عندما يرتفع صوت المنظمات "اللاإنسانية" عالياً

معاذ عبد الرحمن الدرويش

عندما يرتفع صوت المنظمات "اللاإنسانية" عالياً

معاذ عبد الرحمن الدرويش

[email protected]

من المعروف أن شرارة الثورة السورية تفجرت بسبب تعذيب أطفال أبرياء في درعا،طبعاً هذا الأمر ليس بجديد على النظام ذو التاريخ "المجيد" بانتهاكات حقوق الإنسان في أقبية سجونه و دهاليز مقرات استخباراته .

و مع انطلاق مسيرة الثورة،خلع النظام كل الأقنعة التي كان يتستر خلفها،ليكشف عن وجهه الحقيقي الإجرامي القميء.

الأحداث و الوقائع و الصور و الفيديوهات و الروايات لأناس خرجوا من أقبية النظام ،تؤكد أن النظام لم يترك محرماً من المحرمات إلا و انتهكه،سواء بالجسد أو بالنفس او بالقيم و التقاليد و الأعراف الأخلاقية و الإنسانية و الدينية و غيرها....

فبالعذاب الجسدي يتفنن المجرمون أي تفنن(قلع اظافر- صعق كهربائي- حرق- إغراق بالماء-تعليق الجسد بطرق متعددة- الضرب بكل الوسائل المتاحة- التجويع و التعطيش، استخدام بعض الادوات الكهربائية "كالمثقب أو غيرها) سرقة الأعضاء البشرية لمعتقلين أحياء و من ثم تصفيتهم

و في كثير من الأحيان يستمر التعذيب حتى الموت،و هناك شخص تم إعدامه بوضعه في"نتافة الفروخ"

و بالعذاب النفسي قتل و اغتصاب و تعذيب من له صلة قربى بالمعتقلين  الثوار على مرآى منهم ،اغتصاب جماعي للنساء و الأطفال و الرجال،تعرية النساء في الشوارع اثناء اعتقالها .

زج الأطفال و النساء و حتى المعتقلين - من الشباب - في بعض الأحيان كدروع بشرية في كثير من مهام المداهمات للقرى و المدن  الثائرة.

هدم دور العبادة و قصفها و تدميرها،قتل الاطباء، تدمير المستشفيات،خطف الجرحى، خطف جثث الشهداء،منع إقامة مراسيم الدفن و العزاء،قصف الجنائز و المقابر............

هذا ناهيك عن ذبح الاطفال و النساء  بالسكاكين و غير ذلك.

طبعا هذا باختصار لأننا إذا أردنا الاستمرار في سرد ما يقوم به النظام من جرائم نحتاج لصفحات و صفحات...

هذه الحقائق مكشوفة و معروفة ، و هناك عينات موجودة على كل تفصيل من التفاصيل،و رغم كل هذه  الصلافة و الوقاحة و العهر و الوحشية من النظام إلا أن التقارير التي تصدر من منظمات حقوق الإنسان تأتي على استحياء ،و كانت في كل تقاريرها تتردد كلمات خجولة (ربما و قد) و إلى  ما هنالك من تعابير  تأويلية منافقة.مع ان الجميع يدرك أن انتهاكات النظام و جرائمه ليست أكيدة و إنما يقينية،لدى القاصي و الداني.

لكن و مع تداول أول تصوير للقصاص من مجرم قاتل من مجرمي النظام، في شبكة الانترنيت،ارتفع صوت المنظمات "اللاإنسانية" عالياً على غير عادته،ليصدر بياناً،بالتأكيد و اليقين بان النظام و الثوار- على حد سواء - يقومان بانتهاكات لحقوق الإنسان .

يا ترى هل من الواجب على الثوار و الجيش الحر أن يتقدم بأكاليل الورد و الياسمين- حسب قوانين هذه المنظمات التي تدعي نفسها انها منظمات إنسانية- لهؤلاء المجرمين البعيدين كل البعد عن الإنسانية و البشرية.

و إذا كان المطلوب ذلك ،فإننا نطالب هذه المنظمات أن ترسل لنا دفعة مساعدات من الزهور و أطواق الياسمين لأن الوطن لم يعد فيه لا حديقةً و لا مزرعة و لابيتاً و لا شارعاً و لا  مسجداً و لا مستشفاً و لا مدرسة ولا ساحة إلا و حرثتها "جنازير"دباباته و حفرتها قنابل مدافعه و صواريخه،حتى نتمكن من تحقيق إنسانيتهم المستفيضة  بمكافأة هؤلاء اللابشر الذين ينتمون لمنظماتهم،مع انهم عجزوا عن تقديم  شحنة خبز إلى شعب سوريا المحاصر بالخوف و الجوع و الموت.

لكننا ندعو الله  أن يقع أحد هؤلاء المنافقين أو إنساناً يخصه بيد هذه الوحوش،و لنرى فيما بعد إذا كان لديهم قوانين إنسانية  "خمس نجوم " أو لا...

من المؤكد أننا لو طلبنا منه بعد ذلك أن يكتب تقريراً عما حدث لمنظمات حقوقه "الإنسانية" فإنه سيرفض ذلك ،و سيكسر كل أقلامه و يمزق كل أوراقه و يحرقها ، لأنه يدرك أن عليه حمل أشياء ثانية غير القلم و الورقة ،من اجل الحفاظ على الإنسانية التي ماتت في هذا العالم المليء بالهياكل البشرية...