قلوبهم مع من؟! وسيوفهم مع من؟!

عبد الله خليل شبيب

قلوبهم مع من؟! وسيوفهم مع من؟!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

لا زال الشعب السوري ..وحيدا بدون نصير حقيقي – إلا الله – الذي يلجأون إليه ويجأرون لجبروته ..ولن يخيبهم ..لكنه لا يستعجل لعجلة أحد .. وله حكمة من كل مقاديره.." إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله؛ وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وليعلم الله الذين آمنوا  ..ويتخذ منكم شهداء .. والله لا يحب الظالمين ..* وليمحص الله الذين آمنوا .. ويمحق الكافرين * " ..سبحانه .. إذن في النهاية " والعاقبة للمتقين " ..وحتى تكون ثورة نقية ليس لبشر عليها فضل ....ولا تخضع لأي ضغوط .ويكون قرار السشعب المنتصر ..حرا نافذا ..

البعض يقف صراحة مع العدوان على الشعب ومع سفك دمائه .. ويرفض حريته وحقوقه الإنسانية في الكرامة والمساواة والوطن وخيراته..ويريد لآل الأسد ومخلوف وعصاباتهم أن يظلوا مستأثرين بالسلطة والثروة .. ويبقى الشعب يكد ويجوع .. ويتشرد .. وهم ينهبون المليارات – بما في ذلك عوائد النفط السوري وغيرها كثير..إلخ !!

.. والبعض – كما بعض العرب والمسلمبن والغرب وأمريكا – يدعون أنهم ضد قتل الشعب السوري  ويتعاطفون معه ومع الثوار ... وحقيقة مواقفهم عكس ذلك .. !

 فهنالك من منح [ عصابات الشبيحة القتلة ]الملايين ..ويكتفي بالشجب والدعاء ..وبالتظاهر بالغيرة على الدماء السورية ..إلخ

 وهنالك من شاركت مخابراته في تسليم بعض الضباط الهاربين ..!

 وهنالك من يخفف من صورة الإجرام النصيري في إعلامه .. فبينما تنشر الأخبار أن حصيلة قتلى الشعب في يوم واحد ..( 108) شهداء- مثلا - ينشر تلفازه ..أنهم 18 فقط ..ويمنع حتى بعض نشاطات أطفال الثورة ورسوماتهم ويصادر أي قطعة سلاح يمكن ان يحاول أحد تسريبها للمظلومين للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم !....ويعقد اللقاءات التششجيعية مع من يمدون نظام [الجحش النصيري ] بالعتاد والسلاح والفيتو – كالصين وروسيا .. بدلا من أن يشن عليهم حملة مقاطعة !

 ..وبالمناسبة .. حتى الآن لم تقف لا الحكومات ولا الشعوب .موقفا مناسبا من تشجيع روسيا والصين للقتل والإجرام والإرهاب والعدوان النصيري على الشعب السوري .. فتعلن – ولو بعض الإجراءات التحذيرية [للدب والتنين] المؤيدين للقتل والقتلة بالسلاح والفيتو..إلخ!! 
لعل سر ذلك ..عند الصهاينة ..الذين لا يضمنون ولا يأمنون .. لأي نظام – خصوصا إذا كان مجهولا – وبالأخص إذا كان إسلامي الملامح المتوقعة ! - ..ولا يرون نظاما يضمن أمنهم  وحمايتهم..كنظام باعة الجولان ..وضامني أمنه ..وحراس المحتلين ..والذين يعاقبون – بكل وحشية وهمجية [ بالتقطيع حيا ] ..! كل من تسول له نفسه مجرد التفكير في إيذائهم ؟!

..تذكرنا مواقف بعض هؤلاء- المتظاهرين بالتأييد لثورة سوريا ..وهم يتفرجون على ذبح شعبها ..ولا يقدمون لها سوى الكلام [والإمهالات والمشروعات والمُهَل !] ليعطوا فرصة لماهر وأخيه لمزيد من القتل والسفك والهتك ..عسى أن يطفئوا الثورة ..وهيهات .." يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ".. يذكرنا ذلك  بمقولة الفرزدق للحسين – حين قابله في كاظمة متوجها للعراق ؛ فقال له : [قاصدا الروافض الذين استدعوا الحسين ..ووعدوه بالنصرة ..ثم خانوه وباعوه لقتلته وتخلوا عنه] ..قال الفرزدق للحسين     ( قلوبهم معك ..وسيوفهم مع بني أمية !)! .. والعجيب أن أتباع ونسل المتخاذلين الغادرين بالحسين ..ما زالوا يتباكون عليه  ويلطمون ..ويتهمون غيرهم بقتل الحسين ..وهم الذين أسلموه للقتلة البغاة الظلمة ! ولو صدقوا معه ونصروه لتغير وجه التاريخ!

..علما بأن [ عنتريات الأمريكان – وأمثالهم ] ماهي إلا للاستهلاك ..ولإرضاء بعض شعوبهم التي تصدق [ أكاذيبهم في دعاوى حقوق الإنسان وأمثالها ] وتستنكر المذابح وتطالب بإيقافها ..وهم مسرورون منها مشجعون لها في الحقيقة ..لأن معظمها – بل كلها- في أهل السنة الذين يخشى [ لافروف ]وأمثاله من وراثتهم لحكم سوريا !!

.. ولا شك أن من أخشى ما يخشاه الصهاينة وأمريكا وحلفهم ..أن انتصار الشعب السوري مقدمة لانتصار غيره ..ولتوحد الأمة على راية واحدة ..لن تكون- على أي حال – في صالح اليهود ولا الأمريكان ولا قرنائهما وحلفائهما وأتباعهما ..إلخ

ولذلك يقولون بلسان الحال اوالمقال ( انج سعد فقد هلك سعيد ) ومن نجاتك منع انتصار الثوار على بشار وشبيحته ..ولكن هيهات ..! لا بد من انتصار الحق مهما طال الزمن وعظمت التضحيات !.." ليُحِق الحق ويُبطل الباطل ولو كره المجرمون " .." وقل جاء الحق وزهق الباطل ..إن الباطل كان زهوقا " .." إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ..ويوم يقوم الأشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ؛ ولهم اللعنة ، ولهم سوء الدار*"