هل سألنا انفسنا السؤال التالي

لماذا تتراكض امريكا الى الاجتماع مع طالبان رغم ان طالبان كانت توصف بمنظمة ارهابية على

 مدار ٢٠ عاماً  ، فماذا تغير اليوم ؟

لا اتكلم عن منهج طالبان فلم اناقشه وليس هو موضوعنا . الموضوع هو بقاء طالبان المنظمة الوحيدة على الارض الافغانية لعشرات السنوات رغم نصب شرك الارهاب لها لتذويبها وإنهائها.

الجواب على هذا السؤال هو التالي :

لاشك ان امريكا وعلى مدار عشرين عاماً كانت تسعى وبلا انقطاع لخلق عشرات المنظمات العميلة  لها اتزاحم طالبان وتزايد عليها  ، وايران كانت تحاول خلق عشرات المنظمات  كطالبان لتلطم الصدور وترميها في افغانستان لاضعاف طالبان ،  وبذلك يصبح على الساحة الافغانية اكثر من عشرات المنظمات المسلحة من كل صنف ونوع وعلم مرفوع على قطع ارض محتلة . كل منظمة تتبع دولة وكل دولة تريد رأس طالبان وتفتيت افغانستان  ، فتختلف هذه المنظمات مع بعضها من اجل تحقيق المكاسب والاستحواذ على الارض وكنوز الارض وبناء مزارات شيعية بوضع عدة احجار فوق بعضها ايذاناً باستملاكها . فينسون تحرير الوطن، فتحرير الوطن هو اخر اهتماماتهمً  وتربح امريكا ويربح النظام الافغاني .

اليس هذا ما حصل في سوريا عندما بدات ثورتنا المسلحة بالجيش الحر  ليحقق الانتصارات بالبداية لتتدخل دولاً غربية وعربية لصناعة عشرات من المنظمات المسلحة لينتهي الامر الى الصراع فيما بينها او الانسحاب من الثورة  ليصبح بعضها جزءا من النظام الروسي او الاسدي .

لقد كان وعي طالبان  متميزاً فلم تتمكن  حكومة كابل الامريكية  من اختراقها وعجز الامريكان وملالي طهران من صناعة منظمات عميلة لها . وبقيت طالبان محافظة على وحدتها وقيادتها . فلم يجد الامريكان بد سوى ان يجلسوا معها على طاولة المفاوضات   ولتذهب  قائمة الارهاب الامريكية الى الجحيم .

هذا هو الجواب .

فمتى تفهم منظماتنا العسكرية الدرس الاول في التنظيم العسكري الواحد والقيادة الوطنية الواحدة.

متى؟

وسوم: العدد 933