حول العدوان على قطاع غزه وبسالة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني

نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية الرفيق فهد سليمان في حديث تلفزيوني حول العدوان على قطاع غزه وبسالة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني

- إجماع صهيوني بأن العدوان على قطاع غزه قد فشل، وان الأهداف التي ر فعت في بداية الحرب لم تتحق، سواء على مستوى تصفية المقاومة او بتحرير الاسرى او تهجير اكبر عدد ممكن من الشعب. والخلافات التي تدور الآن داخل الحكومة الإسرائيلية هي حول أسلوب الإعلان عن الهزيمة.

- ما حصل في 7 أكتوبر لم يكن عملية عسكرية فقط، بل اغارة استراتيجية هدفها الحاق اكبر قدر من الخسائر في صفوف إسرائيل، وهذا ما تمكنت المقاومة من احرازه خلال الـ 48 ساعة الأولى. ومنذ بدايتها، تحولت الى حرب إقليمية.. وتأكدت هذه المسألة بعد دخول المقاومة الإسلامية في لبنان الحرب في اليوم الثاني ثم اليمن والعراق..

- بسبب صمود وبسالة المقاومة، إسرائيل ليست قادرة على تحمل فكرة الامن المنقوص الذي من شأنه ان يقود الى انقسامات واشكالات على المستوى الداخلي، وهذا ما يحدث مثلا على مستوى تهجير عشرات آلاف المستوطنين من شمال وجنوب فلسطين.. وهو من إنجازات المقاومة في غزه ولبنان.

- إسرائيل تشن عدوانها على شعبنا وشعوب المنطقة تحت راية الإدارة الامريكية التي تعاني من مأزق جدي اكثر من المأزق الإسرائيلي نتيجة عدم قدرتها على التخلي عن حليفتها إسرائيل وعن الموقع المتقدم الذي تحتله في المنطقة، رغم انها لا تتعاطى معها بمرونة لجهة استجابتها للمشاريع والاستراتيجيات الامريكية في المنطقة.

  

- التباينات بين الإدارة الامريكية وإسرائيل لن تصل الى مستوى ممارسة الولايات المتحدة ضغطا على إسرائيل لوقف عدوانها، الا اذا نشأ وضع داخلي في إسرائيل يطيح بـ نتن ياهو، لكن الضغط الأساسي الذي يمكن ان يأتي بنتائج حقيقة هو ما تقوم به المقاومة الفلسطينية الآن في الميدان..

- بعض المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون ان بشن حرب على لبنان هم قادرون على تعويض هزيمتهم في قطاع غزه، لكن اذا كانت غزه قد قاومت وصمدت لأربعة اشهر، فمن باب أولى ان يقاوم لبنان ومقاومته اربع سنوات ويلحقون خسائر فادحة بإسرائيل.

- هناك رهان إسرائيلي خاطئ بأنهم قادرون على تحقيق أربعة اهداف عسكرية من معركتهم في غزه: الأول تصفية المقاومة، الثاني الإمساك بممر صلاح الدين (محور فيلادلفيا)، الثالث إقامة جدار امني بين شمال غزه وجنوبها وأخيرا التمترس على مساحة توازي ربع غزه تقريبا كمنطقة عازلة.. لكن حتى هذه اللحظة هناك أسباب تحول دون تحقيق تلك الأهداف..

- القيادة العسكرية الإسرائيلية، ونتيجة الضربات التي تلقتها سواء على يد المقاومة الفلسطينية او اللبنانية او على يد اليمنيين والعراقيين، لم تعد بكامل قواها العقلية كي تتمكن من تقدير الأمور بشكل دقيق.. وهذا ما يفسر بعض القرارات الإسرائيلية التي لا تتسم بالحد الأدنى من العقلانية، وهذا هو حال نتن ياهو الذي يغامر بكل شيء من اجل ان يخرج سالما من هذه المعركة .. ولن يخرج.

- القضاء على المشروع الصهيوني يتم بالنقاط وليس بالضربة القاضية، وقد حققنا في الجولة الراهنة نقاط هامة لصالح شعبنا قضيتنا، وهم يعتمدون في استمرار وبقاء كيانهم على الدعم الغربي وليس على القدرات والمنعة الذاتية، وما حدث في 7 أكتوبر وفي قطاع غزه يؤكد ذلك.

- المعكسر اليميني الفاشي في إسرائيل يلتقي على نقطتين: الأولى ترحيل وتهجير الفلسطينيين والثانية ضم الأراضي المحتلة عام 1967. وهناك ثلاثة عوامل تعلب دورا هاما في حالة الصمود الفلسطيني: أولا صمود المجتمع والتحامه مع المقاومة، بسالة المقاوم الفلسطيني وانصهاره بالقضية الفلسطينية وثالثا الأسلحة التي طورتها المقاومة الفلسطينية بشكل يدوي ولتكتيكات التي اتبعت، بما فيها الانفاق التي باتت تعتبر سلاحا اسراتيجيا هجوميا لن تكن إسرائيل تدرك فعاليته.

- إسرائيل قائمة على سرديتين واسطورتين: الأولى انها الملاذ الآمن لكل يهود العالم، رغم ان امن اليهود في مختلف يهود العالم هو اكثر تقدما منه في إسرائيل. والثانية انها الدولة القومية والأجهزة الأمنية التي لا تخترق.. هذا كله تهاوى..

- نظرا لكوننا أكثر المتألمين، كشعب فلسطيني، لما يحدث في قطاع غزه والضفة، فنحن نستقبل بامتعاض شديد اية ملاحظات تبدى من مواقع ليست صديقة للمقاومة او ملاحظات عن عبثية المعركة التي نخوضها.. ولا نقبل اية مزايدات من احد، ونعتبر ان هناك حربا فرضت علينا ويجب ان نخوضها حتى لا نعود الى المربع الأول..

- نقدم التضحيات ونقاتل ونستطيع ان نصمد ونحقق نتائج سوف نتلمس نتائجها الإيجابية فيما بعد، لأن المعركة التي نخوضها من نوعية المعارك التي ستبرز نتائجها في وقت لاحق، والدم الفلسطيني سينتج دولة فلسطينية سيدة على كامل أراضيها وعودة اللاجئين. وليس امامنا من خيار سوى المقاومة وبمساندة قوى المقاومة الشريفة والمبدأية في المنطقة في لبنان والعراق واليمن ونحن واثقون ان هذه المعركة ستنتج توازنات جديدة لصالح شعوب المنطقة.

- موقف الاشقاء في اليمن نابع من المعاناة التي تولد هذه الصلابة والصميم والاصرارعلى النضال، فهذا هو حال الشعب الفلسطيني وكل الشعوب المضطهدة، وهو موقف نفتخر ونعتز به ونستند اليه ويؤشر الى مستقبل الحالة العربية في المدى المتوسط والبعيد، ونعتبر ان ما يحدث في البحر الأحمر هو معركة جدية لا تختصرها قضية منع وصول البضائع الى إسرائيل. 

https://youtu.be/tpJsNWObaG8

وسوم: العدد 1067