ما فائد القمة العربية الطارئة حول غزة إن لم تكن قراراتها حازمة رادعة وتحذيراً بلغة شديدة اللهجة إلى أمريكا والدول الغربية ؟

الحزب الشيوعي العراقي

ماذا يجري في العالم؟ هل نحن أمام تحريض وتنفيذ لإبادة شعب بالكامل؟

هل الحرب ضد فلسطين العربية هي حلقة غير معلنة من الحرب الصليبية للغرب ضد العالم العربي والإسلامي؟ قد يبدو السؤال غريباً في القرن الواحد والعشرين، لكن تتبع تسلسل الأحداث التاريخية وتصرف بعض الحكومات الغربية طيلة عقود من الزمن في هذا الملف، بمعنى عرقلة البحث عن الحل للقضية الفلسطينة، يعطي هذا الإحساس.

أننا نعيش في عالم هو أشبه بشريعة الغاب حيث يسيطر عليه القوي الذي يمتلك السلاح النووي ويمتلك القرار في مجلس الأمن الذي هو مجرد أداة بيدهم. كما وتنبثق منهم قوانين الحرب وما يسمونه بحقوق الإنسان التي يستخدمها الغرب كيف يشاء وضد من يشاء. ونظرة بسيطة للتاريخ الحديث نجد أن جميع الحروب التي قتل فيها الملايين من البشر هي من فعل هذا الغرب بما فيه رأس الأفعى الإمبريالية الأمريكية. العراق وشعبه  مثال حي للجرائم التي ارتكبت بحقه من الحروب والحصار والجرائم الأخرى والأسلحة المحرمة الدولية ثم تم تسليم الحكم للعملاء والخونة وما آل إليه العراق الآن .أمريكا والغرب تمارس الكذب والتزوير والنفاق منذ الإستعمار الأول وما تشكل بعد حروبهم الأولى والثانية والثالثة التي هي حرب العراق الممتدة من عام 1991 إلى 2003. هم لا يتورعون من إستخدام المعايير المزدوجة بما يصب في مصالحهم حتى وإن خالفوا القوانين التي هم صاغوها مثل قوانين جنيف في الحروب وتجنب قتل المدنيين والإبرياء أو تدمير البنى التحتية للشعوب تحت أي طائل.هم قلبوا كل الموازين حتى القيم والأخلاق وقيم الإنسانية.

هؤلاء الذين يحكمون الغرب سواء في العلن أو السر لا يريدون لشعوبهم كذلك أن تفكر وتستخدم عقولها لأنها سرعان ما تكتشف زيف إدعاءاتهم الباطلة. ولهذا فهم يفعلون بكل ما في وسعهم بإتباع منهج الكذب والتظليل مع شعوبهم ويغذون ذلك بسيطرتهم على الإعلام بمختلف أنواعه. ومن

أبسط الأمثلة على ذلك هو كذبتهم التي احتلوا بها العراق عام ٢٠٠٣ ناهيك عن الكذب قبل ذلك من قبل فرق التفتيش المخابراتية المستهترة.هم يتبعون نفس المنهج الكاذب الذي أسسوا به بؤر الصراعات والتي يغذونها بالحروب والأقتتال وما شابه.وبعد ذلك يقومون بتعين مبحوث أممي تحت يافطة الأمم المتحدة الذي ينفذ مخطط هذا الغرب المنافق .

فالغرب زرع العديد من الفتن وبؤر الصراع وخاصة أثناء فترة الإستعمار البريطاني الخبيث. ومن أهم الأمثلة على ذلك هو فلسطين وإيجاد وطن قومي لليهود وغير ذلك مثل كشمير والصراعات على الحدود بين الدول وأذكاء الصراعات القومية أو العرقية والدينية الطائفية البغيضة. كانت البداية الخطيرة بالاحتلال فلسطين 1947 لم يكن سوى المقدمة الأساسية لإبتلاع الوطن العربي صهيونياً، توالت علينا كعرب النكبات والكوارث وأصبحنا كأمة لنعيش مآسينا كأقطار ممزقة وفاقدة للقرار الوطني المستقل والتي ما زلنا نعاني من نتائجها الكارثية وسنبقى ما لم تصحى هذه الأمة وتستعيد وعيها بشكل سليم لتسترجع حقوقها المغتصبة بكل السبل المتاحة والوسائل المشروعة. 

