دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد الإحتلال الصهيوني الغاصب

الحزب الشيوعي العراقي

الحزب الشيوعي العراقي يناشد جميع قوى الوطنية والديمقراطية واليسارية العربية ومنها القوى الوطنية العراقية المناهضة للعملية السياسية المخابراتية التدميرية اللصوصية وأحرار العالم بدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد الإحتلال الصهيوني الغاصب 

في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب العدوانية الظالمة على شعبنا الفلسطيني الشقيق، وما يقوم به الإحتلال الصهيوني النازي من إبادة جماعية ومن تطهير عرقي الذي يمثل حقيقة الإحتلال وإرهابه المنظم بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل، لم نجد من الدول والبلدان من يخطو خطوات عملية وملموسة في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ووقف الحرب الإجرامية والدموية التي يتعرض لها منذ أكثر من سبعة عقود ونصف، ومنذ السابع من تشرين الثاني /أكتوبر من العام٢٠٢٣ ولغاية اليوم من هذه المجازر والمذابح الإرهابية والأنتقامية التي ينفذها جيش الإحتلال الصهيوني الغاصب بالأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً والتي تغذيها بها قوى الشر والطغيان والإستكبار الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها العدوانية التي تقف داعماً أساسياً للحرب الإرهابية وتوفر الغطاء والحماية والضمان من الإفلات من العقاب لحكومة الفاشية والعنصرية والعدوانية الصهيونية ومجلس حربها وجنرالاتها القتلة المجرمون الذين لا بد من ملاحقتهم في المحاكم الدولية على ما ارتكبوه من جرائم بحق شعبنا الفلسطيني وبحق الإنسانية .

تقدمت حكومة جمهورية جنوب أفريقيا، في ٢٩ كانون الأول/ ديسمبر٢٠٢٣، بدعوى قضائية لدى محكمة العدل الدولية ضد كيان الصهيوني الغاصب، ترتكب جريمة الإبادة الجماعية لشعب غزة في محكمة العدل الدولية، وبانتهاك التزاماتها بموجب أحكام "إتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها" على أساس المادتين ٤١/٦٣/١ من النظام الأساسي للمحكمة، التي تأسّست عام ١٩٤٥، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من الحرب الجيش الصهيوني المحتل على قطاع غزة.هل قراراتها ملزمة؟ وما هي وسائل التنفيذ التي تمتلكها المحكمة؟

