أبعاد، ودلالات انشقاق كتيبة للصواريخ

أبعاد، ودلالات انشقاق كتيبة للصواريخ

محمد عبد الرازق

هناك أمران تسعى القوى الدولية النافذة للحؤول دون وقوعهما في قبضة قوى الثورة في سورية، هما:

1ـ السلاح البيولوجي.

2ـ سلاح الصواريخ.

و قد تكفَّلت الولايات المتحدة بالأمر الأول؛ و ذلك من خلال تشكيل خلية أزمة، يكون مقرها في الأردن، تقوم المخابرات الأردنية بمؤازرتها لتعقب أماكن وجودها من أجل الانقضاض عليها حينما تضعف سيطرة النظام، و قد جندت لهذه الغاية حسب التقارير المسربة ( ما يقرب من سبعين ألف شخص )؛ نظرًا لتعدد أماكن و جودها، و ضخامة المخزون منها، و أهم هذه الأماكن في منطقة ( السفيرة في حلب).

و أمَّا الأمر الثاني و هو موضوع الساعة، و هو ( الصواريخ )، فقد تكفَّلَتْ به ( روسيا)، و يشار في هذا إلى البارجة الروسية التي رستْ مؤخرًا في ميناء طرطوس ؛ فالغرض منها هو لمتابعة هذا السلاح، على خلاف ما أشيع من أنها كانت تنقل أسلحة للنظام، فقد كان على متنها فرق من الخبراء، و الكوماندوز من أجل الوصول إليها، و تعطيلها في اللحظة التي تقترب منها الخلايا الإرهابية ( على حدّ زعمهم).

و بالطبع فإن التبريرات التي تساق في هذا الباب هو لمنع وقوع هذين السلاحين في أيدي المتطرفين الإسلاميين، الذين يمكن لهم تهديد إسرائيل بهما، أو تهديد المصالح الغربية من قبل عناصر القاعدة على غرار ما كانت الخشية في أمر الأسلحة الليبية بعد انهيار نظام القذافي.

 قد يكون هذا مبررًا، و يمكن بموجبه قبول تدخل الأمريكان، و الروس على حدٍّ سواء في حال انهيار النظام السوري، و لكن مالم يُقَلْ في هذا الباب هو خوفهما من ( وقوع سلاح الصواريخ على وجه الخصوص ) في أيدي مقاتلي ( الجيش الحر )؛ ممَّا سيعجِّل في حسم الصراع مع نظام الأسد، و سيجعل ميزان القوى يميل بشكل واضح لصالحه، وعندها ستجد أمريكا نفسها في وضع لا تُحسَد عليه؛ لأن مشروعها في التغيير سيكون في مأزق كبير، فكما هو واضح أن هناك ثلاثة مشاريع تتسابق على الساحة السورية:

1ـ مشروع النظام، و حلفاؤه ( روسيا، و الصين، و إيران و أذرعها)

2ـ مشروع أمريكا، و حلفاؤها (النظام الرسمي العربي ممثلاً بجامعة الدول العربية، و القوى النافذة فيها).

3ـ مشروع الثوار، و القوى المساندة لهم، و أبرزها ( تركيا).

 وكلُّ من هذه المشاريع في سباق مع الزمن من أجل فرضه على الأرض، و أقواها و أسرعها على ما يبدو هو ( المشروع الثالث ـ الثورة )، لاعتبارات عدة، فإذا ما وصل إلى أيديهم مثل هذا النوع من الأسلحة فسيكون الأمر في حالة أفضل بكثير، و قد يسرع من نهاية المشروعين الآخرين بشكل غير متوقع، و لذلك تأتي مساعي الغرب لعدم وقوعه في أيديهم من هذا الباب ليس إلاَّ، و ما مسارعة النظام إلى الاعتراف بتسرب بعضٍ من هذه الصواريخ إلى ( الإرهابيين ) في عملية الانشقاق للكتيبة ( 743 ) إلاَّ رسالة متعددة الجهات، و ليس غريبًا أن تندرج زيارة ( بوتين ) إلى طهران يوم الإربعاء القادم لبحث احتمالات مثل هذه الأمور على الساحة السورية.