كيف نتعامل مع المجاهدين الجزائريين؟

 

  1. التقى صاحب الأسطر منذ يومين بأستاذ جامعي مهتم بالتّاريخ، والتّاريخ الجزائري. وبينما نحن نرتشف فنجان قهوة وفنجان زنجبيل راح يفرغ غضبه على المجاهدين لأسباب أراها شخصية ويراها عكس ذلك.
  2. تدخل صاحب الأسطرعلى إثرها باعتباره الصّديق، والمثقف الذي أرتاح كثيرا لتدخلاته وآخذ منه في بعض نقاط، فقال صاحب الأسطر:
  3. لاداعي للدخول مع المجاهدين في مجال النقد، فهم لايقبلون النقد من أحد.
  4. عليك أن تعي أنّ نسبة كبيرة جدّا من المجاهدين لم تقرأ، ولم تكتب.
  5. المجاهدين الآن كلّهم بلغوا من الكبر عتيا، وحالاتهم الصحية متدهورة وضعيفة، ولم تعد لهم القدرة على الأخذ والردّ. فلا داعي إذن الدخول معهم في نقاش عنيف غير مستعدين من النّاحية الصحية للدخوض فيه.
  6. المجاهد الذي أمامك –الآن- وقد تجاوز 70 و 80 غير المجاهد الذي فجّر الثورة الجزائرية وواجه أقوى دولة أطلسية محتلة وهو يومها في 20 من عمره.
  7. ذاكرة المجاهد -الآن- وقد بلغ من الكبر عتيا لاتسمح له باستحضار كلّ صغيرة وكبيرة.
  8. أعرف بعض المجاهدين يستحضرون بعض الوقائع بطريقة جيّدة ويرفضون عمدا -أقول عمدا- ذكرها، ونشرها ولكلّ أسبابه، وقد ذكرنا هذه النقطة في الكثير من مقالاتنا، ومناشيرنا عبر صفحتنا.
  9. لم يملك المجاهد وهو في عزّ شبابة ملكة الكتابة، وكتابة المذكرات. كيف يملكها الآن وقد ضعفت ذاكرته، وضعف بصره، وأصيب بأمراض عدّة، وأصبح عاجزا عن المشي والسهر والحديث؟.
  10. المطلوب، التقرّب من المجاهد اليوم قبل الغد والإنصات له، وتدوين مايذكره، وعرض المعلومات عليه التي بين يدي المتتبّع ليقوم بتصحيحها، أو ردّها من جهته.
  11. يقول لي الأستاذ الجامعي: لكن هناك تضارب شديد ورهيب بين شهادات المجاهدين؟ أجيب: مهمتك جمع الشهادات في أسرع وقت ومن صناعها وأصحابها. وبعدها قارن، وخذ، ورد، ورجّح.
  12. اسأل الصّحة والعافية وحسن الخاتمة للمجاهدين.
  13. انقل عنهم مايرفع الهمم ويعين الفرد، والجزائر، والعرب، والمسلمين.
  14. لاتتنكّر لفضلهم، وأسبقيتهم، وجهادهم.
  15. لايعنيك في شيء ماحدث ويحدث بين المجاهدين، وقادة الثورة الجزائرية من اختلافات فهذا أمر له ظروفه، وأسبابه.
  16. حاول أن تستفيد من العلاقات الوثيقة، والتعاون، والتضحية ، ونكران الذات فيما بين المجاهدين وقادة الثورة الجزائرية ونشرها داخل المجتمع.

وسوم: العدد 932