الحكومة الانتقالية... بداية القصة الحقيقية!!

الحكومة الانتقالية... بداية القصة الحقيقية!!

محمد سعد الدين

ستضمّ بين اعضائها رجال من خيرة رجالنا المتمرسين بدهاليز السياسية الدولية.. ولعلهم  الأقدر على فهم الواقع المرير الذي يحيط ببلدهم فاختاروا  أن  يمخروا لجهه وسط العواصف العاتية

 يسابق العالم الزمان لرسم خارطة طريق للحكومة ....في مخططهم لربما  ستكون  جاهزة قبيل معركة دمشق الحاسمة وربما ستتحمل عواقبها.....(امّ المعارك  وأم المهالك للعدو إن شاء الله)المعركة التي    ستحدد ربما مصير العالم لعقود طويلة  ....المشهد تكتمل صوره... تقترب القوى الداخلية من توازن القوى الضامن لاطالة المعركة الطاحنة وشدتها, الثوار يقتربون من دمشق وحصارها....الدولة العلوية احتفظت لها بافضل قواتها ...القوى الكبرى تبدو متمسكة بشدة بمصالحها.. بل بمعركتها هناك 

المعركة السياسية ربما هي الاشرس ...الالمان ألقوا بثلقهم مع الامريكان فاختاروا مرشحهم الصناعي!! رياض سيف(لم ينسوه وهوفي ضيقه.. فاخرجوه من غياهب سجون الأسد) .... الفرنسيون ابتعدوا قليلاعن المشهد  السياسي....... ربما سيتكفلون بالمجلس العسكري وطلاسه......... الصينيون تميزوا قليلا عن الروس الذين مازالوا يصرون على المواجهة حتى استنزاف الجميع ربما هذا هو هدفهم في نهاية المطاف 

الشعب السوري ومعارضته لايملكون الكثير من الخيارات

الثوار وبكل تضحياتهم لم يستطيعوا ان يفرزوا قيادة قوية تترجم قوتهم الفعلية.

 السياسيون استنفذوا الكثير من جهودهم في مماحكات ومناكفات لاطائل منها 

سوريا تنتظر رجالها الاستثنائيون ....  ...... رجال لايفزعهم القادم رغم هوله....قيادات تعرف كيف تحوّل ضعف موقفها إلى قوة.....هم من يقلبون الطاولة على رؤوس من اراد ان يضع السوريين قربانا عليها.... رجال يدركون ان السوريين يمتلكون الكثير مما يبحث عنه الاخرون فيقايضونه  لتحصيل الأفضل لشعبهم 

سورية امام لحظة ربما هي الاصعب في تاريخها الحديث

فالشام لم تتوقف لحظة عن انجاب الرجال الأبطال و المخلصين ....لعلها هي اللحظات الاصعب تلك التي تظهر معادن رجالها.. القادرين على أعادة المشهد القاتم بتركيبته نفسها وتعقيداته ذاتها....... فتبدو مضيئة مشرقة 

المعارضة الوطنية بمجلسها وهيئاتها وحكومتها المؤقتة لهاعلاقات متينة وروابط وثيقة مع قوى كبرى واقليمية سياسية واستخباراتية..... رجال سورية الاستثنائيون  هم من يستوعب هذه الصلات ويوظفها لصالح الثورة ومستقبلها دون تخوين او تشكيك.. فهم من يملك دهاء السياسيين... وذكاء التجار... وصبر العلماء..وحكم الحكماء

المعركة على ارضنا ندفع ثمنها غاليا والجميع يبحث عن بوصلة أرشاد بين جماعتنا بل عن موطئ قدم على ترابنا

  فمن يملك بُعد النظر.. وبصيرة الحكيم.. ليفاضل في تقديره مساحة الاضرار وأقل الدماء في معركة دمشق وريفها القادمة 

بين ظهرانينا جماعات مخلصة تملك النخوة والشجاعة ينقصها الفطنة  والحكمة وبعد النظر لتسخير ما لديها لصالح الثورة وينقصها كذلك امتلاك البوصلة الصحيحة لتحديد الأتجاه الأنسب ربما لخدمة الثورة ومستقبلها

بوادر حروب متوالدة وفتنة عمياء قد تنشأ بينهم فتحتاج من قادتنا أن يكونوا ربما أكثر وعيا وفطنة في أحتوائهم  واخد بايديهم..............فمن ياترى يقترب من المخلصين الجهلة هؤلاء وينزع فتيل فتنة ستكون ربما الاكثر ايلاما في المستقبل؟؟؟ 

الاكراد توأم العرب على مدار التاريخ أنجبوا لنا مصدر عزنا  صلاح الدين الأيوبي رحمه الله

في مخطط الكبار هم  وقود حربا بين الشقيق وشقيقه حتى تُسفك الدماء ويتعمق الشرخ وينسلخ بعدها  الاقليم الكردي ليلتصق بقرينه العراقي ... 

اردوغان أعطانا دروسا بليغة في رقصه مع ثعالب السياسية...  لعل أبلغها مع الاكراد فأدرك بعبقريته السياسية ان دولة الاكراد قادمة لامحالة فاختار ان تكون خارج بلاده......... وان يربطها بانابيب الاوكسجين من غاز وكهرباء وماء وبناء حتى يتحكم مستقبلا بجموحها 

رجالنا الاستثنائيون املنا الاخير في تسخير ضغوط  الكبار لصالح مستقبل الثوار وأمتهم  لعلهم سيتعاملون مع الشعب المجاهدوالمرابط  بشفافية وصدق  فمن احتمى بالشعب حماه، ومن استخف باهله  ضاع... وفقد ربما صلاحيته فهل سيتعامل المجلس الجديد وحكومته مع الكبار بفكر جديد ودهاء موجه لصالح الثورة أم سيكون كرة يتقاذفه  الكبار تتبعثر مكوناتها  هنا وهناك؟ وإننا لمنتظرون خياراتهم المصيرة لعل من ضحى كثيرا يجدوا ضالته فيهم........ فلم يعد يهم الشعب كثيرا بعد معاناته الطويلة الناطور...وأسمه بل العنب وطعمه , أم ياترى هل اُكلنا يوم أُكل المجلس الأول وجمعه؟ وتلك قصة طويلة.