النتن والبغل.. قد يشكلان حكومة انتحار يهودية
النتن والبغل.. قد يشكلان حكومة انتحار يهودية
عبد الله خليل شبيب
لقد جاء ائتلاف قطبي التطرف الإرهابي [النتن- ياهو – وليبرمان ] في وقت عصيب تُصَعِّد فيه العصابة اليهودية عدوانها .. وتصر على تمردها واستهانتها بمكل من حولها ..ومن عندها [ ومن تحتها من أقنان أوسلو وأشباههم ].. بل بكل العالم وقراراته وقوانينه وقيمه وأخلاقه وشرائعه ..إلا ما يروق لها وما يتلاءم مع مصالحها وأطماعها وأهوائها وأحلامها المريضة !
.. لقد قيل الكثير في مثل هذه الحالة : اجتماع شبيهين – أو نقيضين .. لا يجمعمها إلا التعصب والتطرف الإرهابي .. والتعطش لسفك الدماء وسلب الحقوق ..وفرض وجهة نظرهم وحماقاتهم على الجميع – بعيدا وقريبا ..دون أن يحسبوا حسابا لأحد !
لقد قيل في أمثال العرب – الذين تكرهونهم حد الاحتراق! [ فقد ألف أحد الحاخامات [ حاييم تزوريا ]: كتابا بعنوان [ حق الكراهية ] ليبرر فيه اضهاد الفلسطينيين وقتلهم ! واالتمييز اليهودي ضدهم !]-: تقول أمثالنا العربية : وافق شن طبقة ..وقيل [ التم المتعوس على خايب الرجا ] .. وقيل غير ذلك !
أما اليهود فمن أمثالهم العنصرية : لا تأمن للعربي ولو مضى على موته أربعون عاما ..!@– العربي الميت خير من الحي - ... إلخ
.. وإن كانت الظروف هذه المرة متغيرة نسبيا .. فقد نجح [ باراك أوباما] في أمريكا رغم أنوفهم – وربما لأول مرة – ضد رغباتهم ..التي كانت – وربما لأول مرة أيضا معلنة – حيث أعلن النتن- ياهو ..صراحة انحيازه ..إلى [ ميت رومني] خصم أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية ..!.. على عكس عادة اليهود من قبل الذين اعتادوا أن ينافقوا للجميع ..وأن يتحينوا الفرص للاصطياد في الماء العكر وغير العكر .. والاستغلال والابتزاز إلى أخر درجة!
.. وجاء نجاح أوباما – عكس الرغبات اليهودية والصهيونية .. ليثبت للأمريكان والعالم _ بالبرهان.. أكذوبة سيطرة اللوبيات اليهودية على الشعب والقرار الأمريكي ..وإمكانية انعتاق الرؤساء من [ نير وعبودية اللوبيات ويهودها] ..!
فهل يجرب أوباما أن يتقدم خطوات جريئة نحو شيء من العدل والمنطق وتقديم مصالح أمريكا على مصالح الدولة اليهودية .. – وخصوصا في الشأن الدولي ..وفي قضية فلسطين – بالذات وفيها أوضح وأفدح ظلم تحميه وترعاه الولايات المتحدة – مما جعلها عدوا للعرب والمسلمين كحليفتها الصهيونية تماما!- ..وهل يغير كذلك – ولو بعض سياسة أمريكا - فيما يسمى : بالشرق الأوسط .. ويحاول اتباع المباديء الأمريكية المعلنة – عن الحريات والحقوق .إلخ -.. لا المحرفة ولا المترجمة صهيونيا – كالعادة !
.. نحن نتمنى ..أو نحلم بشيء من ذلك – ولو – في سياق رد التحدي والصفعات النتنة ..ولكنا – مع هذا وذاك نستبعد ذلك .. لوجود [ كلاب صهيونية متربصة في الكونجرس ] من اليهود وعملائهم المرتشين منهم ..ومن أعداء العرب والمسلمين ..الذين قد [ يعقرون ] أوباما أو أي أحد يمس [ قداسة الدولة العبرية ] ..ويخرج عن منهج تدليلها .. الذي أفسدها .. وجعلها [ تلاطش ] يمينا وشمالا .. بدون حدود ولا قيود !..