لنكن صريحين، لسنا من المتوهمين بمحكمة العدل الدولية، ولا يخفى علينا بأنها جزء من مؤسسة شرعت بفرض حصار ظالم ووحشي من قبل مجلس الأمن على أبناء شعبنا العراقي مدة ثلاثة عشر عام تحت غطاء دخول الجيش العراقي لإمارة آل الصباح والإمارة هي سبب في ذك حين  زادت إنتاجها النفطي على الحصة المقررة لها من طرف منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وهو ما سيؤثر على اقتصاد العراق ويخفض أسعار النفط. هل يمكن أن تكون هناك أي ثقة لدى العراقيين وأحرار العرب جميعاً في حكام آل الصباح بعد ضلوعها بشكل متعمد ومقصود في مؤامرة نفطية ضد العراق، الذي كان فخاً مدبراً للعراق بغية الإيقاع به. كان هناك تخطيط من قبل الغرب للإيقاع بالطرفين، عبر دفع حكام إمارة آل الصباح لسحب النفط من بئر الرميلة العراقي، ومن ثم التأثير على أسعاره في السوق، للتأثير على الاقتصاد العراقي، الذي يعتمد على تصدير النفط الخام، خاصة وأن العراق كان منهكاً اقتصادياً وقتها، بسبب إصرار نظام المقبور الخميني وجلاوزته على الحرب الطويلة. كان هدف الرئيسي للإمبريالية الأمريكية والبريطانية والغرب والصهاينة وإيران وحكام آل الصباح وآل السعود، تدمير العراق - الدولة القوية المنظمة، التي كانت تهديداً مباشراً للكيان الصهيوني المحتل وحمت الأردن وسوريا في كل الحروب مع الكيان الصهيوني الغاصب، ومن ثم إخراج العراق إلى خارج الأمن القومي العربي، وتفكيك الأقطار العربية ذات القدرة العسكرية، كسوريا واليمن وليبيا والسودان، بعد غزو العراق بالكامل عام ٢٠٠٣، بحجة أسلحة الدمار الشامل وهي الأكذوبة الكبرى في تاريخ رئاسة مجرم الحرب بوش الصغير، واحتلته دون تفويض من الأمم المتحدة حاملين حثالة من عملائها ومرتزقتها ووكلائها الذين يحملون الجنسية العراقية الذين مهدوا وأعطوا الشرعية لغزو واحتلال العراق في مؤتمر لندن عام٢٠٠٢ هؤلاء الذين جلبهم الإحتلال الغاشم بعضهم خلف عجلاته وبعض الأخر بالعربة الفارسية الإيرانية لتحكم العراق العظيم من أجل تنفذ كل مخططات الموكلة لها بنشر الفتن الطائفية والإثنية وتجويع شعبنا العراقي برمته وسرقة كل ثرواته وتقسيمه.. هذه هي الأحزاب ورجال الدين والطغمة الحاكمة العميلة ببغداد المحتلة بعد ٢٠٠٣، وما تزال لغاية اليوم، زعماؤها أول من وافقوا على التطبيع مع كيان الصهيوني المحتل لفلسطين منذ مؤتمر لندن للفترة ١٤- ١٥ تشرين الثاني /ديسمبر٢٠٠٢ ففي مؤتمر لندن الذي ضم كل أحزاب ما تسمى بالمعارضة  اللاوطنية واللاعراقية بذاك الوقت طلب ممثلين من كيان الصهيوني حضروا المؤتمر وبإسناد قوي من أمريكا وبريطانيا طلبوا من الحضور توقيع على وثيقة يتعهدون بها بإنهاء الصراع مع كيان الصهيوني والقيام بخطوات مستمرة للتطبيع مع هذا الكيان مقابل تعهد صهيوني أمريكي بريطاني بتسليم هولاء الحثالة الحكم في العراق وتأمين استمرارهم بسدة الحكم لمدة٥٠ سنة وتم توقيع الجميع على وثيقة الخيانة والعار لتنفيذ المطالب الأمريكية والبريطانية والصهيونية والفارسية الإيرانية وتم هذا برعاية زلماي خليل زاد مبعوث الإدارة الأميركية الخاص بالتنسيق لإحتلال العراق، وبحضور: ديفيد بيرس مع ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين، وممثلين عن جهاز الأمن القومي الأميركي ووزارة الخارجية البريطانية وممثلين من نظام الإيراني، وأعضاء من الكنيست الصهيونية والموساد؛ وولي العهد السابق الأمير الحسن بن طلال شقيق العاهل الأردني الراحل الملك حسين. هولاء هم منخرطين بتنفيذ المخطط الأمريكي