النقد المباح... و خريف العرب الذبّاح

د. محمد سعد الدين - كندا

ينتقدني بعض الأحبة بعنف ... يتسائلون كيف أنتقد بلطف حال أمتي ؟! يتهمونني بمشاركتهم كوابسي ... يفضلون الأحلام الوردية و ترك الغد, ربما لأعدائهم ... يبحثون عن الدواء دون أن يتحملوا مشقة تشخيص الداء... لا أمتلك سوى قلم رخيص.. و فكر ينشغل بحال أمتي ... لا أملك سلطة القرار و لا حتى اجبار الآخرين على مشاركة حروفي ... فعذرا لاستمراري بالكتابة لمن لا يملك سعة الصدر ... لمن يهلل لاستقبال فضلات الدولة العلوية و يرتجف من كلمة يهمسها أخ محب 

يكتمل المشهد يوم بعد يوم ... يقترب العالم العربي من خريفه الأصعب ... يبدو و كأن الأصدقاء الأعداء و معهم وكلاءالشيطان الطيبون قد حددوا ساعة حسمهم ... يعود الرئيس المصري المخلص من قطر و في جيبه وعود بمال قارون بعد أن اكتشف أن حال بلده... سيدفعه الى القدوم الى خليج خلفان ولكن ليس راكعا كما تمنى ذلك السفيه ... يعود خبير ناسا و في يده قرارات لتنحية الرجل القوي و أركانه ليتحمّل هو و جماعته المسؤولية كاملة لما سيحدث في الاسابيع القادمة ... يخطط الخبثاء و معهم جهلاء الأمة لعملية انتحارية مدوية في قلب الدولة العبرية انطلاقا من سيناء ليعود بعدها الاسرائيليون لاحتلال سيناء من جديد لتبدأ حرب شاملة بين الدولة الأقوى و دولة ما زالت تحبوا و في خزينتيها وعود من وكلاء اعدائهم

لبنان ... لم ينتبه الكثيرون كيف اكتشف اللبنانيون مؤامرة سماحة قبل و قوعها!!!! و هل لم يعثروا طيلة الثلاثون عاما حتى على خيط واحد من كل الاغتيالات و التفجيرات التى لا تعد  لاتحصى ... بلاد الأرز سيذهب و بعد الكشف عن تفاصيل ما وراء سماحة و رفاقه الى وضع يُدفع فيه حزب الله الى احتلال لبنان بأكمله و اعلانه حليف كامل لايران لتدخل البلاد من جديد في حرب مدمرة قاسية

اسرائيل و أخواتها في هجوم كاسح على مراكز منتقاة من ايران تقزّم طموحها و لا تلغي قوتها التي ستتجه الى الخليج في حرب هالكة يخرج فيها الفرس كل احقادهم المتراكمة لينهار من خلالها بعض انظمة الحكم(السعودية,البحرين,الكويت,الأمارات) في خليجنا الحبيب

فقد العرب حتى احساسهم.... لم تعد تزعجهم حتى صور أطفالهم تحت الركام ... يتبادلون صور المذابح كما يتبادلون بطاقات التهاني 

قبل أن يسألني شركائي في الدين و اللغة و المصير.... عن الحل و ربما الدواء ... فليسئلوا أنفسهم أولا........ هل اتسعت صدورهم لصرخة الم من محب لهم و لامتهم ؟؟