على كل حزب يعول في حملته الانتخابية على الخوض في عيوب غيره ألا ينسى بأن له عيوبا ولغيره لسانا

جرت العادة عند أحزابنا السياسية حين تكون على  موعد قريب من خوض الانتخابات بنوعيها الجماعية والبرلمانية أن يستهدف بعضها بعضا في عملية نشر الغسيل كما يقال عوض استعراض برامجها الواقعية والممكنة التحقق عوض البرامج المريخية التي تندرج ضمن ما يستحيل من المستحيلات .

ومشكل هذه الأحزاب أنها تجتهد في استعراض عيوب بعضها البعض ناسية أو متناسية عيوبها مع أنها سواسية في العيوب حسب ما مر من تجارب منذ أول انتخابات جرت في بلادنا بعد جلاء الاحتلالين البغيضين الفرنسي والاسباني عنها.

ويا ليت هذه الأحزاب تأخذ بنصيحة الإمام الشافعي رحمه الله تعالى الذي يقول فيها شعرا :

إن الخطاب الديمغوجي الذي دأبت الأحزاب السياسية على اعتماده من أجل تحقيق الفوز في الانتخابات  لم يعد يجدي نفعا لأن الشعب المغربي قد قطع وعيه أشواطا بعيدة في التطور ، ولم تعد مغازلة مشاعره أمرا سهلا كما كانت في الماضي ، لهذا على كل حزب يحترم نفسه ، ويحترم الشعب أن يكون صادقا معه ومع نفسه ، فيتنكب عادة التعرض لعيوب غيره ناسيا أو متناسيا عيوبه . ولا سبيل إلى ذلك سوى التفكير الجاد في تقديم برامجه الواقعية بعيدا عن كل مزايدة سياسوية أو حزبوية ، فرب برنامج بسيط وواقعي ، وقابل للتنفيذ خير من برامج خيالية ووهمية وسرابية .

وأول خطوة يخطوها كل حزب في الطريق الصحيح هو اختيار من يمثله من ذوي الكفاءات والأخلاق و النظافة والنزاهة لأنه دون ذلك إنما يغامر بسمعته التي لا يمكن أن تعوض إذا ما افتقدها .

وثانية الخطوات هي ألا ينسى بأن ثقة الشعب  عبارة عن عملة صعبة ، وأنها هي رأس المال الذي  يجب الرهان عليه قبل كل شيء ، وأن ما سواه مما يسوق إعلاميا إنما هو تهريج لا  يسمن ولا يغني من جوع كما يقال.

وأخيرا نأمل أن تأخذ الأحزاب السياسية بهذا النصح ، والله من وراء القصد .  

وسوم: العدد 935