البريطاني الغربي الصهيوني والإيراني الجهنمي والذي كان تدمير هذا البلد العظيم ومن الذين وقعوا على وثيقة العار والخيانة حيث نشرها النائب السابق في البرلمان العار والنهب والتدمير مشعان الجبوري قائمة بأسماء ٨٧ الموقعين من هؤلاء العملاء والخونة ومنهم دكان زمرة اللاشيوعي زمرة حميد مجيد موسى البياتي وخليفته رائد جاهد فهمي الخائنة العميلة الفاسدة ودكان اللاشيوعي العنصري الكردي الذي وقع على هذه الوثيقة العميل العنصري الكردي المقبور كريم أحمد باعتباره أقدم وأكبر سناً وهذه الحقيقة يجب إن يعرفها جميع أحرار شعبنا العراقي وأحرار أمتنا العربية وأحرار العالم. النائب السابق مشعان الجبوري : قائلاً : " أنا منهم، لكني لن أكذب وأعلنها صراحة للجميع…فكافي كذب على شعب العراق المسكين وكافي شعارات خرقاء ومزيفة ". يبدو ان نظام المحاصصة الهجين الطائفي الإثني في العراق لم يسلبنا حياتنا وقوت يومنا وحقوقنا المدنية والسياسية ويقتل أبناء شعبنا وتدمير العراق بكامله طوال أكثر من ٢٠ عاماً الماضية ولغاية اليوم وحسب، بل سرق وهدر ترليون وثمانمائة مليار دولار منذ ٢٠ عاماً. لنكن صريحين أيضاً، هي خطة غربية لتقسيم الأقطار العربية ومن ثم تفكيكها، ومنع وحدتها، ثم تفكيك هذه الأقطار من الداخل إلى كيانات صغيرة، وصولاً إلى التحكم في أسعار النفط  وفرض حصار ظالم ووحشي على العراق وحينها قالت وزيرة الخارجية الصهيونية الأمريكية مادلين أولبرايت في مقابلة مع أحدى القنوات الأمريكية بأنه يستحق موت أكثر من نصف مليون طفل عراقي بسبب نقص الغذاء والدواء، أجابت بأن الثمن هذا مقبول . ما الفرق ما بين قتل الصهاينة الأطفال في عزة، وقتل الأمريكان البريطانيين والإيرانيين أطفال العراق؟ ولم تتحرك حينها محكمة العدل الدولية، ولا بعد غزو وإحتلال العراق وارتكب جرائم ومجازر وقتل مليون ونصف مليون طفل عراقي، فضلًا عن فظائع اليورانيوم والأسلحة المحرمة دولياً التي دمرت العراقيين وأرضهم الغالية، تحت عنوان نشر الديمقراطية الزائفة، بعد فشل أثبات إمتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل أو لديه صلة بتفجيرات الحادي عشر من أيلول، هذا غيض من فيض، فملفات جرائم الإمبريالية الأمريكية وعموم الغرب المنافق لا تعد ولا تحصى كانت مذبحة الهنود الأصليين جريمة هائلة وطويلة الأمد والقصف الذري على هيروشيما وناجازاكي من أعظم الجرائم التاريخية التي ارتكبتها أمريكا، والمذبحة التي تعرض لها الشعب الكوري على يد الولايات المتحدة عام١٩٥٠ وهايتي وتشيلي وكولومبا ونيكاراغوا وكوبا وفي أفغانستان وفيتنام وكمبوديا وكوسوفو وغريناد والبلدان الأفريقية والقائمة طويلة، ومع هذا لم تحرك محكمة العدل الدولية ساكناً، ومن هنا فأن جرائم كيان الصهيوني الغاصب ليست بجديدة ضد الفلسطينيين، حرب الإبادة التي تشنها اليوم في غزة تجري على قدم وساق منذ أكثر من سبعة عقود ونصف، إلا أن الجديد هذه المرة، أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في منع وصول ملف الدعوى المقامة بحق كيان الصهيوني الغاصب إلى محكمة العدل الدولية، وتعكس هذه الحالة إلى انحسار النفوذ السياسي للولايات المتحدة الأمريكية في العالم، والتي تعكس ضعفها أيضاً بالسيطرة على المؤسسات الدولية وبعد أن نكشفت وجهها الحقيقي الإجرامي النازي بحق شعوب العالم.نطرح السؤال هل وصلت أمريكا إلى نهاية دورها الدولي نتيجة للحتمية التاريخية التي تبدأ فيه الدول ضعيفة ثم يشتد عودها وتصبح قوة كبيرة ثم تشيخ وتصل مرحلة الإحتضار؟ 

ليس خافياً على أحد أن المنظومة القانونية الدولية ذاتها، التي يديرها الغرب لحماية مصالحه حول العالم، كانت شريكة في التمكين لقيام الكيان، وأداة لمنحه الشرعية كدولة، ومظلة لمنحه الحماية من عواقب ممارسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين والعرب المستمرة، دون توقف حتى للاستراحة منذ مذبحة "دير ياسين”. فكيف نرجو اليوم إنصافاً من الجلاد؟! 

فهي حال أتبعت الحقائق والمنطق القانوني ووجدت أن الكيان الصهيوني الغاصب مذنب بتهمة الإبادة الجماعية، فإن الغرب ووكيله في "تل أبيب سيتجاهلون الحكم علناً، ولن يمكن لأحد البناء عليه بأي شكل، وسينتهي مجرد رقم وقرار آخر يضاف إلى سجلات المحكمة، وإما أن تتجاهل الشمس وتفشل في توجيه الأتهام إلى كيان الصهيوني الغاصب من أجل إسترضاء الغربيين، فإن مصداقيتها العالمية سوف تتلطخ بشكل لن يمكن إصلاحه، وبالتبعية مصداقية الأمم المتحدة نفسها، الأم الراعية للمحكمة.

بالطبع فإن جهود جنوب أفريقيا لإدانة كيان الصهيوني المحتل في محكمة العدل الدولية نبيلة وبطولية وشجاعة، ولا تستحق عليها سوى التقدير والأحترام على أن الخبرة التاريخية المعاصرة بشأن مفهوم العدالة الدولية تجعله أقرب إلى السفسطة المتناقضة.

إذ أن النظام الدولي، الذي يناط به تحقيق العدالة هو في الأساس نتاج للهيمنة الغربية على شؤون العالم بحكم منطق القوة المحض. ويكفي أن نستعيد ذلك التواطؤ الغربي بشأن المحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم في يوغسلافيا السابقة لندرك كيف أن الولايات المتحدة وأتباعها الغربيين يمكنهم فرض توجيه تهم جزافية مثقوبة قانونياً لأطراف معادية لهم بارتكاب إبادات جماعية، وجرائم ضد الإنسانية، فيما تتعثر وتمنع أي محاولات لجلب أي من حلفاء الغرب وعلى رأسهم كيان الصهيوني المحتل إلى قفص الأتهام، حتى ولو بتهم أقل حدية مثل ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

المحكمة، التي أنشأها ومولها حلف شمال الأطلسي، بعد تدمير يوغسلافيا السابقة لإدانة ومعاقبة حلفاء روسيا من الصرب بتهمة ارتكاب إبادة جماعية على خلفية مذبحة سربرنيتشا ضد مسلمي البوسنة ١٩٩٥ .

وقتها ارتكبت جهات عديدة، بما فيها دول حلف شمال الأطلسي جرائم حرب متعددة ضد أطراف متعددة في يوغسلافيا السابقة، وكان منها مثلاً عملية التهجير القسري لربع مليون صربي من كرواتيا برعاية قوات الناتو، لكن كل ذلك تم إغفاله عمداً، والتركيز على حالة واحدة وجه فيها الأتهام للصرب.

ومهما يكن من أمر القضية، التي رفعتها جنوب أفريقيا لدى محكمة لاهاي، فإن الكيان الصهيوني الغاصب لن يعبأ إطلاقاً بما قد يصدر عنها من أحكام إن هي تجرأت، وهو الكيان المسخ الذي تجاهل عشرات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن نفسه، كما الهيئة العامة للأمم المتحدة عبر العقود، ولم يخسر قرشاً واحداً بسبب ذلك.

جدير بالذكر أن الأشخاص الذين سيكونون تحت الأضواء في هذه المحكمة هم كوادر المحكمة ذاتها، فالعديد من القضاة فيها معتادون على مطاردة أعداء الولايات المتحدة والغرب، فيما تحدي الهيمنة الصهيونية الآن سيكلفهم الكثير على الصعيد الشخصي، وحتماً سيفقدهم الثراء والحظوة والمكانة المرتبطة بخضوعهم الدائم لرغبات النخبة الغربية.

وبينما يلعب العالم لعبته القانونية السمجة هذه، وصل عدد الشهداء في غزة إلى ٢٥ ألفاً، غير عدة آلاف من المفقودين، وحوالي خمسة وستين ألفاً من الجرحى والمعوقين، فهي مجزرة لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، مع ملاحظة وجود ثمانين في المئة من الجائعين في مجمل الكوكب، أي الذين لا يجدون ما يسد رمقهم بشكل يومي منتظم، داخل حدود القطاع. .

