رسالة إلى المجلس الوطني السوري

رسالة إلى المجلس الوطني السوري

محمد هيثم عياش

[email protected]

هذه رسالة نبعثها إلى أعضاء المجلس الوطني السوري من مسلمهم ونصرانيهم ودروزهم والى الذين ينتمون الى الطائفة النييرية والى الذين ينادون بالقومية والعَلَمانية والى الذين يزعمون بانهم يريدون ارساء الحريات العامة في سوريا ، نرسلها لهم نيابة عن الثكالى والاطفال والايتام والشباب والشيوخ الذين يجاهدون نظام الطاغوت في بلادهم . تكمن رسالتنا هذه بأنكم ايها السيدات والسادة في المجلس الموقر باختلافكم فيما بينكم على كيفية نصرة شعبنا والقضاء على النظام الخبيث اضافة الى انانيتكم وحبكم للزعامة واتخاذكم المجلس وكأنه مُلْك لكم لا تريدون دخول اعضاء جدد فيه وعدم استعدادكم للتعاون مع المخلصين ممن يريدون ويبذلوا جهودهم للقضاء على هذا النظام منذ استيلاءه على السلطة في بلدنا تسدون أكبر خدمة لبشار اسد ونظامه .

ان اختلافكم ايها السيدات والسادة تساهمون الى حد كبير بمساعدة طاغية سوريا بتماديه بذبح شعبكم واستباحة اخواتكم وبناتكم ، ماذا تريدون بالله عليكم ؟ هل تريدون حقا القضاء على هذا النظام ؟ فان كنتم تريدون لقضاء عليه  فما عليكم الا الاجتماع على خطة واحدة وهي شحذ جميع الهمم للقضاء عليه ولن يكون ذلك الا بتماسككم ، وتماسككم يكمن بنبذ أنانيتكم  وحبكم للزعامة وتطهير ألسنتكم من الاساءة لبعضكم البعض والافتراء على جماعة وافراد والكف عن المشي بالنميمة ونشر دعايات ضد من يريد الخير لسوريا وشعبها ويسعى جاهدا للقضاء على هذا النظام والعودة بسوريا الى عهدها السابق في ذلك الزمن الذي كانت تسوده الحريات والقضاء النزيه قبل استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1963 الذي نجم عنه استيلاء عائلة اسد على حكم بلادها .

ان من يريد تحرير بلاده من الظلم وضمد جراح شعبه يجب عليه ان يتحلى بكرامة الاخلاق وان يكون قدوة بالتسامح وقبول الانتقادات وعدم أخذها بالسلبية بل يالايجابية فالانتقادات درس للحيلولة دون الوقوع بالخطأ مرة اخرى الا انكم تقعون بالاخطاء تلو الاخطاء هل غركم اعتراف ما يطلق عليهم باصدقاء سوريا بان مجلسكم ممثلا لشعبكم ، ان أصدقاء سوريا يضحكون عليكم لانكم لا علم لكم بالسياسة الدولية وما يدار وراء كواليس السياسة الدولية . ان بعضكم يعيش في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية وكندا منذ سنوات طويلة الا انهم لا يواكبون تطورات السياسة الدولية وسياسة الغرب ضد المسلمين وخاصة شعوب منطقة الشرق الاوسط في مقدمتها سوريا فهم ينظرون الى بشار اسد ونظامه العائق الوحيد ضد تحرير فلسطين ومنقذهم الرئيسي من ازدهار منطقة الشرق الاوسط اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا . انكم أيها السيدات والسادة لن تستطيعوا تحرير سوريا من نظام اسد وطالما تعتقدون ان تحريرها يكمن باستمرار سلمية انتفاضة شعبنا  ولن يكون تحريرها تحت راية واشنطن ، ثقوا ان تحرير سوريا يكمن بوحدتكم ونبذ خلافاتكم وتأجيل نزاعاتكم الى ما بعد تحرير بلادكم . هل تريدون كسب ثقة العالم بكم من أجل مساعدة مجلسكم بالبقاء على قيد الحياة ؟ فاذن لا تملوا على شعبكم طلباتكم وتحددون مستقبله وما يريده فالشعب الذي انتفض على نظامه قبل قيام مجلسكم هو الذي سيقرر مصيره ولستم انتم وعليكم ان تقبلوا بما يريده ان كنتم بالفعل تؤمنون بالحرية .

وانت ايها الشعب السوري البطل الابي الكريم لا يسوءك خلافات اعضاء المجلس ونزاعهم وحبهم للسيطرة وتمتعهم بالانانية فأكثر اعضاء هذا المجلس الا من رحم ربي يتحلى بالكبرياء والانانية ، فيا ايها الشعب استمر في انتفاضتك فالنصر قد لاحت تباشيره وموعد هلاك اسد وطاغيته قريب جدا اليس الصبح بقريب ؟

لقد اصبحت سوريا مثل جسد خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه فلم يخلو جسده من الجراح جراء  ضربة سيف او اصابته برمية سهم ولكن شعبنا لن يموت حتف انفه وسيبقى  صامدا وينتصر .