 أن ما يجري في غزة هو عار في جبين البشرية جمعاء وبالخصوص عار في جبين الغرب وأمريكا الذين يؤيدون أفعال الكيان الصهيوني بإستهداف جميع مقومات الحياة للإنسان المدني الأعزل ويعلم الجميع أن السياسة الامريكية والغربية؛ سياسة إستعمارية، تغطيتها (بغطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان)؛ خداع محض، والكيان الصهيوني الغاصب؛ قاعدة أنطلاق وسيطرة للغرب بقيادة أمريكا؛ على دول المحيط العربي، وحمايتها وإستدامة تفوقها على جوارها العربي ومصالح وقضايا الشعب الفلسطيني. فليس غريباً، لكل ذي بصيرة؛ أن يتجمع كل الغرب وأمريكا وراء دعم وإسناد الكيان الصهيوني في ما تقوم به في غزة من جرائم إبادة جماعية وتهجير وحرمان من جميع عناصر إدامة الحياة؛ من طعام وماء وكهرباء.. رؤساء أمريكا والغرب الذين بدأوا يتوافدون على الكيان الغاصب دعماً له في مواصلته؛ قتل الشعب الفلسطيني في محرقة قل لها نظير في التاريخ الحديث .

وكأن حجم المجازر والإبادة الجماعية التي تقوم بها الكيان الاحتلال النازي في قطاع غزة ليس كافياً لتوحيد موقف عربي أو دافع للتحرك لإيقاف هذه المجازر التي أوقعت منذ 7 تشرين أول /أكتوبر الماضي طال نحو 40 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود جلهم من الأطفال والنساء وتهجير مليون ونصف مليون فلسطيني.

فعلاً يحار المرء في فهم الحكمة من عقد إجتماعات للأقطار العربية في أوقات الأزمات الكبرى على أي مستوى، بما في ذلك مستوى القمة ونحن نتطرق هنا بمناسبة القمة العربية الطارئة التي من المفترض أن تعقد في 11 تشرين الثاني/ نوفمير الحالي لبحث ما يجري لأهلنا في غزة من إبادة صهيونية شاملة وتدمير كامل.ماذا تنتظر بعض الأقطار العربية أكثر من الدمار الذي تعرض له قطاع غزة، لم يسلم منه أي كان حي أو جماد، فطال الشجر والحجر .ماذا ينتظر البعض حتى يتخذ موقفاً حاسماً يدفع باتجاه توحيد اللغة والإجراء لإيقاف الإبادة الجماعية التي هزت المشاعر الإنسانية وحركت الرأي العام العالمي الذي أتخذ بعضه مواقف تقدمت على بعض المواقف العربية .

في الوقت الذي وحدت الويلات المتحدة الأمريكية ودول الغرب موقفها منذ اللحظة الأولى معلنة انحيازها ودعمها المطلق للكيان الاحتلال بكل وضوح ودون مواربة قولاً وفعلاً ومدها بالسلاح وعناصر عسكرية وخبراء وإرسال بوارج وحاملات طائرات للمنطقة .

منذ الحملة البربرية على غزه، توحد الإعلام الأمريكي والأوروبي الرسمي في شن حرب إعلامية موازية لحرف الأنظار أو تبرير الجرائم الصهيونية التي لا يمكن ادراجها إلا ضمن بربرية القرون الوسطى.غزة العزة  تنزف وحدها وتقاتل وحدها، ولا أحد يدفع معها ضرائب دم، فيما تخاذلت غالبية الأنظمة العربية، بل وتواطأ بعضها، بينما نرى أن دولاً في أمريكا اللاتينية على بعد آلاف الأميال من فلسطين، تحركت وقطعت علاقاتها مع الكيان الغاصب، كما قررت بوليفيا، أو سحبت السفراء من "تل أبيب" كما فعلت كولومبيا وتشيلي.