الموقف الشجاع والإنساني والعظيم الذي تعبر عنه جنوب أفريقيا هو رسالة الى العالم من أجل الإمتثال للشرعية الدولية والأنتصار للكرامة والحقوق الإنسانية، وهي دعوة لضرورة التوقف أمام طبيعة النظام الدولي أحادي القطبية والمختل، والذي لا يصلح أن يستمر في قيادة العالم، فهناك حاجة موضوعية للتغيير وبناء نظام دولي جديد ومتعدد الأقطاب يعيد الإعتبار للمؤسسات الدولية وقراراتها وتشريعاتها والتي سقطت حين شرعت بفرض حصار ظالم ووحشي لمدة ثلاثة عشر عام على العراق ولم تتحرك حينها محكمة العدل الدولية، ولا بعد غزو وإحتلال العراق وارتكب جرائم ومجازر وقتل أكثر من مليون من أبناء شعبنا العراقي تحت عنوان نشر الديمقراطية الزائفة، بعد فشل أثبات إمتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل ومثلما سقطت مجازر الإحتلال في غزة حيث فشل مجلس الأمن في إجبار الإحتلال على وقف إطلاق النار ووقف الحرب التدميرية الشاملة التي لا أهداف لها سوى الأهداف المدنية، إلى جانب فشلها في حماية السلم والأستقرار الدوليين .

 الحقيقة يجب أن تقال أن نتائج عملية طوفان الأقصى وصمود الشعب الفلسطيني بالرغم من المأساة الإنسانية والتدمير، الممنهج لكل مقاومات الحياة، وبطولة مقاومته الأسطورية، بأنها أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة عالمياً بدليل هذا التعاطف الشبابي العالمي الهائل معها، بعد أن كادت تصفى بسبب الأتفاقيات المذلة مثل: كامب ديفيد، وادي عربة، وأوسلو وعملية التطبيع الملزمة، لإتباع الإمبريالية الأمريكية التي تفوق قذارتها وحشيتها عن المغول والنازية، وهذا ما يفسر في أعتقادنا رفض تفعيل قادة الأقطار العربية، لبيان قمة الرياض والداعي إلى إيقاف الحرب الوحشية، وكسر الحصار بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لسبب ما، لا يقال جهراً، أن الأقطار العربية المنتفذة في المنطقة لا تريد الإنخراط في دعم الفلسطينين، بدت وكأنها تتفرج على المجازر مكتفية بلغة البيانات المنددة والرافضة للأحداث التي وقعت في غزة، خشية أنتصار "كتائب القسام" لكونها مكوناً مهماً من مكونات الشعب الفلسطيني، وفصيلاً من فصائل حركة تحرر الوطني الفلسطيني ويحظى بشعبية ليست بالهينة على الكيان الصهيوني، وهذا ما لا ترغب فيه تلك الأقطار والتي تراهن على الحماية الكيان الصهيوني والتعاون التجاري فتنصلت من ممارسة أي ضغط على حليفها الأمريكي لإيقاف الحرب، بحكم تماهيها مع الموقف الأمريكي الصهيوني الغاصب، وكأن الأمر لا يعنيها، أمام هذا التخاذل وقفنا على مشاهد منذ أكثر من ثلاثة أشهر على أمهات وأباء فقدوا أبنائهم، نتيجة الغارات يصرخون وبستغيثون وينذبون: (وينكم يا عرب ومسلمين؟ مرددين الدعوة، حسبي الله ونعم الوكيل) وما وجدوا أحداً . 

لماذا غابت دول التطبيع عن رفع القضية؟ إذن يتنصل قادة العرب على القيام مسؤوليتهم التاريخية في الدفاع عن القطر العربي في الجامعة العربية، في أخذ مبادرة، طرق أبواب محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنائية الدولية، وفق ما ينص عليه ميثاق الجامعة العربية، خوفاً من إغضاب الأمريكي والصهيوني، تطوعت جنوب أفريقيا مشكورة ومدعمة من طرف أحرار العالم، لتدعم الشعب الفلسطيني وحركة تحريره بوفد من خبراء القانون ومحامين كبار، ضمنهم وزير العدل الجنوب أفريقي، للدفاع عن قضية فلسطين والإسراع بإيقاف الحرب أولاً على غزة، وثانياً إقناع هيئة الدفاع المحكمة بصك اتهام المحكمة فيما بعد، الإبادة الجماعية بنية القصد والترصد ضد المدنين، سيعطي دفعة جديدة وإستنهاضاً لحركة التحرر الوطنية، بكل مكوناتها الوطنية واليسارية والأيكولوجية في العالم عامة وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة وطبعاً حالة العراق المحتل وسيجعل جنوب أفريقيا، رائدة التحرر في أفريقيا متموضعة مع جبهة التحرير في دول الجنوب، لمواجهة التحالف الثلاثي،الإمبريالية الأمريكية والغربية والصهيونية والرجعية .

