عصيد يستهدف المنظومة التربوية المغربية لأنها تصنع المسلمين

لا يمر أسبوع أو أقل من أسبوع دون أن يفسح موقع هسبريس للعلماني عصيد على صفحاته لينشر مقالاته الطافحة بالحقد على كل ما له علاقة بالإسلام وبالمسلمين . ونصيب الإسلام من حقده هذا الأسبوع هو مقال  للمدعو محمد الراجي نشر  على الصفحة الرئيسية للموقع  تحت عنوان : " النظام التربوي المغربي يصنع المسلمين بالعنف والترهيب " ، وهو عبارة عن وصف لما جاء في محاضرة لعصيد نشرها منتدى الحداثة والديمقراطية . وفيما يلي بعض ما جاء فيه :

(قال الباحث والناشط الحقوقي أحمد عصيد إن تمثل المغاربة لحرية الضمير والمعتقد يتأسس على مبدأ أن "الإنسان مؤمن بالفطرة، لذلك يعتبرون غير المؤمنين أو كل من غيّر دينه خارج الطبيعة الإنسانية"، معتبرا أن هذا التمثل "خاطئ لأن الدين يدخل ضمن المجال الذي يعود فيه الاختيار الحرّ للإنسان

واعتبر عصيد في محاضرة بثها منتدى الحداثة والديمقراطية، مساء الخميس، أن هذا التمثل السائد في المجتمع تكرّسه الدولة من خلال المنظومة التربوية، ذاهبا إلى القول إن المدرسة المغربية "تعمل على صناعة المسلمين بالقوة (بزّز)، وبالعنف والترهيب والتخويف، عبر ما يتمّ تدريسه في المادة الدينية"، على حد تعبيره

وأضاف رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات أن "المادة الدينية هي المؤطر للنظام التربوي، بقرار من السلطة التي زرعت منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي كمية كبيرة من التدين داخل النظام التربوي من أجل مواجهة اليسار الراديكالي والإصلاحي، والثورة الخمينية الشيعية في إيران.

عصيد عبّر عن رفضه أن يُختزل مفهوم حرية الضمير والمعتقد لدى النخب والأوساط المنفتحة من الجمهور في "أن يكون لك الحق في هذا الدين أو ذاك دون تصوُّر أن يعيش الإنسان خارج نطاق الدين"، وزاد موضحا: "حرية المعتقد والضمير تعني أيضا ألّا تكون لك عقيدة، أو أن تَعتبر الديانات الموجودة غير صحيحة أو فيها أخطاء

ودافع الناشط الحقوقي المثير للجدل عن "حق كل مواطن في أن يعتنق الدين أو أن يكون لا دينيا"، مبرزا أن "ما رسّخ فكرة وجوب أن يكون الإنسان متدينا في وعي المجتمع المغربي هو الفكر الفقهي الإسلامي انطلاقا من مفهوم الفطرة التي يولد عليها الإنسان

كما قال المتحدث ذاته إن هناك خلطا بين منظور القرآن لحرية المعتقد وبين منظور المرجعية الدولية لحقوق الإنسان لهذا المفهوم، وزاد موضحا: "حرية المعتقد في المرجعية الدولية لحقوق الإنسان تعني أن من حق الإنسان أن يؤمن أو ألا يؤمن، بينما يعني هذا الفهوم وفق المنظور الإسلامي أنّ غير المؤمن شخص ضالّ، وهذا ما أدّى إلى المفاضلة بين المؤمنين وغير المؤمنين

وذهب عصيد إلى القول إن أحكام أهل الذمة، التي كانت تؤطر علاقة المسلمين باليهود والنصارى، "أحكام عنصرية لأنها تضع غير المسلمين في الدرجة الثانية، وهذا مخالف لمنظومة حقوق الإنسان التي تعتبر المؤمن وغير المؤمن متساويين في الحقوق والواجبات، وأن المعتقد اختيار حر)

وكتعقيب على ما جاء في هذا المقال نقلا عما جاء في محاضرة عصيد نقول :

إن المقصود بتهجمه هو الإسلام ،وليس المنظومة التربوية المغربية ذلك أن يعترض على دلالة نصوص من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف .

أما النص القرآني الذي يصرح بأن الإنسان يولد على الفطرة فهو قول الله تعالى : ((  فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون))

وأما نص الحديث فهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم :

" ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء "

إن مشكل عصيد مع هذين النصيين وليس مع المنظومة التربوية التي لا تملك أن تغير منهما شيئا ،وما ينبغي لها ذلك ، وما تستطيع كما يظن واهما أو آملا ذلك في يوم من الأيام حين تصير أمور البلاد بيد أمثاله من العلمانيين الذين يجعلون منظومة حقوق الإنسان الوضعية فوق شرع الله عز وجل . والمنظومة التربية لا تصنع المسلمين بل هم صناعة إلهية لا يقدر عليها إلا رب العزة جل جلاله.

والذي أغاظ عصيد هو أن شرع الله عز وجل يفاضل بين مؤمن ظل على الفطرة التي خلقه الله عز وجل عليها ،وبين منحرف عنها إما بفعل تدخل والديه وهو طفل أو من تلقاء نفسه وهو راشد ، فصاحبنا يريد أن يجعل المؤمن كغير المؤمن سواء . فإذا كانت منظومة حقوق الإنسان الوضعية العلمانية ترى أنهما سواء ، ويرى أصحابها أو يعتقدون أن ذلك من حقهم ، فإن شرع الله عز وجل لا يراهما كذلك، ومن حقه  المؤمنون به  أن  يروا أو يعتقدوا ذلك . فالله تعالى يقول في محكم التنزيل : (( إن للمتقين عند ربهم جنّات النعيم أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون )) .

ولا ندري لماذا يريد عصيد منع المسلمين من اعتبار أنفسهم خيرا من غيرهم مع أن غيرهم يرون أنفسهم أيضا خيرا منهم ؟ ألا يرى هو نفسه بتوجهه العلماني خيرا ممن لهم توجه إسلامي ؟ بل أكثر من ذلك يسخر منهم ،ويحط من شأنهم علوا واستكبارا .

إن عصيد من تلك الكثرة التي ذكر الله عز وجل أنها  تجهل أو لا تعلم بأنه لا تبديل لخلقه سبحانه وتعالى عن الفطرة التي فطرهم عليها ،وهي فطرة الإسلام .

ولو أن المنظومة التربوية عطلت القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة جملة وتفصيلا  لظل المغاربة يولدون على الفطرة لأنه سبق لمنظومات تربوية في بلاد الإلحاد تعطيل نصوص القرآن و السنة لأن أنظمتها كانت ولا زالت تحاربهما، ومع ذلك لم يغير ذلك شيئا من فطرة شعوبها التي عادت إلى التصريح بإسلامها بعدما كانت تخفيه لعقود من السنين تحت ضغط الأنظمة الملحدة وخوفا من بطشها واستبدادها .

وأخيرا نقول إن عصيد يرى في التشنج  العلماني للرئيس الفرنسي ضد الإسلام فرصة سانحة لنقل عدوى تشنجه إلى بلادنا و لكنه هو وأمثاله من العلمانيين واهمون كل الوهم في ذلك. 

وسوم: العدد 906