بالحقيقة جامعة الدول العربية لا تحمل عنواناً كبيراً من الشعور العربي الموحد، لكننا للأسف إكتشفنا إنها تحمل بين طياتها عناوين الفشل والهوان والهزيمة والتآمر، مؤسسة جعلتنا نعيش زمناً طويلاً من الأوهام حيث لم تنجح في حل مشكلة عربية واحدة بين أعضائها ليتخطى ذلك الفشل الحدود العربية، لم تتجاوز إنجازاتها وفعالياتها سوى بيانات الشجب والإستنكار وفي أفضل الحالات يكون الخطاب بلغة شديدة اللهجة، الإشتراكات السنوية وحجم الدعم المالي والمعنوي التي تتلقاها المؤسسة التي يجتمع أعضاء الأقطار العربية في أروقتها ودهاليز بنايتها يوحي للمشاهد أنها ذات حضور سياسي فعال.

غرابة ما تحمله هذه المؤسسة من إرهاصات هو غياب مفهوم الأمة العربية أو الوطن العربي أو حتى الشعب الواحد وكأن العنوان يوحي إلى شعوب متعددة لا يجمعها سوى التنسيق والتعاون، ومن سخريات قراراتها أنها غير ملزمة للأعضاء.

لم تتمكن هذه الجامعة من تحقيق الإنسجام والتوافق بين العراق وحكام إمارة آل الصباح أو بيان موقفها من الأحداث في ليبيا أو حتى توضيح موقفها من العملية السياسية المخابراتية التدميرية الإرهابية اللصوصية ونظامها المحاصصة البغيض، بل لم تستطع إيقاف الجيوش الغازية التي وطأت أقدامها أرض الخليج في حروبه الأولى والثانية وظلت مكتوفة الأيدي بسبب هيمنة القرار الأمريكي الغربي الصهيوني عليها. لا نجد لها تشبيهاً سوى إنها نقابة للرؤساء والزعامات والمشايخ وتجمع للمتقاعدين من السياسيين الفاشلين.

فما يحدث للعرب قد أثبت عجز جامعتهم المستديم مما يحدث لأهل غزة، خصوصاً ذلك البيان العقيم الصادر عن الدورة غير العادية لمجلس وزراء خارجية العرب في ١١ تشرين أول/أكتوبر2023 والذي عقد أثر عملية "طوفان الأقصى" والتصعيد العدوان الصهيوني الغاصب النازي على قطاع غزة، إذ نصت الفقرة الثانية منه على إدانة قتل المدنيين من الجانبين وإستهدافهم وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني،والتأكيد على ضرورة حماية المدنيين، إنسجاماً مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي وضرورة إطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين، وكأن بيان الجامعة العربية يساوى بين حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير مصيره لإقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، مع ممارسات الكيان الصهيوني الغاصب الذي تنتهك مواثيق وقرارات الشرعية الدولية . 

نقولها بصريح العبارة فإن جامعة الدول العربية إنتهت مدة صلاحيتها ولابد من إنشاء جامعة جديدة كما حدث في تأسيس الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم، لماذا لا تطرح فكرة تدوير منصب أمين عام الجامعة على كل الدول العربية حيث أصبح إنتماء الأمين العام لدولة المقر (مصر) عرفاً سائداً؟ .

منذ خمس وسبعون عاماً ونساء فلسطين يصرخن فوق جثامين أبنائهن الشهداء الذين طالتهم دوماً يد الإجرام والغدر الصهيوني: أين أنتم يا عرب؟؟ أين أنتم يا مسلمون؟؟

نساء غزة.. أطفال غزة.. شيوخ غزة.. أهل غزة.. كانوا يتوقعون أن يأتيهم الرد ولو من أعماق التاريخ وبصوت المعتصم: أبشري يا أختاه.. أبشري يا أماه.. أبشري يا ابنتاه.. فأنا أبنكم المعتصم.. أبن التاريخ العربي المجيد، ما زلت حياً وسوف أعيد لكم مجدكم وأثأر لكرامتكم وأرفع هاماتكم عالياً فوق سماء كل فلسطين ليراها العالم بأسره.. ولكن وأسفاه !!.

للأسف ماتت النخوة العربية.. مات الشرف العربي.. ماتت الكرامة العربية.. ماتت الرجولة وقيم الشهامة العربية.. ولم يبقى من العرب (عموماً وليس تعميماً) سوى أشباه رجال.. بل ولا من ملياري مسلم.. ولم يبقى لأهل غزة سوى الإستعانة بالله وحده .

