حول الوضع الراهن وتعليقًا على كلام بشار الأسد
بيان الرابطة الصادر رقم 1
بيان رابطة علماء الشام
حول الوضع الراهن وتعليقًا على كلام بشار الأسد
الحمد لله رب العالمين، القائل: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)، والصلاة
والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فمن منطلق الواجب الشرعي الذي ألقاه الله على كاهل العلماء، حين وصفهم بأنهم: (الذين يُبَلّغون رسالات الله ويَخشونه ولا يَخشون أحدًا إلا الله)، تؤكد رابطة علماء الشام:
* · أن شرعية الحاكم أو ولي الأمر إنما تقوم حين يصل إلى الحكم بطريقٍ شرعيّ، وإنما تَلْزَم حين يعبر عن مصالح الشعب بكل فئاته، وإنما تبقى بصَوْنِه حقوقَ الناس ومصالحَهم، وحَقْنِ دمائهم وأموالهم وأعراضهم وكراماتهم، وأن يكونوا آمنين مطمئنين على أنفسهم وأهليهم، وإنما تسقط بانتهاك حرمات الدين، وسفك الدماء الآمنة، وتدمير الدولة، والسياسات الحمقاء.
وبناء عليه: فإن الرابطة تؤكد تَوَفُّرَ كلِّ المسوِّغات لنَزْع شرعية بشار الأسد ونظامه.
* · أن شعبنا السوري العظيم، يقوم بواجب جهاد الدَّفع، الذي هو من الجهاد المتَّفَق عليه؛ لأن دفعَ ضرر العدوّ عن الدين والنفس والحرمة واجبٌ إجماعًا، "فالعدوّ الصائل الذي يُفسد الدين والدنيا لا شيء أوجبُ بعد الإيمان من دفعه، فيُدفَع بحسب الإمكان"، وقد تحول النظام السوري بخطاباته وسياساته وممارساته الفعلية إلى عدوّ للشعب.
* · أن مسؤولية سفك دماء السوريين يتحملها النظام السوري وحده؛ بمقتضياتٍ عدة: أولها: أنه يتحمل ذلك بحكم كونه وَلِيَ أمرَ الشعب وأقسم على حمايته وصون مصالحه، وثانيها: أنه الممسكُ بزمام الدولة وقوتها الباطشة، وثالثها: بحكم صدور فعل القتل والبطش منه ومن آلته العسكرية، وبأوامره.
* · أن من يموت في سبيل هذه المعركة التي يخوضها النظام ضد الشعب، هو شهيد بإذن الله، ما دام يدافع عن دينه ونفسه وعرضه ووطنه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد" (أصل الحديث في الصحيحين، وهذا لفظ أحمد).
* · أن ذمة المسلمين واحدة، يسعى بذمتهم أدناهم، وأن واجب نُصرة مظلومهم وإعانةِ منكوبهم من مقتضيات الإيمان بالله، كما أن نصرة السوريين - جميعًا - واجبٌ بحكم العروبة والإنسانية اللتين مرق منهما النظام السوري كما يمرق السهم من الرميَّة، فقد دخلت امرأة النارَ في هرة!. ولذلك لا معنى للحديث عن مفهوم "التدخل في الشأن الداخلي السوري"، لأن الأخلاق لا تُحَدُّ بحدّ، ولأن الظلم ظلماتٌ لا يمتاز ظلمٌ من ظلم، بل إن الشاعر العربي القديم أدركها مبكرًا حين قال:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقْع الحسام المهنّد
* · أن ممارسات الجيش والكتائب الموالية للنظام التي تقصف وتدمر وتقتل وتشرد، وتنتهك، هي من باب الإفساد في الأرض.
ورابطة علماء الشام، تدعو العالم أجمع، إلى مناصرة الشعب السوري، وتُلقي باللائمة على كل قادرٍ متقاعسٍ عن صون دماء السوريين، ودَفعِ ظلم نظام مجرم مصمم على سفك المزيد حين يصر رئيسه على القول: "إن الحسم يستغرق وقتًا أطول"!
وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يثبّت السوريين على الحق، وأن يسدد خطاهم في مقاومة الظلم، وأن يرحم شهداءنا ويواسي أهليهم وذويهم.
والحمد لله رب العالمين.