هل حقًّا أن الروس، والصينيين قد نفضوا أيديهم من الأسد

هل حقًّا أن الروس والصينيين

قد نفضوا أيديهم من الأسد

محمد عبد الرازق

 في الوقت الذي يصرح فيه ( أحمد فوزي ) المتحدث باسم ( عنان )،و يؤكد حصول تغيير في الموقف الصيني، و الروسي في مؤتمر جنيف؛ يقول وزير الخارجية الروسي( لافروف ): ( إنه قد جرى تحريف الموقف الروسي من الأزمة السورية في جنيف ).

 يأتي هذا التناقض في تفسير الموقف الروسي في ظل احتدام حدة التصريحات حول النتائج المتمخضة عن هذا المؤتمر في مسألة واحدة، هي (استبعاد الأسد ) من التسويات السياسية القادمة بموجب ما تمَّ الاتفاق عليه حول مستقبل العملية السياسية.

 فما من تصريح يدلي به وزير من وزراء الخارجية الذين حضروا؛ ما عدا ( لافروف )، إلاَّ و يؤكد أن مسألة استبعاد ( الأسد ) قد باتت محسومة، و أن أيامه غدت محدودة، و أن القراءة المتأنية لتلك النتائج تشير بدون مواربة إلى ذلك.

 لا بل إنَّ وزيرة الخارجية الأمريكية تجزم بأن شركاء ( الأسد ) من الصينيين، و الروس قد نفضوا أيديهم منه، و أنهما قد ودَّعاه إلى غير رجعة؛ فيما نتج عن لقاء مجموعة العمل حول سورية في (جنيف ) من نتائج، و قرارات.

 ففي مقابلة لها مع محطة CNN الإخبارية الأمريكية عقب اجتماع جنيف، أكدت فيها أن بشار الأسد لن يكون جزءًا من أيِّ حلٍّ مستقبلي، و قالت: ( إنَّه لا يمكن ضمُّ الأسد، والدائرة الضيقة المحيطة به إلى الحكومة الانتقالية التي أشارت إليها الخطة )، و أضافت: ( إنَّ المشروع ينص على ضرورة قبول العضوية في الحكومة، ويستحيل أن يَقبَل أيُّ طرف في المعارضة بالأسد، أو بأركان نظامه الذين تلطخت أياديهم بالدماء داخل الكيان الانتقالي؛ فالأسد لن يكون جزءًا من هذا الأمر ).

 و أضافت: (إن الروس الذي أيدوا الأسد طوال الأشهر الماضية بمواجهة المطالب التي تنادي بتنحيه عن السلطة، وافقوا أخيرًا على دعم عملية انتقالية بعيدًا عنه، و هم ملتزمون بالمحاولة، ولكنهم أقروا أيضًا بأنهم قد لا يكون لديهم النفوذ الكافي من أجل القول ليس لرجل واحد فحسب؛ بل لعائلة كاملة، ونظام بأكمله بأن وقتهم قد انتهى ).

 و لم تَنفِ كلينتون وجود تعقيدات في الخطة قائلة: ( كان لدينا خبرات سابقة؛ فقد عشنا محاولة مماثلة لأكثر من عام مع الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، الذي ظل لسنة يقول بأنه سيغادر منصبه دون أن يفعل ذلك حقيقة. والناس واصلوا الضغط والتحرك حتى تحقق الأمر ).

 غير أنها لفتت إلى أهمية مؤتمر جنيف بالقول: ( قبل اليوم لم يكن لدينا بالنسبة لسورية خطة واضحة، ومتماسكة يمكن إرسالها إلى دمشق، التي أظن أنها مصدومة؛ لأن روسيا والصين وقعتا على اتفاقية تقول بوضوح لا لبس فيه: نظامَ الأسد، وداعًا ).

 يبدو أن الروس في سياستهم الخارجية، و لاسيَّما ما يتعلق منها بالشأن السوري ما عادوا يخجلون من أن توصف سياستهم بالمتذبذبة؛ فالمبادئ ليس لها مكان في أدراج مكتب ( الرفيق لافروف ).

 و ظننُا أن ما ينسِبَهُ له نظراءه ( الأوروبيون، و الأتراك، و الأمريكان ) له من المصداقية أكثر من تفنيداته هو؛ و لذلك لما سُئل ( أردوغان ) عن تصريح له بشأن إسقاط الطائرة التركية ( إن الأمر ليس استفزازيًا من قبل نظام الأسد)؛ قال: ( لمَّا التقى بوزير خارجيتنا قال غير قوله بعد لقائه وزير الخارجية السوري، إنه يصرح بوحي لقائه بهم ).