وفي 21 من الشهر ذاته أنعقد في مصر، وبشكل سريع وغير مدروس، مؤتمراً تحت عنوان : قمة القاهرة للسلام.. وكان كله خطابات جوفاء، وتبايناً شاسعاً بالمواقف بين الدول الغربية والعربية.. ولم يصدر عنه أي بيان ختامي..

وفي 27 من ذات الشهر تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً عربياً كانت قد قدمته المجموعة العربية، بأغلبية 140 صوتاً، وذلك بعد الفشل الذريع لمجلس الأمن الدولي بالقيام بالدور المنوط بهِ بموجب الميثاق، بسبب الفيتو الأمريكي.. ودعا القرار إلى هدنة إنسانية فورية ومستدامة في غزة.. كل هذه القرارات دعست عليها الكيان الصهيوني واستمر في ارتكاب أبشع الجرائم في غزة.. بل بعد ساعات من قرار الجمعية العامة شنت الطائرات الصهيونية أعنف هجوم، كتحد لهذا القرار وللدول التي صوتت لصالحه..بينما نرى مندوب الصهيوني لدى الأمم المتحدة، جرد الأمم المتحدة من أي شرعية، لأنها تبنت هذا القرار..ثم وقف مجرم الحرب نتنياهو ليقول بكل صلف وغطرسة أنه لن يوافق على وقف إطلاق النار.إذاً السؤال: ماذا سيضيف مؤتمر القمة العربية الطارئة الموعود؟.

السؤال هنا هو: ما هو المقصود بالضبط من عقد القمة الطارئة. هل لمجرد تسجيل مواقف عربية عامة.. أم رفع للعتب.. أم لإتخاذ قرارات وإجراءات جماعية عربية حازمة رادعة تكون كفيلة بوقف هذا العدوان الهمجي وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في فلسطين؟.

إذن أن كان المقصود تسجيل موقف عربي عام عبر القمة، فليس هناك أي داع أو ضرورة لعقده

حين يجتمع العرب في قمة طارئة في ظل الأوضاع الحالية وما يواجهه الشعب الفلسطيني ونواجهه جميعاً في الوطن العربي من هجمة صهيونية غربية، من المفترض أن يكون ما يصدر عن القمة عند مستوى هذا الوضع وهذا الخطر الوجودي .

الإجدر ومن المفترض أن يتخذ القادة من المواقف والقرارات والاجراءات العملية ما يكون من شأنه وقف حرب الإبادة والهجمة الشرسة على الأمة وردع هؤلاء المجرمين وعدم وقع في لعبة الذي يكررها العرب وأمريكا حول "الدفاع الكيان عن نفسه" وهو قوة احتلال وإستعمار. ولا لمساواة الضحية بالجلاد . 

ما زال حكام العرب يناشد: متى يتحرك المجتمع الدولي لوقف المجزرة التي تنفذها الكيان الاحتلال الصهيوني بحق السكان المدنيين في قطاع غزة إنه لا يوجد مصطلح دقيق اسمه المجتمع الدولي.هو مصطلح فضفاض .

إن كان العرب جادون لمرة في تاريخهم الحالي، ويرغبون في رد الأعتبار لأنفسهم، فمن ضرورة هذه المرة يجب أن يتخذوا القرارات التالية:

1-ـ قطع كل العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، بالنسبة للأقطار التي تقيم معها هذه العلاقات (وليس فقط سحب سفرائهم أو إبعاد سفراء الكيان الغاصب من عواصمهم).. أي لا يكفي تخفيض مستوى التمثيل إلى مستوى قائمين بالأعمال بدل السفراء.. فهذا يعني أن العلاقات قائمة.

