إدخال مساعدات طبية لا يحتاجها قطاع غزة.. ما السبب؟!

70% من المساعدات الطبية التي دخلت قطاع غزة لا تحتاجها المستشفيات في جميع مناطق القطاع في الظروف الحالية، حيث أكثر من 100 ألف فلسطيني وفلسطينية بين شهيد أو جريح والباقي نازحون.

وفي ظل حصار خانق دمرت فيه غالبية المستشفيات بشكل كامل أو أخرجت من الخدمة، أو تحولت إلى مراكز إيواء أو نقاط عسكرية لجيش الاحتلال، لم تعد ثمة فائدة لبعض الأدوية والإمدادات الطبية.

ويبدو أن قوائم الأدوية والمساعدات الطبية التي يحتاجها القطاع الطبي والصحي في قطاع غزة والتي يعلن عنها ويقدمها العاملون في القطاع الصحي لهيئات الإغاثة لا تؤخذ بعين الاعتبار، مثل الوقود والأدوات والأدوية التي تدخل في العمليات الجراحية، فيتم التركيز على أدوية وأدوات تبدو في ظروف غزة نوع من الرفاهية غير المحببة.

خصوصا إذا علمنا أن عمليات جراحية وعمليات بتر للأعضاء تتم دون تخدير، وبعض الحالات يموت المصاب لعدم توفر العلاج المناسب له بسبب النقص في الأدوية أو عدم توافرها نهائيا.

فما هي حاجة غزة لملابس واقية من فيروس كورونا كانت ترتديها الطواقم الطبيبة والصحية لتجنب الإصابة بالفيروس من أحد  المرضى؟ّ لقد استغل أطفال غزة هذه الملابس ليقوى أنفسهم من المطر الذي تساقط على خيامهم وللعب مع أقرانهم لعبة الاستغماية.

يبدو أن بعض المساعدات من بعض الجهات عشوائية ولا تهتم بالنوعية وباحتياجات غزة الفعلية.

والهدف من إرسالها دعائي فاضح وفاجر في نفس الوقت، فما يهم بعض الجهات والدول المتبرعة هو الشكل والمشهد الإعلامي حتى يقال بأنها أرسلت كذا شاحنة إلى قطاع غزة، ترافق هذا الإعلان زفة وزيطة وزمبليطة، تشيد بالموقف القومي والإنساني لتلك الدولة أو الجهة المتبرعة.

والأخطر هو أن الاحتلال هو من يحدد ماذا يدخل القطاع، ويتعمد إدخال شاحنات لا تفيد كثيرا حتى يقول إنه لا يمنع دخول المساعدات ويحقق مطالب محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة وما يطالب به العالم أجمع.

وحتى يتحكم بما يدخل فهو يقوم بتفتيش دقيق لمحتويات الشاحنات فيمنع ما يريد ويدخل ما يراه مناسبا له فقط، وبالتالي تتكدس الشاحنات لأن ما يسمح بدخوله شحيح بالكاد يكفي لحي صغير، أو مخيم، والهدف إبقاء غزة وشعبها في حالة موت سريري بطيء بسبب الجوع والأمراض والقصف وعدم توفر الأدوية وجميع الخدمات بعد تدمير البنية التحتية في جميع مناطق القطاع.

وبدون ضغط عربي ودولي يدخل المساعدات رغما عن الاحتلال ستبقى المساعدات شحيحة وانتقائية بطريقة مفزعة.

وسوم: العدد 1068