فواجع ومواجع

- داء ثورة تونس الخطير !: 

تعتبر ثورة تونس هي الثورة الرائدة ..ونتيجة لنجاحها تفجرت ثورات الربيع العربي في مواقع أخرى كثيرة .. وحصل ما حصل .وأخذ آخرون يعدون احتياطات ويبذلون جهودا[ شيطانية] حتى لا يجرفهم سيل التغيير .. وحاولوا الوقوف في وجه التيار الدافق .. ونجحوا – جزئيا ومؤقتا- في تأخير وصوله إليهم .. بمحاولة وضع العراقيل في سبيله ..أو حرفه عن مساره ..أو إيقافه ..أو قلب نتائجه –ولو وهميا-!..فحصل ما حصل من فوضى وفشل مؤقت..! 

... واعتبر المراقبون الثورة التونسية هي الناجحة ..وحصل فيها ما رأينا بدون عنف ولا سفك دماء! 

ولكن الثورة التونسية الرائدة ...كانت منقوصة ..وتفتقر لبعض عناصر الثورات الشعبية الحقيقية التي تنتج التغيير الجوهري.. 

 فكانت [ثورة على دخن] ودخنها من [ جراثيم العهد البائد]..  

حيث أن من بديهيات ثورات الشعوب القائمة ضد أوضاع فاسدة جائرة .. ان تبقى نظيفة من كل[ أوضارالعهد البائد] فلا تسمح لأجهزته ولا لأحزابه ولا لفاسديه وانتهازييه [ بتلويث الثورة النقية الشعبية ! 

..ونحن نتساءل: أين كل الأجهزة الفاسدة والقمعية والإجرامية التي استخدمها العهد البائد أو العهود البائدة .. في قمع وتعذيب وقتل وإهانة الشعب التونسي وإرهابه؟ 

كم واحدا من [مجرمي وأدوات العهد البائد] حوكم أوعوقب؟ 

ملاحظة: الحزب الحر الدستوري أصلا من تأليف المجاهد التونسي الكبير ( محيي الدين القليبي) رحمه الله..وانقلب عليه رفيقه [ الحبيب بورقيبة] بتآمر مع المخابرات الاجنبية وانفصل عنه وأضاف لاسم حزبه وصف [ الجديد] وظل يوصف حزب القليبي الأصيل [بالقديم] ..وقاومه بورقيبة والفرنسيون ؛حتى رحل الفليبي ومات غريبا في دمشق رحمه الله      

..من بديهيات الثورات الشعبية ..[ عزل العناصر الفاسدة والبائدة ] وعدم السماح لها بأي مشاركة في السياسة والنشاط العام ..لمدة 10 سنوات على الأقل ..حتى تتطهر وتثبت توبتها ونقاءها من أوضار العهد الفاسد البائد..وإلا فإنها ستتحول إلى اداة إفساد وتخريب للثورة وحرفها وتعويقها وتشويهها ..كما رأينا ونرى.. فقد برزت شخصيات من العهد البائد لدرجة تولي رئاسة الجمهورية   [ كالسبسي] .. وتكوين نفس الحزب الفاسد الخائن الذي ترأسه شخصية مشبوهة ..فرأينا خلفاء وحلفاء [بنعلي وبورقيبة] في المجالس والمناصب والمراتب .. بدلا من أن يكونوا في موضعهم الطبيعي [ في السجون]! والمنافي 

ولعل معظم ما يحصل من عقبات وعثرات هو من تدبير ومشاركة أمثال تلك [الجيوب الفاسدة] من مخلفات العهود البائدة ..والتي بالتأكيد لها صلات قوية ومنظمة وإمدادات هائلة مع ومن قوى الثورة المضادة الخارجية – المعروفة - .. والتي تديرها الصهيونية –صراحة –أو من وراء ستار!! 

وللتأكيد والتوضيح ..فقد سمعنا ورأينا الصهيوني الإرهابي [ إيدي كوهين  -مستشار  النتن ياهو- رئيس حكومتهم] يؤيد ويشجع المظاهر االتخريبية الأخيرة في تونس...ويصفق لها ويهلل!! 

وفي هذا كفاية لمن كان له عقل ..أو قلب ..أو ألقى السمع وهو شهيد!   

  • - المكاسب الترمبية لدولة اليهود لا يستطيع أي رئيس التراجع عنها!: 

مساكين أؤلئك الذين يهتمون بأمريكا وانتخاباتها أكثر من انتخاباتهم –مع الفارق الهائل- وينتظرون تغير الرئاسة الأمريكية معلقين آمالا أو انتكاسات في مساراتهم..كأنهم في ولايات أمريكية – مع نفس الفارق أيضا -! 