2- إلغاء إتفاقيات التطبيع فوراً الموصوفة بالأتفاقات الإبراهيمية.. وهذه ستشكل ضربة كبيرة لنتنياهو الذي يفاخر أمام اليهود أن سياسة التشدد والتطرف التي انتهجها قد أثمرت ثمارها مع العرب وتهافتوا للتطبيع معه.(يعني بعقيدته أن العصا وحدها تنفع مع العرب، وهذه إهانة للعرب).. قاد المجتمع الصهيوني كله للتطرف الديني الشديد فأنتج الأشد تطرفاً دينياً وعنصرية كما: ابن غفير وسموتريتش..كان العرب يطرحون الأرض مقابل السلام.. فأجابهم نتنياهو، كلا السلام مقابل السلام فقط.. فلا تتحدثوا بالأرض.. اليوم وفي ظل هذا التطرف الصهيوني الفظيع أصبح شعارهم: الإستسلام أو الإبادة.. تستسلموا لنا أو نبيدكم.

نطرح السؤال الأهم : هو ما مصلحة أقطار عربية تبعد ألف، أو آلاف الكيلومترات عن الكيان الغاصب بالتطبيع معه قبل أن يستجب الكيان لقرارات الشرعية الدولية وتنسحب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية والجولان السوري، وتسمح للشعب الفلسطيني بتأسيس دولته المستقلة كاملة السيادة؟.

 ما هي المصلحة؟.

قالوا أن هذا التطبيع سوف يسرع بحل الدولتين، وأن التطبيع مع الكيان سوف يطمئنه وتتوقف عن توسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم البيوت.. الخ.. ولكن ما حصل هو العكس تماماً.. إذاً أهداف التطبيع من طرف بعض العرب سقطت، فلماذا الاستمرار به؟..

3- إغلاق الأجواء العربية الخليجية وكل الأجواء العربية الأخرى أمام حركة الطيران المدني الصهيوني.

4-  إلغاء كل ما حصل من تفاهمات ومبادرات وإتفاقات بعد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 والعودة للمطالبة بتنفيذ القرار 242 لعام 1967 بلا أي مواربة أو نقصان، والتمسك كاملا بتنفيذ هذا القرار.

5- وقف كل أشكال المشاريع التي تهدف إلى إدماج الكيان الغاصب في المنطقة، كما مشروع الممر الإقتصادي من الهند وعبر أقطار الخليج والأردن إلى الكيان الغاصب.

6- قطع أو تخفيض نسبة تصدير الغاز والنفط إلى دول الغرب بمقدار النصف، وخلق أزمة طاقة في بلدانهم.. بعد أن ظهر منهم كل هذا الحقد على الإنسان الفلسطيني والعربي.

7-  إلغاء كل العقود الموقعة مع أي دولة غربية، أو مع الكيان، لاستيراد أسلحة.

8- مقاطعة شاملة لكل المنتجات الأميركية والغربية وعدم السفر على متن طيارات أميركية الصنع وحتى غربية الصنع، وذلك بهدف إيقاف عدوانها المتواصل على قطاع غزة وأحترام قيم دين الإسلام.

9-  تقليل الإعتماد على الشركات الغربية لأقصى درجة، وإستبدالها بشركات صينية وروسية ويابانية وكورية شمالية وماليزية... وغيرها

10-  إلغاء أو تقليص الاعتماد على الدعم العسكري الأمريكي، وإلغاء دور قواعدها العسكرية في بعض الأقطار العربية.. لا سيما في قطَر، والبحرين، وإمارة آل الصباح، والأردن.. الخ.

11- رفض دعوة الكيان الصهيوني لحضور أي اجتماع دولي أو فعالية دولية تنعقد في أي دولة عربية.. كما كنا نرى في السعودية والبحرين.. وعدم دعوة الكيان الصهيوني لحضور المؤتمر المتعلق بالمناخ (كوب28) في أبو ظبي في 12 من شهر كانون أول / ديسمبر 2023.

12-الأمتناع عن تزويد هذا الكيان بالوقود والضغط على كل من يزوده بهذه المادة الحيوية للتوقف عن ذلك.

13- إبلاغ كل من واشنطن والعواصم الأوروبية بأن إنحيازها الفاضح للكيان الصهيوني سيلحق الضرر بعلاقاتها بالأقطار العربية التي تتلاقى شعبها حول الأقصى وفلسطين وترفض الإملاء بكل أنواعه وتناهض الاحتلال بكل أشكاله، فكيف أذا كان وحشياً عنصرياً يتمرد باستمرار على قرارات الشرعية الدولية ويستهتر بمؤسساتها ومواثيقها ومعاهداتها.