في سابقة هي الأولى من نوعها، وحادثة تاريخية، يقف كيان الصهيوني الغاصب في قفص الأتهام في المحكمة الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، بعد أن قدمت دولة جنوب أفريقيا دعوى قضائية في محكمة العدل ضد كيان الصهيوني الغاصب التي تهابها غالبية دول العالم العظمى، هذا الموقف موقف أحرار، الذي من المفروض إن يبادر له العرب والمسلمون ولكن هذا لم يحصل، لم يحصل لأنهم أدوات وهناك خفايا بينهم وبين الإدارة الخفية التي تقود الكيان الصهيوني والكونغرس الأمريكي .

نحن لا نتعدى الواقع ولا نتجاوز معطيات ونصوص القانون الدولي والقانون الإنساني والأخلاقي، إذا ما قلنا بأن العدالة تقتضي أن تقف الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة البريطانية والغرب في قفص الأتهام، أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي إلى جوار مستوطنة كيان الصهيوني الغاصب، بوصفها شريكاً كامل الشراكة لها، في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب العراقي والفلسطيني في غزة.

ثمنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي،١٠ يناير/كانون الثاني٢٠٢٤، الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا ضد الإحتلال الصهيوني الغاصب أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بسبب ارتكاب كيان العدو الصهيوني الغاصب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ويحيي الحزب الشيوعي العراقي هذه المبادرة السياسية والمعنوية والتضامنية الجريئة لجنوب أفريقيا، التي تؤكد تضامنها الثابت مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وتلقى تأييداً واسعاً من قوى الحرية والسلام في أرجاء العالم التي تطالب بالوقف الفوري والدائم لحرب الإبادة الصهيونية الفاشية في غزة 

كما يحيي الحزب جميع الدول التي ساندت جنوب أفريقيا وكذلك الشخصيات السياسية واليسارية والنقابية ونقابة المحاميين ومع إنطلاق الجلسة الأولى للنظر في هذه الدعوى، يناشد حزبنا الشيوعي الحكومات العربية الوطنية وجميع القوى الوطنية والديمقراطية العربية وأحرار العالم بإعلان تأييدهما ودعمهما الكامل لهذه الخطوة. وإن يقترن ذلك بتحرك عاجل لدعوة بقية الدول العربية والاسلامية لاتخاذ موقف مماثل، تضامنا مع الشعب الفلسطيني وصموده البطولي في غزة ضد جرائم الحرب التي يواصل الإحتلال الصهيوني ارتكابها منذ أكثر من ثلاثة أشهر بدعم سافر من الولايات المتحدة وحلفائها .

يكفينا شرفاً نضالياً أن يكون معنا أحفاد مانديلا الأوفياء، ويكفينا فخراً أن تمثل الكيان الصهيوني الغاصب صاغرة في قفص الإتهام لأول مرة بالتاريخ . ويكفينا إفتضاح وعري أصحاب الديمقراطية الزائفة والمتشدقين بحقوق الإنسان بقلبهم لحقائق الأمور والمنطق أمثال رؤوس الأفاعي الويلات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وغيرهما.

واليوم يتجدد مجد نيلسون مانديلا وشعبه الرائع ورفاقه وتلاميذه الشجعان الأوفياء وهم يقفون مدافعين عن الشعب الفلسطيني الشقيق الذي إستفردت به ذئاب الصهيونية والإمبريالية الغربية بزعامة عدوة الشعوب الولايات المتحدة الأمريكية وهي تفوق إجرامها ووحشيتها عن المغول والنازية وخذلته دول العرب والمسلمين، فالمجد للشعب الفلسطيني وللمدافعين عنه تحت راية الثائر الحر مانديلا! .

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي – الإتجاه الوطني الديمقراطي

بغداد المحتلة

١٢ – ١- ٢٠٢٤

وسوم: العدد 1067