أضواء جانبية على الثورة السورية

أضواء جانبية على الثورة السورية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

عندما ينظر الأوروبي أو الأمريكي على سبيل المثال , لتصريحات منطلقة من هنا ومن هناك , قد يجد في داخله غرابة مابعدها غرابة !! , أو أي شخص يعتز ببلده وبسلطته وبشعبه , سيجد نفس الغرابة أيضاً .

فعلى سبيل المثال وليس الحصر , نجد ذلك الأفاق والذي يضع على نفسه عباءة عربية , ويدعي أنه رمز المقاومة والممانعة , المدعو حسن نصر الله , كل يوم يطلع علينا بخطاب تاريخي شيطاني , تصفق له كل الأبالسة من الانس والشياطين , ويوجه لسانه الأعوج ويقول ( على المعارضة السورية أن تجلس للحوار مع القاتل والمجرم , وشريكه في تجارة المخدرات بشار الأسد , وفي العمليات الاجرامية في لبنان وسورية )

فهو يتحدث من موقف كانه هو المسئول وهو الذي يرأس المعارضة السورية .

كذلك نجد في تصريحات القادة المجوس , في قم وطهران

ووزير خارجية روسيا لم يستح من القول , لانريد حكم الطائفة السنية في سوريا , بل يريد ان يبق الحكم بيد الطائفة العلوية

إن هذه التصريحات كمواطن سوري أولا, وعربي ثانيا , تشعرني بالغثيان والقرف والاشمئزاز , ومع ذلك لابد من النظرة الواقعية للأمور ولو كان موقعها من النفس يُشعرك بذلك .

إن الظلم الذي تعرض له شعبنا العربي بصورة عامة والشعب السوري بصورة خاصة , على أيدي هذه الأنظمة الفاسدة والقمعية , والتي لغت قيمة الانسان في بلادها , مما انعكس سلباً على مواطنيها , في أن الوطن أصبح يمثل مكاناً آثناً مليئاً بمختلف أنواع الهوائم والحشرات الضارة والجراثيم المميتة , وبالتالي فإن النظام عندما باع شعبه لهذه الهوائم , باع نفسه قبل ذلك , فلم يعد له وجوداً على الأرض , سوى جذوع نخل خاوية , وهنا أصبح كل ساقط يتحدث باسمك , وكل خائن يأمرك وعليك التفيذ .

ولكن من بين هذه المستنقعات نبتت الثورة , وقاومت كل هذه الموبوآت , ونهضت وقالت لن نسترق ضوء الشمس بعد الآن , ولن تكون الشمس غريبة عنا أشعتها .

فالثورة قد انطلقت قوية عنيدة مقاومة ممانعة لكل أصناف وأجناس المجتمعات الضارة , فهي ماضية حتى النصر والحرية والتقدم والعدل والمساواة بين الناس .

الثورة لن تأتمر بأوامر أحد من البشر , قد يسمعون الثوار نصائح من مخلص أو عزيز أو مؤيد , فالثورة عندما تنطلق في أي مكان , فالثوار وقتها لايسألون من هم معنا أو من هم ضدنا ومن سيساند عدو الثورة , لأنها انطلقت من أجل تحطيم الماضي بكل بؤسه وشره , وكلما كثر أعداء الثورة , كلما كان هذا دليل على براءة الثورة من كل سوء .

عندما يكون هدفك أخي الثائر صغيراً فاعلم أن تضحياتك ستكون قليلة , وأعداؤك قليلون جداً , ولكن كلما عظم هدفك , كلما احتاج ذلك لجهد أكبر وتضحيات جسام , لأنه لامعنى للنصر وتحقيق الأهداف بأقل جهد يبذل في سبيل تحقيقه , لأنه سيكون حتماً الهدف بسيط لامعنى له .

لذلك تكالبت ضد ثورتنا كل الأطراف , ومن النادر أن تر لنا صديقاً مخلصاً , فذاتك ومدى إيمانك بنفسك هي التي ستحقق الهدف , إن كانت تلك الثقة عالية , وهذا مانراه في معظم الأماكن والمحافظات السورية .

والمعارضة وأحزابها لازالت تشعر أنها موجودة في تلك البيئة الموبوءة , ولم تستطع الخروج بعد , وكل ماعليك أخي الثائر وأختي الثائرة , هو الاستمرار والتقدم والثقة بالنفس أن النصر لن تصنعه إلا سواعدك .

ولن يكون هناك وصياً على الوطن ولا على الثورة , وكل هؤلاء المدعين سيسحقون تحت أقدام الثوار وقريباً بإذن الله تعالى .