14-إتخاذ إجراءات مدروسة للتحول شرقاً نحو روسيا والصين بعدما تبين أن الويلات المتحدة الأمريكية وأوروبا الذيلية هي في موقع التماهي الكامل مع الموقف الكيان الغاصب النازي الذي يستكمل مسيرته الإستيطانية الاحتلالية بتغطية كاملة من المعسكر الغربي.

15-التوجه نحو مساعدة غزة ومعها فلسطين كلها بخطوات عربية عملية ملموسة كي تتوازن ولو نسبياً مع العدو الغاصب الذي يحظى بدعم هائل على كل المستويات من الغرب الذي فقد دور الوسيط وكرّس نفسه حليفاً عضوياً للعدوان  والإرهاب والأغتصاب.

إن العرب اليوم أذ يساعدون غزة العزة على إجتياز هذه المحنة إنما يساعدون أنفسهم ويدفعون الخطر عن شعبهم العربي ويستثمرون في المستقبل،الذي يخطط العدو الصهيوني بالتعاون الكلي مع واشنطن والغرب ، كي يكون  مستقبلاً صهيونياً للمنطقة كلها..

لن تنتزعوا من الكيان شبراً واحداً باتباع ذات السياسات.. عليكم أن تلجأوا لتطبيق السياسات المبينة أعلاه.. وخاصة بعد أن تأكد لكم وللعالم أن الويلات المتحدة الأمريكية هي المسؤول الأول عن شلال الدم في غزة.. فوزير خارجيتها بكل وقاحة يردد حيثما حل أن من حق الكيان الدفاع عن نفسه، ولا نقبل بوقف إطلاق النار لأن هذا سيسمح لحماس بإعادة تجميع نفسها.. لا يعنيه شيئاً كل هذا الدم الفلسطيني والعربي.. لماذا؟. لأنه وجدكم عبر تاريخ هذه القضية غير مبالين وغير مكترثين بإتخاذ قرارات ومواقف حاسمة تقوم على قاعدة: عليكم إما أن تفعلوا كذا.. أو سنفعل كذا .

لا يوجد قانون في العالم يشرعن للمعتدي والمحتل الدفاع عن النفس.. مثلاً تحتل بيتي وتطردني منه وإن طالبتك بإخلائه تقتلني وتقول أنك تدافع عن نفسك !!.

يا حكام الوطن العربي، كفانا بكاء كما أولاد الأرامل الصغار، والسؤال يطرح دوماً : أين هو المجتمع الدولي؟. أين هو المجتمع الدولي؟.

المجتمع الدولي بخصوص القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني، هو بكل وضوح البيت الأبيض والكابيتول هيل.. أي واشنطن.. فهي من تحتكر كل ما يتعلق بهذه القضية وهذا الصراع.. ولذلك إن ارتقى العرب بقراراتهم هذه المرة إلى مستوى المسؤولية التاريخية وطبقوا البنود المطروحة أعلاه، أو نصفها، فحينها سوف يلوون ذراع أمريكا والغرب المنافق، وتصبحون أنتم المجتمع الدولي.

فهل أنتم فاعلون؟. أم ستبقون تبكون وتنوحون وتسألون: أين هو المجتمع الدولي؟. أين هو المجتمع الدولي؟.

الشعب العربي كله غاضب ومحتقن حتى النهاية.. فكونوا ولو مرة واحدة عند مستوى طموحات هذا الشعب العربي والأمة العربية.

ثم ماذا يمنع من أن تكون هناك أربع فضائيات ضخمة تتبع مباشرة الجامعة العربية، وترسم سياساتها الجامعة العربية، وتبث على مدار الساعة باللغات:

الإنكليزية، والأسبانية، والفرنسية، والألمانية.. وتكون مهمتها الأساسية التعريف بقضية فلسطين.. وبتاريخ العرب، وقيم العرب، وعادات وتقاليد العرب وثقافة العرب، وحضارة العرب. وحضارة وقيم الإسلام. ومقررات القمم العربية..وفضح أفعال الكيان الغاصب وجرائمه وتطرفه ؟. ماذا يمنع؟. أليس لدى العرب إمكانات؟.