 و مع ذلك فإنَّه قد بات من الواضح أن تعاطي أمريكا، و حلفائها، و معهم الجامعة العربية مع الشأن السوري هو الذي شجع الروس على التعاطي مع الملف السوري بهذا الأسلوب؛ فلو كان لمقررات مؤتمر (جنيف )، و من قبلها ( خطة عنان ذات النقاط الست )، و ( خطة الجامعة العربية )؛ لو كان لها أسنان لما كان الروس بهذا التعاطي، و لما كان ( الأسد ) مستهترًا بهها إلى الحدّ؛ الذي ما عاد يأبه فيه لأية تصريحات تطلق من هنا، و هناك. و هو الأمر الذي لم تخفِه ( كلينتون ) عندما استبعدت إدراج تلك المقررات تحت الفصل السابع.

 و في محاولة منه للتنصل من تبعات ما قد يحصل مستقبلاً؛ يقول نبيل العربي: (لم نُفلح في إصدار قرارات مؤتمر جنيف تحت الفصل السابع، كما طلب العرب ).

 لذلك ما على السوريين إلاَّ أن يهيؤوا أنفسهم لنفق طويل ستمر به قضيتهم، بحسب ما بشَّرهم به أحمد فوزي ( المتحدث باسم كوفي عنان): ( إنَّ طريق الخروج من الأزمة في سورية سيكون شاقًا، و طويلاً).

 و في ظل ما سبق نقول: إنَّ السوريين قد اعتادوا على النفاق الدولي في التعاطي مع قضيتهم؛ لدواعٍ باتت مكشوفة، من أهمها: ضمان الأمن الإسرائيلي ما بعد الأسد؛ و لتُرَقْ دماءُ السوريين زكيّةً على ثرى وطنهم إلى أن تقتنع الرَّبيبةُ المُدلَلَة بدمار سورية ( شعبًا، و مُقَدَّراتٍ ) بعد أن باتت مقتنعة بصعوبة استمرار ( الأسد )، نظامًا فيها.

 

 

 

 

 

 

 

كلينتون: لا مكان للأسد بخطة جنيف.. وروسيا والصين ودعتاه

(CNN) 01/07/2012

قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في مقابلة مع CNN، إنه ما من ضمانات مؤكدة حول إمكانية نجاح الخطة التي جرى التوافق الدولي عليها في جنيف من أجل مرحلة انتقالية في سورية، ولكنها أكدت بالمقابل أن بشار الأسد، لن يكون جزءا من أي حل مستقبلي، في حين ارتفعت حصيلة قتلى الأحد إلى 69 برصاص قوى الأمن والجيش.

وقالت كلينتون خلال المقابلة التي أعقبت اجتماع جنيف: "ليس هناك من ضمانات بأن الخطة ستنجح، وأنا أكره أن أقول هذا".

وأكدت كلينتون أنه لا يمكن ضم الأسد والدائرة الضيقة المحيطة به إلى الحكومة الانتقالية التي أشارت إليها الخطة، مضيفة أن المشروع ينص على ضرورة قبول العضوية في الحكومة "ويستحيل أن يقبل أي طرف في المعارضة بالأسد أو بأركان نظامه الذين تلطخت أياديهم بالدماء داخل الكيان الانتقالي".

وتابعت كلينتون بالقول: "الأسد لن يكون جزءا من هذا الأمر".

وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية أن الروس الذي أيدوا الأسد طوال الأشهر الماضية بمواجهة المطالب التي تنادي بتنحيه عن السلطة وافقوا أخيراً على دعم عملية انتقالية بعيداً عنه.

وتابعت بالقول: "هم ملتزمون (الروس) بالمحاولة، ولكنهم أقروا أيضاً بأنهم قد لا يكون لديهم النفوذ الكافي من أجل القول -ليس لرجل واحد فحسب، بل لعائلة كاملة ونظام- بأن وقتهم قد انتهى".

ولم تنف كلينتون وجود تعقيدات في الخطة قائلة: "كان لدينا خبرات سابقة فقد عشنا محاولة مماثلة لأكثر من عام مع الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، الذي ظل لسنة يقول بأنه سيغادر منصبه، دون أن يفعل ذلك حقيقة، والناس واصلوا الضغط والتحرك حتى تحقق الأمر".

