أمينة أردوغان: غزة باتت مدينة الأطفال المجهولين

(الأناضول)

السبيل

قالت أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي، إن غزة باتت اليوم مدينة الأطفال المجهولين، في إشارة إلى الأطفال الذين استشهدوا بالغارات الإسرائيلية ويفقدون من يتعرف على جثثهم.

جاء ذلك في كلمتها الأربعاء، أمام قمة بإسطنبول لعقيلات رؤساء دول بعنوان "قلب واحد من أجل فلسطين"، وذلك على إثر الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 40 يوما.

وقالت أردوغان إنها سبق وأن سمعت بمصطلح "الجندي المجهول"، لكنها لم تكن تتخيل أن تسمع أنباء عن أطفال كتبت على جثامينهم "طفل مجهول"، في إشارة إلى ما يحدث بغزة.

وأكدت أنها وبصفتها أم، وامرأة وإنسانة ترفض "توريث الأجيال القادمة إرثا قذرا كهذا دون محاسبة فاعليه".

وطالبت أردوغان "بمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الهجمات على غزة، في المحكمة الجنائية الدولية، بسبب جرائم الحرب التي ارتكبوها".

وقالت أردوغان: "نحن هنا اليوم لأننا نطالب بوقف إطلاق النار دون أي مبررات أو أسباب".

وأضافت: "أعتقد أن الذين يزعمون أن محرقة ما بعد الحداثة التي تشهدها فلسطين اليوم هي مظهر من مظاهر الحق في الدفاع عن النفس يجب أن يتحملوا المسؤولية بنفس الطريقة".

وشددت بهذا الخصوص قائلة: "لا ينبغي لأحد أن يخدع أصحاب الضمائر الحية في العالم بهذه الخطابات المضحكة بعد الآن"، وذلك في إشارة إلى مزاعم دول غربية بأن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس".

وأشارت أن العالم أجمع يرى الآن بوضوح الممارسات العنصرية والسرقة الممنهجة ومخططات الاحتلال المفروضة على الشعب الفلسطيني منذ ما يقرب من قرن.

ولفتت إلى أن جميع الشعوب إن لم يكن كل الدول في الشرق والغرب، أصبحت الآن مدافعة عن قضية فلسطين العادلة.

وأعربت عن شعورها بالخجل كبقية الشعوب من العجز الذي يشهده "العالم المتحضر" الذي يزعم بأنه يحمل قيما إنسانية، وسياسة النفاق التي اتبعها.

وأكدت أنه "لا توجد أيديولوجية ولا مصلحة سياسية ولا مكاسب اقتصادية أكثر قيمة من حياة شخص بريء".

وتساءلت مخاطبة إسرائيل والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي: "كم عدد القتلى الذي تنتظرونه لوقف هذه الوحشية؟".

وانتقدت سيدة تركيا الأولى الصمت حيال ما يجري في غزة، وقالت: "أود أن أسأل المجتمع الدولي الذي صمته يصم الضمائر، بأي حق ستدافعون عن السلام والعدالة في العالم والقيم الإنسانية العالمية بعد فترة العار المستمرة منذ 40 يوما؟".

وتساءلت: "ما المعنى الذي يجب أن نستخلصه من صمت زعماء العالم حيال أهالي غزة الأبرياء؟ هل تعريف الإنسان الذي تخضع حقوقه للحماية في إعلان حقوق الإنسان والعديد من الاتفاقيات الدولية يشمل فقط من هم داخل الحدود التي حددها الغرب؟".

وقالت مشددةً: "سندافع عن نهج عالمي يحتضن الناس جميعا، بغض النظر عن لغتهم أو دينهم أو عرقهم أو لونهم".

وأردفت: "سنقف إلى الأبد ضد عقلية التمييز التي تقيم الأبرياء واللاجئين والنساء والأطفال، حسب المكان الذي أتوا منه".

عقيلة الرئيس التركي دعت نظيراتها إلى "إعلاء أصوات من لا صوت لهم من المدنيين الذين يُقتلون في غزة ويتعرضون لمذبحة جماعية".

وتابعت: "كلّ واحدة منا تملك صوتا عاليا، ويمكن أن يكون هذا الصوت أعلى عندما نلتقي ونجتمع".

سيدة تركيا الأولى، دعت عقيلات الزعماء أيضا إلى توحيد كلماتهن "من أجل المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة".

وأردفت: "تعالوا لنحوّل هذا الملتقى من مجرّد قول إلى فعل، ولنجعله مبادرة من أجل السلام في فلسطين".

وحضرت القمة زوجات زعماء وممثلين خاصين من 14 دولة، فيما شاركت عقيلات زعماء أذربيجان والبرازيل وفنزويلا عبر إرسال رسائل مصورة للقمة.

وعقب القمة التقطت أمينة أردوغان، وعقيلات الزعماء المشاركات في القمة صورة تذكارية جماعية.

ومنذ 40 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 شهيد فلسطيني، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.16/11/23

(الأناضول)

وسوم: العدد 1058