الحرب الإعلامية في هذا الزمن توازي الحرب العسكرية.. وها نحن نرى كيف أن الإعلام الصهيوني المدافع عنه يشوه كل الحقائق حول ما يجري في غزة.. وكيف يتلاعبون بالمفردات والكلمات والوقائع، للتأثير على الرأي العام العالمي.هل يعقل على أمتداد الساحة العربية لا توجد سوى فضائية عربية واحدة تبث باللغة الإنكليزية؟؟.

ثم لماذا إعطاء هذا الفضاء الإعلامي لمسؤولين ومحللين صهاينة في بعض الفضائيات العربية (كما الجزيرة والعربية والحدث) والسماح لهم بتشويه الحقائق والكذب على الرأي العام العربي والدولي، وإستنفزاز العرب؟. هل مهمتكم توفير منابر إعلامية لهم؟. هل يسمح الكيان الغاصب نفسه لإعطاء هذا الفضاء الإعلامي لمسؤولين ومحللين العرب ؟.

نتمنى على القمة العربية  الطارئة في السعودية أتخاذ قرار بإنشاء الفضائيات التي نقترحها آنفا.. وأن ينشط العرب لكسب اليهود غير الصهاينة، كأولئك الذين خرجوا في نيويورك وواشنطن يطالبون بوقف الحرب ويرفعون شعار "الحرية لفلسطين" .. فهؤلاء اليهود يؤثرون جداً بالرأي العام الأمريكي والغربي، كونهم يهوداً وأبناء تلك المجتمعات، والغرب يصغي إليهم.

 أما إذا صدر عن القمة مجرد بيان إنشائي يدين ويشجب وما شابه ذلك من تعبيرات، فستكون هذه كارثة كبرى. سيكون هذا إعلاناً عاماً، وعلى أعلى مستوى، بأن العرب عاجزين وليس بمقدورهم أن يفعلوا أي شيء للدفاع عن أهلنا وعنا جميعاً .سيكون هذا بحد ذاته أكبر تشجيع للمجرمين السفاحين القتلة بإن يمضوا قدماً في إبادة أهلنا في فلسطين وفي إستهدافنا جميعاً كأمة العربية.

أما إذا كانت النتيجة ستكون بياناً إنشائياً كالعادة ، فإن عقد القمة سيكون كارثة ومن الأفضل صرف النظر عنها ولا قيمة لها من الأساس .

في حال لم تخرج القمة العربية بنتيجة تعبر عن ضمير الشعب العربي الواحد، وهو ما يجعل اليوم من نصرة غزة وفلسطين مهمة نبيلة، وهذه المهمة ينبغي أن تتكفل بها شعبنا العربي وقواه الوطنية والثورية والتقدمية على كل مساحة الوطن العربي. فإن هذه الأنظمة العمالة والخيانة والتطبيع والجبناء والخذلان ظلت إلى حد اليوم عاجزة حتى عن إدخال قارورة ماء إلى غزة فما بالك بإدخال السلاح والدواء والغذاء، وهي تذعن للأوامر الأمريكية والصهيونية والغرب، وتتسابق لعرض وساطتها للضغط على المقاومة لإطلاق سراح "الرهائن" أو هي في أحسن الأحوال تكتفي بالتصريحات المنددة دون فعل أي شيء ملموس على أرض الواقع يكون من واجبنا التعاون في تحريك الشارع العربي لإسقاط هذه الأنظمة الرجعية العربية التي ضرت بالأمة العربية والقضية المركزية للشعب الفلسطيني.

معاً من أجل تجريم التطبيع

معاً من أجل طرد سفراء أمريكا وشركائها في العدوان الغاشم

معاً لفرض حظر نفطي على الدول الداعمة للعدوان الغاشم

لنسند فلسطين العربية ونحرر أنفسنا من أنظمة الإستبداد والعمالة والطائفية  - الإثنية والإرتهان

معاً من أجل وحدة أمتنا العربية هي ضمان لتصدي لليانكيين الأوغاد والغرب اللئيم المنافق

عاشت فلسطين حرة مستقلة

اللجنة المركزية 

للحزب الشيوعي العراقي- الإتجاه الوطني الديمقراطي

7-11-2023

بغداد المحتلة

وسوم: العدد 1057