تحذير من استدراج الغرب للمعارضة ولا ثقة بغير ميثاق
تحذير من استدراج الغرب للمعارضة
ولا ثقة بغير ميثاق
عبد الله المنصور الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم....أرجو التبليغ والتعميم على أفراد المعارضة
أكرر القول والتحذير من أن استخدام النظام للسلاح الكيماوي لا سمح الله ولا قدر ستكون عاقبته وخيمة على أعضاء المعارضة جميعها فردا فرداإن النظام وكما مرد على سبيل الإجرام يدرك تماما كما أدرك من قبل أن هجوما شاملا يذر آلاف الضحايا دفعة واحدة سيتسبب بإحراج كبير للغرب مما قد يعرضه للعقوبات الصارمة كما كان الأمر مع الأخرق العاتي القذافي .ولذلك فقد بدأ النظام بأعداد يسيرة -نسبيا- معدودة من الضحايا وكأنه أمر متفق عليه
واليوم إن تجاسر النظام واضطره الجيش الحر إلى أضيقه ولم يبق أمامه من خيار سوى الهزيمة أو الكيماوي لن يستخدم الكيماوي إلا بكميات محدودة جدا في البداية كجس النبض ورفع الضيق والتخويف به ولن يبلغ أن يستخدمه برأي على مدى واسع .ولكن في مواطن محدودة وفي أوقات معينة لفك حصار أو ترجيح كفة
وإني أنذر الائتلاف والمجلس كليهما من أن كامل المسؤولية الشرعية والأخلاقية والسياسية تقع عليهم .لقد خرج جورج صبرا اليوم على الجزيرة ليتحدث بكلام من نحو الذي ذكرته في مقالتي السابقة والتي أنسخها تحت هذه العجالة . ولكن وكما يقولون الطبل في الدكان والعرس في البستان ! فالمطلوب هو عقد لقاءات صحفية عاجلة جدا في الغرب للتحذير من كل هذا .وإني أشدد النكير والتحذير من الاستغراق في طواعية الغرب والقنوع إلى حد الخضوع لإملاءاته وتصديق وعوده وقد تبين لكم أنها مواعيد عرقوب أخاه بيَتْرَب .فلا ينبغي أن ينطلي عليهم خداعهم ولا يأمنوهم وقد خانونا وأسلمونا ومنعونا حتى من مضادات الطيران وأشبعونا وعودا ونفاقا كما أشبعوا النظام وعيدا وتهديدا بالقول دون الفعل .وفي السياسة لا تعطى الثقة من غير ميثاق .فالحذر الحذر .لا يسعكم والله اليوم غير الذي ذكرت فاتقوا الله في هذه الأمة فقد أثخنا تضحيات وأتخمنا ترهات ولا حول ولا قوة إلا بالله
...........................................................................
إن أولى ما ينبغي أن يتحلى به سائس الناس (السياسي) من ميزة واختصاص هو عين ما يتميز به حذّاق التجار حين لا يفوتون فرصة وينتهزون كل نهزة بل ويخلقون الجو الملائم ويبعثون ما هو نائم . إن الإعلان بالتخويف والتحذير من استخدام السلاح الكيماوي كان يفترض أن توجد فكرة التخويف به والاستفادة منه عند المعارض السوري الحصيف من غير تخوف من استخدام السلاح الكيماوي وقد نبهتهم إليه منذ أشهر ! فكيف به وهو يتجاهل خطارته ونذارته ويعرض عنه وهو حقيق ؟ أم أنهم ينتظرون الفاجعة -لا سمح الله ولا قدر- ليتحركوا كعادة المعارضة السورية من المجلس وغيره من السعي وراء الحدث وعدم استشرافه
إن تحميل قادة الغرب المسؤولية الكاملة عما قد يقترفه النظام من إجرام أمر في غاية الأهمية فهو يساهم في إخراج المعارضة مما ورطت به أنفسها من ولاء وتبعية عمياء للغرب ويساعد على حمل الغرب على التدخل السريع والفعّال في سوريا.إننا إذ نرفض ما دعا إليه الابراهيمي من نشر قوات لحفظ السلام ندعو بالمقابل الغرب إلى تحمل مسؤوليته الإنسانية والأخلاقية والتاريخية وإلى شل قدرات النظام الفاشي على استخدام السلاح الكيماوي ندعوه إلى المساهمة في نزع ما ورثه النظام من سلاح فتاك غربي لا تقره الشريعة الإسلامية وندعوه إلى ضرب وتأمين مستودعات الذخيرة الكيماوية والبيولوجية ولو احتاج هذا الأمر إلى تدخل محدود بري شريطة أن يكون هذا بالتنسيق مع الجيش الحر
إن دعوتنا هذه متعددة المكاسب والفوائد فهي تظهرنا بمظهر المسالم والرافض للأسلحة المحظورة عالميا فنحن حقا لا نطمح إلى سلاح يبيد الإنسانية ونبي ديننا مبعوث رحمة عالمية للإنسانية .إن دعوتنا هذه تربك الغرب وتستحثه على التحرك قبل الكارثة لا سمح الله ولا قدر وحركته ربح لنا وفائدة من وجوه لا تحصى.فلم لا يتحرك الائتلاف لعقد مؤتمرات في الغرب تحذر من هذا النظام وجنونه الممزوج بالإجرام من كل فنون ,لم لا يجهر الائتلاف بأن على الغرب التحرك الآن وعدم انتظار الكارثة ؟ لم لا يجهر الائتلاف بأن الغرب تأخر كثيرا ووقف في صف النظام لمّا لم يمارس على النظام من أول يوم الضغط والتهديد إذا أمعن في القتل والتصعيد ,كما يهدده اليوم فيما لو استخدم السلاح المحظور .لم لا يطالب الائتلاف بتسليح الجيش الحر بالسلاح المكافئ وبالأقنعة الواقية ويوضح عدد الضحايا وخاصة الأطفال الذين يسقطون كل يوم بسبب الحظر على مضادات الطيران !. لم لا يهدد الائتلاف على الأقل الغرب بكشف حقيقة تقاعس الغرب عن نصرة سوريا كما فعل في ليبيا وأن السبب هو الدولة المدللة -اسرائيل- إن حسن التلويح بهذا التوبيخ يحرج الغرب واسرائيل كليهما ويفضحهما
باختصار لم هذا السكوت والغيبة -الإمامية- للائتلاف ولِمَ يسير الائتلاف على خطى المجلس ويتهرب من كل ظهور إعلامي في الغرب وإن اضطر إليه اكتفى بما يمليه عليه الغرب من قول لا يخدم الثورة البتة!؟
هذه الصورة فقط وحكاية هذه الريحانة التي اقتطفتها بأسوأ وأقبح طريقة يد الإجرام والطغيان فهي كفيلة بإحداث زلزال في وجدان الغرب فيما لو أحسن استخدامها