غير أنها لفتت إلى أهمية مؤتمر جنيف بالقول: "قبل اليوم لم يكن لدينا (بالنسبة لسورية) خطة واضحة ومتماسكة يمكن إرسالها إلى دمشق، التي أظن أنها مصدومة لأن روسيا والصين وقعتا على اتفاقية تقول لهم: نظام الأسد، بوضوح.. الوداع".المعارضة السورية تطالب

 أمريكا بتسليحها

 وتجاوز مخاوفها من الإسلاميين

رويترز 01/07/2012

قالت المعارضة السورية إنّ على الولايات المتحدة تجاوز مخاوفها من وجود إسلاميين في صفوف المعارضة التي تقاتل من اجل الإطاحة ببشار الأسد والبدء في تسليح حركة المقاومة لإظهار رغبتها في التخلص من النظام الحاكم.

وقالت شخصيات معارضة إن الإسلاميين يمثلون أحد المكونات الأكثر تأثيراً ضمن مقاتلي المعارضة وإنّ على واشنطن أن تعرف أنهم يختلفون كثيراً عن الجهاديين على النمط الأفغاني رغم تبنيهم رؤية محافظة للإسلام.

ويتزايد الإحباط من عدم قيام الولايات المتحدة بتسليح المعارضة السورية التي تستخدم الأسلحة الصغيرة بشكل عام في الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهراً ضد الأسد وأجهزة الدولة التي تهيمن عليها الأقلية العلوية.

وقال المعارض المخضرم فواز تللو من اسطنبول إن المعارضة ظلت تستجدي الولايات المتحدة وبقية العالم طوال 16 شهراً للتدخل والآن بعد أن أهدر الأسد دماء الجميع في سورية تبدي الولايات المتحدة دهشة من أن القاعدة قد تكون موجودة في البلاد.

وقال نشطاء معارضون وقادة في الجيش السوري الحر إنّ مقاتلي المعارضة يحتاجون إلى أسلحة مثل الصواريخ المضادة للدبابات وطائرات الهليكوبتر التي يستخدمها الأسد في إخماد الانتفاضة. ويمكن للولايات المتحدة أن تزوّد بالسلاح أجنحة من المعارضة تقبلها أكثر من الإسلاميين. وقال تللو إنّ الولايات المتحدة لها عملاء مخابرات على الأرض ويمكنها من خلال الإدارة الذكية أن تعطي السلاح للأشخاص المناسبين لكن عليها في البداية أن تعطي إشارة واضحة أنّها تريد بالفعل إنهاء الدولة الأمنية التي يهيمن عليها العلويون في سورية وليس فقط إنهاء حكم الأسد.

واتّفقت الدول الكبرى يوم السبت على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية سورية لإنهاء الصراع الذي راح ضحيته أكثر من عشرة آلاف شخص لكن هذه الدول ما زالت مختلفة بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه الأسد.

وقالت شخصيات معارضة إنّ الولايات المتحدة حتى الآن أمدّت المعارضة بكمّيات لا تذكر من المساعدات "غير المميتة" مثل أجهزة الاتّصال اللاسلكية التي تمّ تهريبها عبر الحدود اللبنانية.

وأوضح المسؤولون أنّ واشنطن تعارض تسليح المعارضة لأنّها تفتقر إلى القيادة الموحّدة وبسبب مخاوف من إمكانية وقوع الأسلحة المتطورة في أيدي الإسلاميين.

وقال مهيمن الرميض الطائي عضو جبهة ثوار سورية إنّ واشنطن لا تدرك الاختلاف بين الثوار الإسلاميين في سورية وبين طالبان التي تقاتل القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وإنّ الإسلاميين في سورية ليسوا مناهضين للولايات المتحدة.

وأضاف أنّ الولايات المتحدة لا تدرك أن المقاتلين الإسلاميين من بين أكثر المقاتلين تأثيراً في سورية وأنّهم ليسوا متشددين ولا جهاديين بالمفهوم الأفغاني وإنّ السوريين بطبيعتهم مسلمون محافظون لكنهم ليسوا متشدّدين.

وذكر مسؤولو مخابرات أمريكيون أنّ السلاح الذي يدفع ثمنه متعاطفون في السعودية وقطر يعبر الحدود اللبنانية ليصل إلى المعارضين المسلحين. وأغلب هذه الأسلحة أسلحة صغيرة مثل بنادق الكلاشنيكوف إلى جانب بعض الذخائر الموجّهة المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية.

وقال سامح الحموي الناشط البارز على الحدود السورية مع تركية إنّ بعض جماعات المعارضة المسلحة تتبنّى شعارات إسلامية لكنّ الإسلام السياسي ليس متجذراً في صفوف المعارضة السورية.

بينما قال مسؤولون أمريكيون إنّ الولايات المتحدة تزيد من حجم مساعداتها غير الفتاكة للمعارضة السورية. وقال أحد هؤلاء المسؤولين "ندعم بقوة جهود الإطاحة ببشار الأسد. إنّه خطر على الشعب السوري الذي عانى من وحشية رهيبة على أيدي نظامه. والإشارات إلى أنّنا لا نشجّع المقاومة للنظام السوري ببساطة غير صحيحة".

