجزائر إلى عصور غابرة في شكل الحكم. 

****************************

يعاني "حزب الله" من أزمة مالية؛ ناتجة عن العقوبات القاسية على إيران، وتقييد حركة الأموال في أمريكا اللاتينية (فنزويلا- البرازيل....)، وتعاظم أعباء تدخله في سوريا (رواتب- جرحى- معاقون..)، والعقوبات المالية على الحزب نفسه، وتوجه عدد من الدول الأوربية لتصنيفه على قائمة الإرهاب. لمواجهة ذلك؛ قلّص الحزب رواتب منتسبيه، ودفع لبعضهم أنصافها، واستغنى عن عملائه في الداخل السوري، وخفض وجوده العسكري في سوريا، واتخذ قراراً استراتيجياً بالانخراط بقوة في الدولة، والاحتماء بالحكومة ورئيسها، والاستفادة من مكاسبها (تقاسم الوظائف مع "أمل" خلافا لتساهله السابق مع شريكه الشيعي).

في 25/8/2018 لجأ نصر الله إلى المكابرة؛ مؤكداً أن "لا أثر ماليا للعقوبات الأمريكية- السعودية على الحزب، ونحن ليس لدينا أرصدة أو تعاملات مصرفية"، لكنه عاد ليقر في 8/3/2019 بتأثير العقوبات، وتالياً الأزمة: "نواجه بعض الصعوبات المالية نتيجة هذه الإجراءات وهذه العقوبات..، والأمريكيون متشددون، ويتابعون بالتفصيل الممل..المقاومة اليوم بحاجة إلى تفعيل هيئة الدعم بقوة، كما كان عليه الحال قبل العام 2000، لأننا اليوم في قلب معركة مالية". 

وإلى جانب الأزمة المالية؛ أزمة تصريف شعارات؛ يدرك الحزب أنها أصعب عليه من الحروب العسكرية؛ لأن شعار "محاربة الفساد"؛ يجعل الحزب في مواجهة؛ خصومه، وحلفائه، والحزب نفسه، وما قصة الـ 11 مليار الضائعة من موازنات الدولة منذ 26 سنة (1993-2017) إلا قنبلة دخانية، ونقل للنقاش إلى مكان آخر.  

وسوم: العدد 815