من ناحية القضية الفلسطينية فلن يكون هنالك تغيير كبير.. 

ذلك أن المكاسب التي حشدها [الغابر ترمب] لدولة اليهود..كالقدس والجولان والمستوطنات والتطبيعات وإطلاق جواسيسها ..وترئيسها على ناتو عربي في مواجهة إيران ..إلخ.. لن يجرؤ رئيس آخر على تغييره .؟.أيا كان .. 

فالمكاسب اليهودية مضمونة ولا رجعة عنها!! 

إذن ماذا يبقى للمنتظرين؟.. المفاوضات .. فليشبعوا منها وليدوروا في متاهاتها - كحمار الر حى- ..عشرات السنين الأخرى بعد أن داروا في دوامتها نحو20 عاما ..ثم انتهوا حيث بدأوا بلا شيء [ كتيه اليهود في سيناء]!! 

..علما بأنهم غاضبون لتوقفهم- ولو مؤقتا عند النهر ..فهم يعتبرون هذا الوضع غير طبيعي .. فكما يعتبرون فلسطين [إسرائيل الغربية]..كذلك يعتبرون شرق الأردن [إسرائيل الشرقية]! 

ومن أهم مأثوراتهم[لنهر الأردن ضفتان ..الغربية لنا وكذلك الشرقية لنا]!!  

فهل عرفتم ماذا يبيتون؟! 

  • - ألا يكفي إيران كل هذه الفرص للرد والانتقام؟ [اللطمات الصهيونية المتكررة والموجعة والمهينة]؟

فمتى يأتي الرد الإيراني ..أوليست الضربات اليهودية الموجعة للقوات الإيرانية في سوريا ..[ شبه الأسبوعية أو اليومية ] وعلى طول الأرض السورية وعرضها ..وقتل الكثير من جنودها وأتباعها ..ألا يكفي ذلك فرصة للرد الإيراني والانتقام لقتلاها؟.. 

فمتى تنتقم ..إن لم تستغل هذه الظروف ..ولها الحق عسكريا ودوليا في ذلك لأن الباديء أظلم ..وهي ترد على ضربات ولا تبتدؤها!! 

أم أنها انتقلت إليها عدوى النظام النصيري[ من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الخد الأسر]! ومن ضربك في الجنوب فرحب بضرباته في الشمال؟!! 

  • - ماذا تدبر أمريكا من خراب مستقبلي ؟!: 

من أواخر [ جرائم الخنزير الأحمر ترمب ضد العرب والمسلمين] دمج الدولة اليهودية في القيادة الأمريكية الوسطى [ سنتكوم] في الخليج [ لتتشيخ] على الشيوخ – وتتأمر على الأمراء..إلخ..وترث قواعد أمريكا ومهماتها في حماية المصالح الأمريكية ..وعلى رأسها [الكيان اليهودي في فلسطين وما حولها]! والمحافظة على تخلف المنطقة وتمزقها ونزفها....وبذلك يضرب أكثرمن [غراب] بحجر واحد.. يسحب جند أمريكا  أو معظمهم- ليضمن سلامتهم ويورط بعض الأعراب في التبعية للدولة اليهودية في مواجهة إيران – فيخسروا دينهم ودنياهم مرتين!.. 

علما بأن جماهير الشعوب العربية والإسلامية ..ضد العدوان الصهيوني وأدواته ومشروعاته ..أيا كانت..وتقف مع أية جهة تضاد وتناقض ذلك العدوان ..ولو كانت الشيطان!! وبالتأكيد : الشيطان لا يقف ضد نفسه! 

 وقد نطق شاعر منهم بضميرهم:  

( كل بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة!..حطموها على قحف أصحابها!) 

..وإذا وقع صراع أو قتال ..فهو أمريكي ولكن بجثث ومصالح عربية وفارسية وربما بعض اليهودية! وحين تقع الواقعة ستكون الهجرة المعاكسة من الشرق إلى الغرب والشمال .. فليُعِدّ ( الواعون) أنفسهم من الآن ..ويجهزوا لهم مواقع هنا قبل أن يخرجوا لاجئين لا يملكون إلا ملابسهم التي على أجسادهم- إن بقيت لهم.. 

لينظروا وليعتبروا بما يحصل للمساكين السوريين في مخيماتهم شمال سوريا من مصائب وكوارث مركبة ومتعددة .. كان الله في عونهم وعوننا وعون الجميع! 

والله المستعان ..ولا حول ولا قوة إلا بالله ..ولا غالب إلا الله! 

وسوم: العدد 912