وقال معارضون اجتمعوا مع دبلوماسيين أمريكيين لمناقشة مسألة المساعدات إن واشنطن تبحث عن سبل تزويد المعارضة بوسائل الحصول على خدمات الانترنت والهاتف المحمول من دول مجاورة. وتساعد هذه الخطوة المعارضة في تفادي استخدام الخدمات التي تراقبها الدولة بمساعدة روسية وهو ما يؤدّي إلى القبض على آلاف النشطاء وتعذيبهم.

وقال الحموي إنّ الولايات المتحدة تجمع فيما يبدو معلومات مخابرات عن المعارضة السورية المسلحة لكنّها في الوقت نفسه لا تقدّم لها المساعدة.

وقال "النشطاء يجتمعون معهم على أمل الحصول على مساعدات طبّية ثم يبدؤون في السؤال عن معلومات عن الجيش السوري الحر. يبدو أنّ الولايات المتحدة لا يهمّها مدى ما يقوم به الأسد من إراقة الدماء حتى يرهق الشعب تمامًا كي يقبل أيّ اتفاق تريده واشنطن".

وأضاف أنّ أخطاء الأسد وحدها هي التي تنفع المعارضة المسلحة. وأشار الحموي إلى إسقاط قوات الأسد الشهر الماضي مقاتلة تركية ممّا دفع أنقرة إلى إرسال قوات على الحدود بينها وبين سورية ممّا زاد الآمال في صفوف المعارضة في إمكانية إقامة حظر جوي بحكم الأمر الواقع.

وقال "لحسن الحظ أنّ الأسد يرتكب أخطاء قاتلة. من كان يتصوّر أنّ النظام بالغباء الذي يجعله يسقط طائرة تركية وهو ما جدّد رغبة تركية في دعم الثورة؟".

وذكر مسؤولون في المخابرات الأمريكية أنّ روسيا أمدّت قوّات الأسد بأنظمة دفاع جوي متطورة وطائرات هليكوبتر هجومية بينما قدّمت إيران وحزب الله اللبناني مساعدات فتاكة وغير فتاكة مثل الأسلحة الصغيرة ومعدات الاتصال وأدوات مكافحة الشغب.

وقال عقيد انشقّ مؤخراً عن جيش الأسد وأصبح قائداً للمعارضة المسلحة في حماة إنّه على حدّ علمه لا يملك أحد في حماة أيّ معدات أمريكية.

وأضاف خلال زيارة قصيرة إلى تركية اجتمع خلالها مع ضباط منشقين يتمركزون على الحدود "نحن متروكون وحدنا بينما تسلّح طهران وموسكو الأسد ولديه خط إمداد مفتوح عبر العراق".

وقال مصطفى الشيخ اللواء في الجيش السوري الحر الذي يقود مجموعة من كبار الضباط المنشقين إنّ واشنطن يمكنها أن تعطي السلاح للمعارضين الذين تثق بهم وتساعد على ضمان الاستقرار في سورية بعد سقوط الأسد.

لكنّه أضاف أنّه أصبح أكثر اقتناعاً بأنّ السبيل الوحيد للحصول على السلاح هو الاعتماد على المخزونات داخل سورية وعلى الفساد المتفشي في جيش الأسد. وقال إنّ المعارضة المسلحة تستولي على السلاح أثناء عملياتها ضدّ القواعد الموالية للأسد.

وقال الشيخ إنّه غير مقتنع بالأسباب التي تسوقها واشنطن لعدم تسليح المعارضة.

وأضاف أنّ الولايات المتحدة و"إسرائيل" تخشيان أن يحلّ نظام أكثر حزماً محلّ نظام الأسد مشيراً إلى أنّ جبهة الجولان السورية التي تحتلها "إسرائيل" ظلت هادئة خلال العقود الأخيرة في ظل حكم حافظ الأسد وولده بشار الذي ورث الحكم منذ 12 عاما.

وقال الشيخ الذي يقيم في معسكر أقامته تركية للضباط المنشقين على الجانب التركي من الحدود إنّ الولايات المتحدة و"إسرائيل" وغيرهما من القوى الدولية حسبت مصالحها في المنطقة خلال العقود الخمسة الماضية بناءً على حكم الأقلية العلوية في سورية.

وأضاف أنّ واشنطن لا تريد المغامرة بالصعود السنّي عن طريق دعم الثورة السورية حتى مع استمرار الأسد في إراقة الدماء وحصوله على المزيد من الدعم من إيران.