الثورة السورية و شرور العالم الأربعة
معاذ عبد الرحمن الدرويش
سنتحدث عن شرور العالم الأربعة ، ليس كونها تعادي الثورة السورية فحسب ، و إنما بسبب معاداتها للإنسانية جمعاء و هي تشترك بفكرة واحدة ، فكرة أن وجودها لا يتم و يكتمل إلا من خلال إلغاء الآخر و إفناءه،و فكرة الحياة مبنية في إيديولوجيتها على الشر و الموت و ليس على الخير و الحياة الإنسانية المشتركة ، و هي لا تعترف بالإنسان إلا إذا كان دماغه حاملاً لفكرتها .
- الشر الأول النظام السوري:
يعتبر النظام السوري من أخطر الأنظمة على الإنسانية،عبر تاريخ البشرية، و قد قدم للبشرية مستوى جديداً من الإجرام لم تصل إليه و لم تعرفه من قبل،و ذلك من خلال مبدأ لا شيء محرم إلا إيقاف الإجرام نفسه،و اختراع و تقديم أساليب و طرق جديدة للجريمة على سطح المعمورة ، لم تدونها أي صفحة تاريخية في عهد الإنسان على الأرض ،و اعتبار الضحية متعة من خلال تعذيبها و التفنن بأسلوب قتلها و التي لا تخطر على بال الشياطين.
فالسجناء الذين قضوا في سجون النظام السوري سنوات طويلة جداً، يتحدثون عن سياسة تعذيب على مدار الزمان و المكان،ففي الجلوس عذاب و في الطعام عذاب و في الاستحمام عذاب و في الاستراحة عذاب و في الشرب عذاب و في الحمام عذاب و في الليل عذاب و في النهار عذاب و في الصيف عذاب و في الشتاء عذاب ، فسنين السجن كانت كما قال أحد السجناء هي أشبه بتطبيق الأية الكريمة التي تتوعد بمثل هؤلاء المجرمين "........................"
- الشر الثاني النظام الإيراني:
النظام الإيراني نظام قائم على فكرة الشر،حيث أن المرجعيات الدينية بالتواطؤ مع القيادات السياسية ، تحافظ على مكانتها من خلال تغذية الشعب الفقير على فكرة العداء للآخر،و أن وجوده لا يتم إلا من خلال مسح الآخر،و القصاص منه لأي فرصة تسنح و بأية طريقة كانت.
و استطاعت نتيجة الحشد الفكري الإجرامي أن تضمن ولاء هذا الشعب الفقير الجائع،بالسكوت و الرضا عن سيل المليارات التي تحترق في المفاعلات النووية ،و الشعب الفقير بأمس الحاجة إليها ليسد بها جوع معدته و يرقع شق ثوبه المرقع .
فالمفاعلات النووية تبنى تحت شعارات كاذبة ، حماية الشعب و عزته و كرامته و الحقيقة أنها لم تبن إلا لحماية الفكر الشيعي الذي يضمن وجود المرجعيات الدينية و السلطة السياسية. و الأخيرة تعيش في رغد و هناء و لم ينقص شيئاً من واردات جيوبها هذا اللهم إذا مازادت.
- الشر الثالث النظام الروسي:
روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي،النظام الاشتراكي المتمثل بالاتحاد السوفياتي سابقاً و روسيا حالياً هو نظام قائم على فكرة الإلحاد التي لا تعترف بفكرة الدين و قد حاولت إبادة كل الأقليات الدينية التي كانت تعيش في كنفها.
فالاتحاد السوفياتي عموماً و روسيا خصوصاً دولة قائمة على الشر.
ماذا قدم الإتحاد السوفياتي للعالم عندما كان في قمة هرم قوته ،و قد تبوء مكانة القطب الآخر لعدة عقود في تاريخ البشرية.
لم يقدم سوى الشر للعالم
قدم برنامج سباق تسلح و الذي لم تجن منه البشرية سوى الموت و الدمار .
و يختصر مخترع البارودة الروسية كلاشنكوف كل الذي أريد ان أقوله:
و قد صرح قبل سنوات حيث قال" لقد دخلت التاريخ باختراعي للبارودة الكلاشنكوف و قد سميت باسمي ، لكنني اليوم انا نادم أشد ندم على اختراعي هذا، الذي قتل الملايين من الناس، يا ليتني اخترعت غسالة تنظف للناس ملابسهم المتسخة خير لي من اختراعي الشيطاني هذا.
- الشر الرابع إسرائيل:
نشأت دولة إسرائيل بالأساس على دماء الفلسطينيين و العرب ،و الدولة اليهودية تقوم بالأساس على فناء الآخر و لا تعترف بالآخر إلا كضحية و قربان للآلهة.
إسرائيل التي بنت دولتها على الدماء تطمح أن تحكم العالم بقوة السلاح و الإرهاب ، وقد بنت ترسانة عسكرية تكفي لتدميرالأرض مع أن المساحة التي تتواجد عليها تكاد لا ترى على خارطة العالم.
بالنظر للشرور الأربعة نجد انها تتقاطع في عدة أمور رئيسية:
- الدولة مبنية على فكرة الشر المؤطرة بالعقيدة الدينية ( النصيرية، الشيعية ، الإلحادية، اليهودية) و الفكرة هي بالأساس فكرة تخدم وجود نخب دينية و سياسية لا أكثر.
- انتباج التسلح في تلك الدول لحماية الفكرة ،و ذلك على حساب رفاهية و كرامة الإنسان العادي الحامل لها.
- تأليه الإنسان الحامل للفكرة بالشعارت الكاذبة و الإلحاد بوجود أي فكر آخر .
- معاداة الانسان أينما كان.
و لكن بفضل الله اولاً ثم الثورة السورية المباركة ثانياً، تم اكتشاف مدى ارتباط هذه الشرور الأربعة ببعضها البعض ،و هي تتكاتف بالعلن و الخفاء لتحقيق مآربها العدائية للإنسانية ، و هي تتوهم و تعتبر ان أي فكر إنساني مغاير لفكرها يمكن أن ينسف بها في يوم من الأيام.
و يتضح جلياً أن أخطر هذه الشرور على الإنسانية هو أضعفها و أشدها عداء لها ،النظام السوري ثم النظام الإيراني فالنظام الروسي و اخيراً إسرائيل و التي تعتبر الاكثر مكراً و دهاءً - في هذه المجموعة- و التي استطاعت ان تسخر شرور هذه الحثالة و تجعل منها حربة تطعن بظهر الإنسانية لتحقيق مطامعها .
لكن الثورة السورية ستقتلع الشر الأول من جذوره و تبقيه في خبر كان بإذن الله
و ستبتر رجل إيران و تمنع تحركها في المنطقة و العالم و هي تحلم ببناء مملكة فارس على كامل المعمورة بعد تدمير كل الملل الاخرى.
و تقطع يد روسيا التي تعيث فساداً بالأرض هذه اليد التي لم تفلح إلا بالضغط على زناد الموت لتقتل هنا و تفتك هناك.
و تقصقص أجنحة إسرائيل رأس الفتنة في المعمورة و هي ترعى كل شر قائم في العالم ليخدم مطامعها و جشعها و يستغل الإنسان اعتباراً من الامريكي المعتلي ناطحات سحاب نيويورك و انتهاء بإنسان الغابات المختبئ بالإدغال الإفريقية
و ستعيد للإنسانية إنسانيتها و تخلصها من شرور تهدد وجودها قاطبة بإذن الله....