.. كما أننا نشك في جرأة الرئيس المتجدد على أن يقدم على أية خطوات جريئة من ذلك النوع..ولأن أمريكا دولة مؤسسات [ تمركز فيها كثير من الصهاينة وتغلغلوا ..وعششوا وباضوا وفرّخوا ] فلا تلد إلا شؤما وظلما وعدوانا !!
.. في هذه الأجواء – التي لا تزال مواتية صهيونيا – وإن كان قد بدأ العد التنازلي لطغيان وعلو وعربدة الصهاينة .. ولكن التطرف والغلو والغرور يزداد عندهم ويتصاعد .. وهم بصدد إعلان يهودية الدولة .. وبالتالي [ أحقيتهم ] في إخراج أي عنصر غير يهودي منها .. ولو كانوا أهلها .. وهم يعتبرون كل فلسطين – من النهر إلى البحر [ نواة فقط] لدولتهم..وفي عقيدتهم أن ألأردن – وأجزاء إخرى غيره – من الفرات إلى النيل ..هي من صلب وطنهم .. وحقهم..وإن رضوا بأن تكون الأردن وطنا بديلا .. للفلسطينيين –المطرودين من بلادهم – سابقا ولاحقا – فذلك بشكل مؤقت وإلى حين –حتى يهضموا ما يبتلعون !- ..وفي الخطوات التالية – حسب مخططاتهم وأحلامهم- فعلى جميع العرب والمسلمين الموجودين في [ أرضهم التاريخية الداخلة في الوعد الإلهي – بما في ذلك ما يسمونه [ إسرائيل الشرقية ] أي – شرق الأردن – إلى سكة حديد الحجاز على ألأقل ! ] أن [ يغربوا ] عن وجوههم ..وأن يخلوا لهم أرضهم..ويعودوا إلى الجزيرة – عدا مستوطناتهم القديمة في خيبر وحول المدينة التي يطالبون بها !
.. ومن لا يوافق على العودة إلى جزيرة العرب .. فليستعد للموت والإفناء ..إلا بعض القليل من [ الغوييم ] قد يبقونهم عبيدا لهم .. ليكلفوهم بالأشغال الشاقة والقذرة ..وخدمة بني صهيون..أو بني إسرائيل – شعب الله المختار!
كما ابتدعوا فكرة اعتبار المناطق المحتلة سنة 67- ليست أرضا محتلة ليشرعنوا المستوطنات التي تقضم أرض الضفة تدريجيا ..- تلك الشرعنة – على الأقل – في نظرهم ..وأمام الأوروبيين .. مع أن كل كيانهم- وما ترتب عليه فاقد لأي شرعية ..من جميع الوجوه والاعتبارات !!
..وفي ضوء مثل هذه المعطيات..التي ستجد ردود فعل أعنف - والتي ما زال [الربيع العربي ] يقطع عليها وعلى أمثالها الطريق .. فإن أمثال [ ليبرمان والنتن ياهو ] .. سيسيرون بدولتهم ويهودهم في طريق الانتحار الأكيد ..ويؤلبون عليهم العالم بغرورهم وتعصبهم ..وإرهابهم وعدوانهم ..وتعاليهم على الآخرين ..وإصرارهم على [ تصرفات الدولة المدللة المتمردة المارقة..! التي يجوز لها ما لا يجوز لغيرها ..والتي تجرم فلا تعاقب على ما يعاقب عليه أو على بعضه غيرها]!..
.. فإن كان عندهم متطرفون .. فعندنا أكثر تطرفا .. وإن كان عندهم دمويون وسفاحون ومجانين .. فلسنا أقل منهم شأنا ..ولا إحساسا ..والعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم !